طالب بمقاطعة مهرجان القاهرة، حبيب غلوم : عرض الامارات المسرحي نال الاعجاب ولكن!، لا مواصفات محددة للمسرح التجريبي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 24 رجب 1423 هـ الموافق 1 أكتوبر 2002 وقد عاد حبيب مؤخراً من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بعد مشاركة الامارات بمسرحية «آباء للبيع أو للايجار» من تأليف قاسم محمد واخراج حسن رجب وبطولة احمد الجسمي وعائشة عبدالرحمن.. وفي هذا اللقاء آراء وافكار لحبيب حول التجريب والمهرجان وقضايا فنية في الساحة المحلية. ـ بداية كأكاديمي دارس لتاريخ المسرح وتعرفت على كل التجارب والمدارس ما هو مفهوم «التجريب»؟ ولماذا تخصص القاهرة مهرجانها المسرحي للتجريب فقط؟ ـ اعتقد انه لا احد يستطيع تحديد سمات ومواصفات محددة للتجريب في المسرح لكن بشكل عام فإن كل عمل مسرحي غير مألوف يعتبرونه في اطار التجريب فالغريب والجديد والمثير كلها سمات ومن هنا يحدث هذا التفاوت الكبير بين دولة واخرى في مفهومها لمعنى التجريب فما نراه نحن في الامارات نوعاً من التجريب يراه البعض شيئاً عاديا وبالتالي فكل شخص حسب ثقافته وواقعه المسرحي اما مهرجان القاهرة فهو يقام كما اظن للاجانب على اعتبار انهم يمتلكون ابداعا ارقى وتجارب مسرحية جيدة وجديدة لكن للاسف كانت العروض الاجنبية هذا العام بمستوى متدن وكأن اختيار هذه الفرق جاء بشكل عشوائي وحسب العلاقات الشخصية فالفرق لا تمثل او تعبر عن دولها ولهذا لم يكن لهذا المهرجان اي مردود فني يذكر لانهم عزلوا الاجانب عن العرب في الفندق وحتى في المأكل والمواصلات والتغطيات الاعلامية كانت كلها لصالح الاجانب ولم يحدث اي احتكاك فكري بناء على هذا التميز للاجانب على حساب العرب والمستوى التنظيمي جاء مرتبكاً ولم تتوفر اي ترجمات واضحة للاعمال سواء في العروض او الندوات الفكرية ولهذا لم اشاهد تجربة واحدة فيها ابداع حقيقي، لقد كانت الموضوعات المختارة هلامية لا يستوعبها العربي وبعيدة عن الاشكالية الحقيقية للمسرح و50% من المطبوعات غير مترجمة ولهذا نحن كوفد اماراتي وصلنا لقناعة مقاطعة هذا المهرجان مستقبلا وسنضع هذا الرأي امام المسئولين في وزارة الاعلام والثقافة لاتخاذ القرار لاننا وجدنا اكثر من دولة عربية اتخذت مثل هذا القرار بعدم المشاركة في السنوات المقبلة. قناعة راسخة ـ وهل هذه القناعة كانت بسبب استبعاد العرض الاماراتي من المسابقة الرسمية؟ ـ كلا بالطبع رغم ان العرض الاماراتي نال اعجاب الجميع سواء النقاد أوالصحفيون، ولدرجة ان جميع الذين تابعوه استغربوا واندهشوا من مسألة استبعاده او اقصائه خارج المسابقة لانه بالفعل عرض مسرحي تجريبي وتقدمي وطليعي في آن واحد ويعبر عن قضية انسانية عامة ولهذا اشاد به معظم الكتاب والصحفيين خصوصا انه الحائز على جائزة افضل عرض متكامل في مهرجان ايام الشارقة المسرحية. ـ يقولون بأن الية العمل المسرحي ولغته ومفرداته في مثل هذه المهرجانات للمحترفين بينما المسرح في الامارات يتسم بأسلوب الهواة فما رأيك؟ ـ هذه الاشكالية ايضا بين الفنان المحترف والهاوي تتخذ نفس الوضع في مفهوم التجريب فبينما يوجد في المهرجان فرق مسرحية من اميركا الجنوبية كالبرازيل وغيرها تتكون من فنانين وفنانات غير معروفين ولم تصلنا شهرتهم أو تجاربهم فأنا في الامارات احكم عليهم بأنهم هواة مثل ما يتم الحكم علينا حيث مازالت اعمالنا المسرحية محلية وغير قادرة للوصول اليهم اي ان الامر نسبة وتناسب اما المحترف فهو الفنان الذي وصلت شهرته كل الاصقاع ولا يختلف عليه احد وهذه القضايا موجودة في الثقافة بشكل عام فالتجريب او الاحتراف وغيرها لا تخص المسرح فقط. ـ اذن كيف تصنع الامارات نجوما محترفين تصل تجاربهم للآخرين؟ ـ الاعلام في هذه الحالة يلعب دوراً كبيراً ورئيسيا كما ان سلاحنا الوحيد هو التلفزيون لانه يدخل كل بيت وتأثيره الاقوى ويستحوذ على مشاهدة كل افراد الاسرة ولهذا لابد من الاكثار من الاعمال الدرامية المحلية لان الناس تتابع بشكل اكبر هذه المسلسلات يومياً كما يجب ان يتم تصوير الاعمال المسرحية بطريقة ذات تقنية حديثة وفيها اسلوب فني جيد في طريقة التصوير التي تجذب المشاهد لان اخراج المسرحية وتصويرها للتلفزيون يحتاج الى مخرج متخصص في هذا المجال، كما ان الصحافة لابد لها ان تهتم بنشر ومتابعة هذه الاعمال وتفرد لها مساحات كبيرة لتؤكد على وجود هذا الفن المحلي فعلا وان يتم التركيز على الاخبار المصورة للفنان المحلي لترسخ هذه الصورة في عقل القاريء ومن ناحية اخرى يجب على الفنان نفسه ان يجتهد ويهتم بمشروعه الفني ويدقق في الاختيارات ولا تقبل بأي شيء ويسعى بنفسه الى هذه النجومية ويحاول تحقيقها لان معظم الفنانين خرجوا من مجهودهم الخاص! ـ لكن في ظل هذه الحاجة الملحة للفنان المحلي نجد ان موجة الكوميديا تجتاح الاعمال الدرامية في المسرح والتلفزيون فإلى اين تأخذنا هذه الموجة وماذا تعني؟ ـ الكوميديا لم تخرج فجأة فهي مزروعة في الارض العربية وموجودة في الثقافة العربية كتاريخ وتراث ادبي وفني منذ القدم ونحن لم نستورد هذه الكوميديا من الخارج لكن حاجتنا الانسانية لهذه الكوميديا الآن في المسرح تم استغلالها لاغراض شخصية خصوصا ونحن في زمن يتاجر الفنان فيه بثقافته وقيمه وافكاره وارى انها اي كوميديا هذه الايام الفارغة من اية مضمون فكري او قيمة فنية هي موجة تهدف او تجعلنا نظل كعرب نياما والى الابد فالابتذال في الفن يفرز شركات ويحقق مكاسب مالية ويصنع النجوم الساقطين لا الحقيقيين ولهذا ادين هذه الموجة التي خرجت من عباءة المسرح الكوميدي في وقت نحن نريد ان نوقظ الناس ونصحيهم ولا ننيمهم!! مشروع فني ـ وأين وصلت انت بمشروعك الفني خصوصا بعد تحقيق حلمك الاكاديمي بالدكتوراه؟ ـ مشروعي الفني مرتبط بالناحية العلمية واتمنى ان انجز هذا الشيء المهم والغائب والناقص في هذا المجتمع اذ اسعى لارسخ هذه القاعدة الاكاديمية بشكل او بآخر عن طريق التدريس في المعهد أو الجامعة مع الاجتهاد في الجانب العملي لكنني حاليا اغطي هذا الجانب الاداري المهم في وزارة الاعلام والثقافة لخدمة الحركة المسرحية حيث توجد اللجنة الفنية بالوزارة لتسيير امور المسرحيين والتخطيط لدعم الحركة المسرحية بهدف احداث هذه النهضة المسرحية التي نطمح اليها وعملي في هذه اللجنة وفق توجيهات تعمل لدعم الفرق المسرحية ورغم ان العمل الاداري في المسرح شر لابد منه لكن لو ترك لي الخيار فلن اختار سوى ان اكون ممثلا فقط! ـ وبعد هذه الدراسة الاكاديمية ما هي اهميتها بالنسبة للفنان؟ وعلاقتها بالموهبة؟ ـ الموهبة قطعا هي الاساس في الفن والاكاديمية لا تصنع قط اي فنان لكنها نجعله على ثقة اكثر بادواته وبلغته وبدراية تامة باللعبة المسرحية وتؤهله لتقديم ابداعات مسرحية حقيقية كما ان الموهبة وحدها لا تكفي دون ثقافة مسرحية وقراءة دائمة واطلاع على العروض ومتابعة كل التجارب وهكذا! ـ أخيرا ما هي العناصر التي تراها قليلة او نادرة او تنقص الساحة كي تتقدم وتزدهر؟ ـ ارى ان العجز او النقص واضح جدا في التأليف فلا توجد نصوص جيدة وما ينقصنا هو المؤلف اضافة الى الناقد الفني المتخصص في الصحافة والاذاعة والتلفزيون ونقص النصوص والحاجة للنقد هما ازمة معظم الساحات العربية عموما ولهذا لابد من التغلب على هذه المشكلات في اي حركة مسرحية متطورة ومزدهرة حوار : مسعد النجار

Email