أبطالها شاعر وأستاذة موسيقى و15 طفلا، «بابا فين» أغنية الصغار التي تعلق بها الكبار

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 12 رجب 1423 هـ الموافق 19 سبتمبر 2002 الأثر الذي أحدثته أغنية «بابا فين» يطرح عشرات الأسئلة ويجبر كل المهتمين وغير المهتمين بالأغنية العربية على التوقف طويلا لمحاولة الاجابة عنها. والانتشار السريع الذي غزت به الأغنية الوطن العربي كله من شرقه الى غربه، مازال يشكل لغزا، خاصة بعد عدم تحقيق معظم - إن لم يكن كل - ألبومات موسم الصيف لايرادات تذكر. واذا كان الأثر الذي أحدثته الأغنية، والانتشار الذي حققته، سبقتها إليه أغنية «بابا أوبح» منذ عامين، فإن الجديد هذه المرة هو أن أحدا لم يهاجم هذه الأغنية، ربما يكون هناك صوت واحد قرر الخروج عن السياق، لكنه في الوقت نفسه لم يستطع الامساك بشئ يأخذه على هذه الأغنية. هل كنت تتوقع أن تنجح الأغنية بهذا الشكل؟ سألنا الشاعر مصطفى كامل مؤلف الأغنية، فقال: ـ ربما كنت أتوقع نجاح الأغنية، لكن أن يستقبلها الجمهور المصري والعربي بهذا الشكل، فهو ما لم يكن في حسباني اطلاقا. لقد حاولت أن أكتب أغنية بكلمات بسيطة يستطيع الطفل أن يغنيها، وأن يتذكرها، بعد أن تدخل قدرا من السعادة الى قلبه، وأعتقد أنني نجحت في ذلك، كما أحمد الله على هذا الاستقبال الذي فوجئت، وفرحت به جدا. ويضيف مصطفى: كما أن ما أسعدني أكثر هو فشل كل محاولات أعداء النجاح في الامساك بأي شئ ينتقدون من خلاله الأغنية أو يوجهون عن طريقه سهامهم إليه، فالأغنية، شأنها شأن كل أغنياتي تخلو من أي لفظ مبتذل، اضافة الى أن الكلمات والمواقف التي تحتويها طبيعية .. ومن السهل جدا أن يتعرض لها أي إنسان يتصل تليفونيا بصديق أو بقريب له، ولا يملك أي شخص أمام هذه المواقف غير أن يضحك من قلبه. نترك مصطفى كامل، مؤقتا لنرصد شيئا في منتهى الأهمية، وهو أن ردود الأطفال على من يسألهم عن والدهم في الأغنية أصبحت هي الكلمات نفسها التي يكاد أي شخص أن يسمعها حين يرد عليه طفل في التليفون، بل لقد امتد الأمر ليصل الى الكبار أيضا، وإن كانوا يرددون العبارات نفسها على سبيل المزاح. قلنا ذلك لمصطفى كامل فعلق قائلا: لا أملك أمام ذلك غير أن أحمد الله الذي وفقني وكتب هذا النجاح الكبير لهذه الأغنية لأرد من خلالها على الذين يحاولون أن يختلقوا علي الأكاذيب ويتفننون في ابتكار الطرق والوسائل التي يسيئون بها الي. ويضيف: ربما يرجع تعلق الأطفال بالأغنية الى أنني أحب الأطفال جدا، ومنذ بدايتي كنت أتمنى الوصول الى قلوبهم، والحمد لله تحقق لي ذلك، أما عن تعلق الكبار بالأغنية، فهذا شئ لا يخضع لأي حسابات غير الاستشهاد بالقول القديم: ما خرج من القلب يصل الى القلب. الأطفال الذين قاموا بالغناء لم يستطيعوا تصوير الأغنية بأنفسهم، لسببين أولهما أنهم كانوا مشغولين باداء الامتحانات في مدارسهم، أما السبب الثاني فيرجعه المخرج نصر محروس الى طبيعة وفكرة التصوير التي تطلبت أطفالا أقل عمرا وأكثر شقاوة. 