اعتذر عن أداء أدوار الشرف، عمر الحريري : المسرح تحول لسلعة استهلاكية فهجرته

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 28 رجب 1423 هـ الموافق 5 أكتوبر 2002 رفض الفنان عمر الحريري تكرار تجربة الظهور كضيف شرف في مجموعة من الأفلام السينمائية الجديدة لعدم عثوره على دور يضيف إلى رصيده الفني واسمه الكبير. قال عمر الحريري أنه قبل أن يمثل دوراً صغيراً كضيف شرف مع أحمد زكي في فيلم «معالي الوزير» بعد أن أعجبته قصة الفيلم التي كتبها وحيد حامد حيث يطرح فكرة جريئة من خلال لغة سينمائية متطورة بعكس الأفلام الأخرى التي تلف وتدور حول مجموعة واحدة من الأفكار لا تتغير أبدا. ويضيف عمر الحريري أنه شعر وهو يؤدي دور رئيس الوزراء في فيلم «معالي الوزير» أن الشخصية رغم صغر حجمها في البناء الدرامي لفيلم إلا أنها ضرورية ولا يمكن حذفها من الاحداث وتشد انتباه المشاهد ومن هنا تتأكد صحة النظرية التي تقول أن الإبداع في الأداء أمام الكاميرا ليس له علاقة بحجم الدور سواء كان صغيرا أم كبيرا فالمهم أن تسيطر على مشاعر وأحاسيس الجالسين في صالة العرض. ـ لماذا أنت في الأساس بعيد عن الحركة السينمائية؟ ـ ابتعدت عن السينما منذ فترة طويلة لأنني أحترمت نفسي وتاريخي الفني فكيف أقبل الظهور في أدوار لا فائدة منها تتبخر من ذاكرة المشاهد بمجرد انتهاء عرض الفيلم حيث أصبحت القصة والسيناريو تفصيل للبطل أو للبطلة وفيما عدا ذلك فالجميع كومبارس متكلم بعكس أفلامنا أيام زمان كنت أمثل في مرحلة من المراحل الدور الثاني ومعي نجوم آخرون مثل صلاح منصور أو عبد السلام النابلسي أو حتى زكي رستم وحسين رياض ومحمود المليجي وصلاح ذو الفقار كنت تجد السيناريو جيد الصنع وتشعر كمشاهد بوجود مباراة في الأداء بين بطل الفيلم الممثل أو الفتى الأول مع بقية الممثلين الآخرين، وتلك الظاهرة اختفت الآن بفضل سطوة ونفوذ النجم الأوحد! ويضيف عمر الحريري أنه صاحب رصيد ضخم من الأفلام السينمائية التي قام ببطولتها كفتى أول حيث كان يهتم مثل بقية نجوم الزمن القديم بكل عناصر الفيلم الأخرى ويدرس السيناريو بشخصياته المختلفة وأحيانا يطلب من السيناريست زيادة مساحة بعض الأدوار المهمة لأن ذلك ينعكس على نجاح أو فشل العمل إلى أن ظهرت أفلام المقاولات التي أصابتنا جميعا في مقتل وتراجعت السينما المصرية إلى الوراء رغم ظهور محاولات جادة لإنقاذها من الإنهيار التام. ـ ولماذا لم تخض تجربة الانتاج مثل غيرك من كبار السينمائيين؟ ـ ولماذا أنتج عملا جيدا لا يقبل على مشاهدته الجمهور الذي أفسدته أفلام المقاولات التي مازالت بكل أسف لها اليد العليا والدليل ما تحققه بعض أفلام النجوم الشبان من إيرادات خيالية بينما غيرها من الأعمال الجادة ترفع من دور العرض لعدم تحقيقها الحد الأدنى من الإيراد الذي يؤهلها للاستمرار في دور العرض. ومنذ 10 سنوات ألحت على زوجتي رشيدة لخوض تجربة الإنتاج السينمائي فرفضت ذلك بشدة وأنتجت للتليفزيون أعمالا حققت نجاحا كبيرا ثم ابتعدت نهائيا عن الإنتاج لأنني أكره لغة الارقام وتفرغت للتمثيل وأشتريت «دماغي». ـ وهل تتابع الافلام السينمائية الجديدة؟ ـ منذ 20 عاما لم أشاهد فيلما سينمائيا جديدا حتى لا اصاب بارتفاع في ضغط الدم والفيلم الوحيد الذي شاهدته خلال العام الماضي كان فيلم «السادات» لأحمد زكي وإخراج محمد خان ومن بعدها لم أشاهد شيئا أخر على الإطلاق. ـ يبدو أن غضبك من السينما امتد ليشمل المسرح حيث هجرته منذ سنوات ولم تعد تضعه في حساباتك الفنية؟ ـ المسرح الآن تحول إلى سلعة إستهلاكية وفقد قيمته الثقافية فالعروض كلها رقص وغناء وقفشات كوميدية وترك مؤلفي المسرح مشاكل وقضايا الناس واتجهوا إلى الموضوعات السطحية التي تحمل شعار الضحك للضحك واصبحت أسعار التذاكر مرتفعة جدا لا يقدر عليها المواطن البسيط. وأمام كل هذه الظواهر اتخذت قرارا بالابتعاد عن المسرح خاصة والنصوص التي تعرض على ضعيفة و«تافهة» فتفرغت للتليفزيون الذي يضعني في مكاني المناسب. مسلسلات جديدة ـ وما هي مشاريعك التليفزيونية الجديدة ؟ ـ حاليا أصور عملين للتليفزيون في وقت واحد.. العمل الأول اسمه «أعمال رجال» من إخراج أحمد عبد الحميد ويشاركني بطولته يوسف شعبان وروجينا وسوسن بدر وجمال إسماعيل. واقدم في هذا المسلسل شخصية رجل أعمال يرفض إستثمار أمواله في مشروعات وهميه بهدف الحصول على قروض ضخمه من البنوك ثم الهرب بها إلى خارج البلاد. وفي المسلسل الثاني «الرجل المنتظر» مع المخرج رضا النجار أقدم شخصية أب يحافظ على وحدة وترابط أسرته في ظل الاهتمام بالمادة على حساب العلاقات الأسرية والمشاعر الإنسانية. ويشترك معي في بطولة هذه الحلقات مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم محمد رياض والمنتصر بالله ورشوان توفيق وبثينه رشوان ومحمد الدفراوي ورجاء الجداوي وإبراهيم خان وسامي العدل وخيرية أحمد وأحمد سلامه والقصة والسيناريو والحوار لعبد القادر نجيب. القاهرة ـ مكتب «البيان»:

Email