رغم عدم عرضه حتى الآن، «محمد خاتم الأنبياء» فيلم كارتوني يثير زوبعة بين الازهر والرقابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 1 شعبان 1423 هـ الموافق 7 أكتوبر 2002 هجوم عنيف تعرض له فيلم الكارتون محمد خاتم الانبياء رغم انه لم يعرض بعد في القاهرة! واعتراض رقابي شديد اللهجة، رغم موافقة الازهر الشريف ومباركته للفيلم! وفيما رأى كثيرون أن الفيلم يخدم الإسلام ويرد على الافلام التي انتجتها ديزني لاند، رأى البعض انه يحوي بين طياته اساءة اما عن عمد واما عن جهل للإسلام، وللحضارة المصرية القديمة. الفيلم الذي حصل على موافقة الازهر الشريف ولم تصل نسخه بعد الى القاهرة، والضجة كلها اثيرت بسبب المقدمة الاعلانية للفيلم والتي عرضتها دور العرض السينمائي في مصر كنوع من الاعلان عن الفيلم، فقد تضمنت تلك المقدمة مشهدا يقوم فيه المسلمون بتكسير أصنام لها شكل وملامح التماثيل الفرعونية، وهو ما اعتبره البعض ترويجا للأفكار التي تبنتها طالبان وكسرت على اثرها تماثيل بوذا مما أحدث الأزمة الشهيرة. ومن هؤلاء مثلا الدكتور سيد القمني المتخصص في دراسات الأديان، الذي قال ان الفيلم يمثل تحطيما لرموز مصرية، فالمقدمة الاعلانية له توضح ان صناعه استبدلوا الأصنام القرشية المعروفة اللات والعزى واساف ونائلة، وهبل، وغيرها بتماثيل فرعونية، لم يكن هذا المشهد عابرا، بل تكرر في أكثر من لقطة. هذا الاستبدال يعتبره د.القمني تعديا صارخا على تاريخ ليس مجهولا، ومخالفا لما ورد في كل كتب السيرة والتي من المفترض انها المرجع الرئيسي لمادة الفيلم، فهذه الكتب احتوت على وصف تفصيلي للآلهة التي كانت حول الكعبة وصفاتها الشكلية وطولها وعرضها وعددها، والأساطير التي تخص كل اله منها. وبين كل تلك الاصنام ـ يضيف دكتور القمني ـ لم نجد فيها من يشبه التماثيل الفرعونية في أي شيء، فكيف اذن يقوم المسلمون في المقدمة الاعلانية للفيلم بتكسير تماثيل فرعونية؟ الشيء نفسه أكده الدكتور مدكور ثابت رئيس الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية الذي أوضح ايضا ان الرقابة لم تكن قد شاهدت تلك المقدمة الاعلانية واكتفت بموافقة الازهر، لكن فور علمنا بوجود مثل هذه اللقطات اصدرنا أمر عاجلا برفع تلك المقدمة من دور العرض، وحذف تلك اللقطات كما قررنا تشكيل لجنة للمواءمة الاجتماعية والسياسية تعيد مشاهدة ما يوافق عليه الازهر، وتقرر ما اذا كانت المواءمة متحققة ام لا، وفي حال عدم المواءمة فإن الرقابة ستستخدم حقها القانوني في الرفض حتى ولو كان الازهر موافقا! وعن تلك اللقطات يقول د.مدكور انها في منتهى الخطورة لانها تكرس للعالم كله الصورة البشعة التي روجت لها طالبان بعد ان حطمت تماثيل بوذا، اضافة الى ذلك تشويه لحضارتنا الفرعونية العظيمة، التي لم تكن ابدا حضارة وثنية. ويمضي ثابت فيوضح ان السماح بعرض مثل هذه اللقطات سواء عن عمد أو عن جهل يعد جريمة بشعة في حق حضارتنا المصرية القديمة العظيمة وفي حق حضارتنا الاسلامية ايضا. ورغم كل ذلك فإن محيى الدين سعدية مدير عام الشركة المنتجة للفيلم أوضح ان كل هذه الضجة ليست مبنية على شئ، وقال: ان الثابت تاريخيا هو ان الاصنام التي كانت حول الكعبة هي التي كان يعبدها أهل مكة وما يجاورها، وهي التي ظهرت في الفيلم، وبهذا الشكل لم تظهر في الفيلم غير الاصنام التي كان يعبدها كفار أو مشركو شبه الجزيرة العربية، اضافة الى الاصنام التي كان يأتي بها التجار وكانت توضع داخل الكعبة، ولم تكن تلك الاصنام ذات هوية محددة أو تأتي من مصدر ثابت. ويضيف سعدية: اننا اذا رجعنا للقرآن والسنة النبوية الشريفة سنجد ان المسلمين عندما دخلوا مكة قاموا بتحطيم هذه الاصنام، وهذا التحطيم لم يكن لانها تمثل ثقافات اخرى، بل كان لانها ترمز لعبادات كفار ومشركي شبه الجزيرة العربية، أي ان الهدف من ذلك كان القضاء على الوثنية، وليس اهانة أي حضارة أو ثقافة اخرى. وسألنا الدكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة الاسلامية والقانون وعضو مجلس البحوث الاسلامية عن الفيلم فقال: انه عمل محمود ومجرد فكرة القيام بمثل هذا العمل في حد ذاتها فكرة عظيمة، غير انني أحب أن أضيف ان فكرة الفيلم التي قامت على مبدأ تحرير العبيد ليست هي وحدها فقط الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم وكنت احب ان يتطرق الفيلم لصلب الرسالة وهي تنظيم حياة الناس على جميع الانحاء والاشياء ولكن هذا لا يمنع ان نشكر كل من قام بتقديم هذا العمل. دكتور عثمان شاهد الفيلم كاملا، وهو أحد من قرروا السماح بعرضه، لكنه في الوقت نفسه يؤكد ان وجود تماثيل فرعونية قام المسلمون بتحطيمها في الفيلم لم يسترع انتباهه. وفي حين أوضح الناقد سمير فريد انه يجب الانتظار حتى يعرض الفيلم، وقال انه يعتقد الى حد كبير ان فيلم كهذا يعيد تصحيح صورة اسلامنا أمام العالم كله، خاصة ان القائمين عليه من كبار فناني العالم، فكاتب السيناريو هو بريان نسيين الذي يعد واحدا من أهم كتاب السيناريو في مجال الرسوم المتحركة، أما مخرجه فهو ريتشارد ريتسين الذي يعد هو الآخر واحدا من اهم المخرجين العالميين في الرسوم المتحركة، وذلك بعد ان قضى حوالي 14 عاما من الخبرة في شركة ديزني لاند العالمية. القاهرة ـ نيرة صلاح الدين:

Email