15طفلا قام ثلاثة منهم بالغناء منفردين صولو أما الباقون فكونوا الكورال، وهم: منذر وعادل وميار وعلياء ومحمد وياسمين ومعز وهاجر وزينب ورحيم ونيفين وأميرة وأحمد. ربما لا يكون مهما أن نوضح أن أميرة حفيدة «عظمة» عازف الكونترباص الشهير خلف سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وأن أحمد ابن الملحن فاروق الشرنوبي، لكن المهم بالطبع أن هؤلاء الأطفال هم أنفسهم الذين قاموا بغناء أغنية «بابا أوبح» التي كتبها ولحنها عنتر هلال قبل عامين وأحدثت دويا هائلا يقترب إن لم يكن يفوق ما أحدثته أغنية «بابا فين» كان الأطفال كلهم - في الأغنية الأولى - يغنون ككورال، فيما كان هناك طفل واحد يغني منفردا صولو مقطعا واحدا هو:« بابا تاتا بح بح.. بابا أوبح/ تاتا فيها واوا يح.. بابا أوبح» ولم يكن هذا الطفل غير منذر الذي تبدأ أغنية «بابا فين بالمقطع» الذي يغنيه: عمو.. عمو.. عمو شفت جرالي إيه شفت البراية كانت ويايا اديتها لصاحبي قالي هارجعها خدها وضيعها وأنا قلت لبابا هذا هو المقطع الذي يغنيه منذر في بداية الأغنية، إضافة الى اشتراكه مع الكورال في بقية المقاطع، ومنذر لم يتجاوز السابعة وهو عضو كورال مركز تنمية المواهب بالأوبرا، وبين «بابا أوبح» و«باب فين» شارك في العديد من الأعمال الفنية منها مثلا فيلم «رحلة حب» مع محمد فؤاد، كما أن له عدة أغان خاصة به منها «أحمد حمادة» و«العنكبوت النونو» وفي نفس الألبوم الذي يضم أغنية «بابا فين» توجد له أغنية أخرى. كورال الأوبرا أما المقطع الثاني من الأغنية فتؤديه «ميار» وهي في نفس سن منذر وانضمت حديثا الى كورال مركز تنمية المواهب بالأوبرا، ومن الصعب، بل من رابع المستحيلات ألا تنفذ الى قلوب كل من يسمعها وهي تغني المقطع الخاص بها. والطفل الثالث أكبرهم سنا وأكثرهم شقاوة، وهو عادل الذي أكمل العشر سنوات.. وهو يقوم بدراسة آلة الكمان بمعهد الكونسيرفتوار اضافة الى أنه عضو كورال مركز تنمية المواهب وسبق أن شارك في الغناء مع حمادة هلال وشيرين، وفي أغنية «بابا فين» يؤدي المقطع الشهير: عمو.. عمو.. عمو شفت هاقولك ايه عمو.. عمو.. عمو انت بتزعل ليه تسمع فزورة حلوة صغيورة خرجت من بيتها تاهت ولقيتها عارف إن حليتها هاندهلك بابا واضح إذن أن كلمة السر في الأغنية هي كورال مركز تنمية المواهب بالأوبرا الذي يضم كل الأطفال الذين شاركوا في الأغنية والذين شاركوا قبل ذلك في أغنية «بابا أوبح». «البيان» التقت دكتورة جيهان الناصر المدرس المساعد بمعهد الكونسيرفتوار والصوليست بالأوبرا وقائدة كورال الأطفال والتي كانت وراء الأغنيتين اللتين أحدثتا انقلابا غنائيا. فقد أوضحت أنها قامت بتحضير الأطفال جيدا وتدريبهم من الناحية الصوتية لاداء هذه الأغاني كصولو وكورال، مشيرة الى أن اختيارها للأطفال كان حسب طبيعة أصواتهم وأعمارهم وتناسبها مع معاني الكلمات وشكل الأغنية. وفي الوقت نفسه توضح د. جيهان أن الأطفال الذكور يستمرون معها حتى سن 12 عاما ثم يبدأ صوتهم يتغير بعد ذلك، أما البنات فإن استمرارهن في الكورال يكون لمدة أطول. وعن أغنية «بابا فين» تقول د. جيهان: الأغنية خفيفة الدم ولا تعلم الأطفال أي سيء سيء، اضافة الى أن الأطفال في الأجيال الجديدة يدركون الفارق بين الجد والهزل، وهم يعرفون جيدا أن الموضوع كله لعبة وضحكة لذيذة، وحتى اذا قلدوه فإن ذلك يتم في حدود خفة الدم والشقاوة التي نحبها في أطفالنا. القاهرة - نيرة صلاح الدين: الأولى | اقتصاد | محليات | سياسة | الرأي | كتب وترجمات | منوعات | فنون |

Email