محاولاً تحقيق نجاح آخر، محمد صبحي يتجه لتأليف الأعمال الدرامية للتلفزيون

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 6 شعبان 1423 هـ الموافق 12 أكتوبر 2002 بعد أن خاض الفنان محمد صبحي تجربة الإخراج المسرحي وأكد من خلالها قدراته كفنان متميز في هذا المجال قرر الاتجاه إلى التأليف الدرامي من خلال خشبة المسرح وشاشة التليفزيون. ويقول محمد صبحي لـ «البيان» انه كان يشارك بالرأي في معظم الاعمال الدرامية التي يقوم ببطولتها سواء في المسرح أو التليفزيون وكان يعقد جلسات مشتركة مع المؤلفين يطرح من خلالها وجهة نظره في أحداث العمل وتطورها الدرامي وبناء الشخصيات ومناطق الصراع وأحيانا أخرى كان يشارك في كتابة السيناريو لكنه في هذه المرة قرر أن يكون مؤلفا من الألف إلى الياء في أحدث مسلسلاته التي يجهزها حاليا للفيديو ويخرجها أحمد بدر الدين. ـ وما هي تفاصيل أحدث مسلسلاتك الجديدة ؟ ـ المسلسل الجديدة اسمه «إزاي نعيش» وقد كتبت منه 15 حلقة وتدور أحداثه حول شخصية «دكتور بكري بركات» طبيب أمراض النساء والتوليد الذي يطرح عدة قضايا عامة عن المشاكل الصحية وكيفية تأثيرها على حياة وتصرفات الإنسان ويعلن أيضا عن أرائه الخاصة التي يؤكد من خلالها أن التكنولوجيا الحديثة أصابت صحة الأولاد ـ عماد المستقبل ـ في أية أمة بأضرار بالغة ويقدم في نفس الوقت مجموعة من الأدلة المادية على أن تصرفات الإنسان في القرن الجديد لا تختلف عن السلوكيات التي كان يمارسها من قبل الإنسان البدائي. ـ ومن يشترك معك في بطولة هذه الحلقات؟ ـ حتى الآن لم أجلس مع المخرج أحمد بدر الدين لنتناقش في موضوع اختيار الممثلين وإن كانت هناك قاعدة التزم بها في كل مسرحياتي ومسلسلاتي التليفزيونية حيث يعمل معي أعضاء فرقتي مع إضافة بعض الاسماء الأخرى التي تحتاج إليها بقية شخصيات العمل مثلما حدث في مسلسلات «ونيس» ولكن بوجه عام الحلقات الجديدة يشترك في بطولتها: سيمون وهناء الشوربجي ومحمود أبو زيد وشعبان حسين ومجدي صبحي وغيرهم من كبار النجوم والوجوه الجديده من طلبة أكاديمية الفنون والهواة الذين يخضعون لتدريبات مكثفة داخل «ستوديو الممثل» الذي أشرف عليه بنفسي منذ عدة سنوات وتخرجت منه أسماء كبيرة. ـ من خلال طرحك لفكرة حلقات «إزاي نعيش» شعرت أن العمل يحمل شكل الدراما التعليمية فهل هذا صحيح أم مجرد تصور خاطئ؟ ـ المسلسل ليس دراما تعليميه بمعنى أفعل ولا تفعل لكنه شكل درامي فلسفي يغوص في أعماق النفس البشرية ويستعرض بوضوح تام ما تعانيه من أزمات ومشاكل. ولا أريد تقديم تفاصيل دقيقة عن فكرة الحلقات حتى لا أجدها في عمل آخر وأتحول في نظر الناس إلى مجرد شخص يقتبس أفكار غيره ويحاول أن ينسبها إلى نفسه لذلك أستعين على قضاء عملي بالكتمان حتى يخرج إلى النور. معنى التكريم ـ مهرجان الاسكندرية السينمائي قام مؤخرا بتكريمك ألم تشعر بحنين للعودة إلى السينما مرة أخرى بعد طول غياب؟ ـ ابتعدت عن السينما بمزاجي لأنني وجدت نفسي غير قادر على مسايرة ذوق وإتجاهات المنتجين وشعرت أن ابداع الفنان بداخلي ليس مكانه الشاشة الفضية ولكن من الأفضل أن يخرج هذا الإبداع في مجال آخر أعطيته كل عمري هو المسرح الأكاديمي بجانب التليفزيون حيث أستطيع أن أطرح أفكاري بحرية بعيدا عن نظريات السوق التجارية وشباك دور العرض السينمائي وبالفعل قدمت تجارب سينمائية محدودة ثم تفرغت للشئ الذي أحببته وهو المسرح الذي يعد أبا لكل الفنون. وخلال حفل تكريمي مع زملائي المكرمين في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي اقترحت على السينمائيين أن يهتموا بصناعة الفيلم الروائي القصير لحل الأزمة التي تمر بها السينما الآن . وبالمناسبة أنا لست غريبا عن صناعة السينما بالرغم من أفلامي القليلة لأنني كنت يوما عضوا في مجلس إدارة غرفة صناعة السينما. وربما يأتي الحنين يوما لأعود إلى السينما ولكن لابد أن تكون تلك العودة مستندة إلى رؤية وفكر ولغة فنية متطورة تحسب لأسمي وإلا لماذا أعود إذا لم أضف شيئا جديدا؟ ـ بماذا تفسر إذن تكريمك في المهرجان؟ ـ أفسر تكريمي في المهرجان على أنه تكريم للعطاء والالتزام لفنان أحترم جمهوره ولم ينزلق لمرحلة الإسفاف ورفضت على مدى 12 عاما أن أقبل مغريات مادية كثيرة للعودة إلى السينما وفضلت أن أواجه أزمات مالية حرجة جدا على أن أشارك في لعبة هابطة ليس لها مردود فني محترم. فارس بلا جواد! ـ ماذا عن أخر أخبار حلقات «فارس بلا جواد» وهل انتهت أزمة عرضها بين التليفزيون المصري وقناة «دريم» الفضائية؟ ـ المسلسل سيتم عرضه في وقت واحد خلال شهر رمضان المقبل على شاشة قناة «دريم» الفضائية والتليفزيون المصري بعد أن تدخل صفوت الشريف وزير الاعلام وأصدر قرارا ينص على تقديم الحلقات للمشاهد المصري إلى جانب المشاهد العربي وحسم كل ما اثير من خلافات خاصة بهذا العمل بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقناة «دريم» وأتصور أن تلك كانت مجرد زوبعة في فنجان. وحلقات «فارس بلا جواد» تناقش قضية مهمة هي موضوع الساعة الآن بين إسرائيل وأمريكا وعالمنا العربي حيث نطرح سؤالا يقول: هل مقاومة الاحتلال عمل وطني مشروع أم إرهاب؟ ـ وهل شخصية «حافظ نجيب» في مسلسل «فارس بلا جواد» تمثل نقلة فنية للممثل محمد صبحي؟ ـ شخصية «حافظ نجيب» في الحلقات تمثل إضافة جديدة في مشوار الممثل محمد صبحي فمثلا أتنكر في عدة شخصيات وكل شخصية منها تعد عملا فنيا مستقلا بذاته بمعنى إنني قدمت من خلال موضوع واحد تركيبة درامية وفنية غير مسبوقة من قبل وقد بذلت جهدا كبيرا في هذا العمل مع زملائي المؤلف محمد بغدادي والمخرج أحمد بدر الدين وكل الفنانين والفنيين الذين وقفوا وراء هذه الحلقات التي من المؤكد أنها ستكون حديث الشارع العربي والمصري عند عرضها في شهر رمضان القادم. ـ ومتى يعود محمد صبحي إلى خشبة المسرح ؟ ـ أستعد لتقديم 6 مسرحيات جديدة خلال مهرجان المسرح للجميع الذي بدأ العد التنازلي لتقديمه خلال الأسابييع القليلة القادمة حيث اقدم كل ليلة مسرحية جديدة ومن بين هذه المسرحيات التي لم تعرض من قبل عمل من تأليفي أيضا باسم «ما تصهينش ياوطن» إضافة إلى عرض «ملك سيام» من الأدب العالمي وترجمة د. يسري خميس و«سلاح اليوم» من تراث الفنان الكوميدي الراحل نجيب الريحاني. وسوف أقوم بإخراج هذه العروض التي تشهد أيضا الدفع بعدد كبير من الوجوه الجديدة يجيدون التمثيل وتقديم الاستعراض. القاهرة ـ مكتب «البيان»:

Email