صمت الأزواج «يجنن» الزوجات !

ت + ت - الحجم الطبيعي

ان الطريقة التي يعامل بها كل زوج زوجته في الحياة اليومية هي السر في اقامة علاقة زوجية ناجحة او فاشلة وفي استمرار الحياة بينهما او توقفها.. وبالطبع البيت هو المكان الوحيد، الذي يعبر كلا الزوجين عن طبيعتهما الحقيقية بين جدرانه خاصة في تعاملهما مع بعضهما بعضا، ومع ان الجميع يقول ان البيت للراحة إلا انه احيانا يكون العكس تماماً خاصة اذا كان الزوج لا يعرف طريقا للابتسام حيث تشتكي اغلب الزوجات من صمت ازواجهن فالمرأة تحب من يحادثها ويمدحها ويثني عليها ويعبر لها عن عواطفه تجاهها بصوت عال وليس بالسر لذا تظل الايام الأولى من الزواج راسخة في ذاكرة الزوجة وكأنها حلم حيث كان الزوج يتحدث معها في كل كبيرة وصغيرة.. اما الآن فالأمر قد اختلف تماماً. حول صمت الازواج واصرارهم على التجهم والتكشير داخل البيت كان ل«دنيا الناس» هذا التحقيق..د.سوزان فورو عالمة النفس تقول: ان الاسباب التي تدفع الزوج لأن يعامل زوجته بطريقة سيئة وكأنه يكرهها ويصمت عن الحديث أمامها سواء في البيت او بالخارج هي البيئة الحقيقية للزوج.. فالزوج الذي يكره زوجته بهذه الصورة غالبا ما يكون ضحية تعسف عاشه وسط اسرته، فعلى سبيل المثال عندما يشاهد الطفل اباه وهو يحقر امه تظل هذه الصورة مطبوعة في خياله حتى عندما يتزوج فيعتقد ان تلك هي الطريقة المثلى للتعامل مع المرأة.. وتضيف: إن هناك فروقا بين الكراهية والنفور.. فالشائع ان يكون هناك نفور بين الزوجين في مرحلة او اخرى من تاريخ زواجهما لكن الكراهية هي درجة حادة وشديدة وتنطوي في الكثير من الاحيان على العدوان بشكل أذى بدني او مادي او نفسي او معنوي.. وقد يحدث احيانا نفور بين الازواج مع طول فترة الزواج نتيجة لاسباب بعضها قد يكون موضوعياً كعدم حرص كل طرف ان يضفي معنى جديداً في حياة الآخر ومن هنا تدخل العلاقة الزوجية طور الرتابة والملل كما ان اهمال احد الطرفين اظهار المودة للطرف الآخر وهو المطلب الضروري في الحياة الزوجية يجعل الحياة صامتة ومحبطة للطرفين. وتضيف سوزان: ان المفاهيم التي حملها كل زوج للآخر ولزواجهما تعكس مدى استقرار الزواج لذا انصح الزوجين ان يختزنا ذكريات واضحة عن تاريخ اول لقاء جمعهما وان يتذكرا تفاصيل اليوم الذي اتفقا فيه على الزواج وألا يتصرفا بسلبية تجاه المصاعب التي تلاقيهما في حياتهما بل عليهما البقاء متفائلين وايجايين في السلوك والمعاملة. أمر طبيعي حسام محمد (موظف) يقول: صمت الزوج في بيته سلوك طبيعي ولا داعي للقلق تجاهه ولا اتصور ان هناك مشاكل نتيجة هذا التصرف.. فالزوج يعود للبيت بعد قضاء فترة طويلة في الخارج تعرض فيها للارهاق الشديد نتيجة انجاز مهام العمل لذا لا عجب انه استهلك كل طاقته وقواه وان لا مطلب لديه إلا الراحة وسماع الكلام المعسول من زوجته وليس العكس.. فالزوجة خالية البال خاصة غير العاملة وعلى مثل هذه الزوجة أن تتفهم طبيعة زوجها وانشغاله وعدم قدرته على مواصلة الحديث معها وانه قبل كل شيء بحاجة للراحة والطعام والنوم.. وبعد أن يأخذ الزوج قسطا من الراحة والنوم عليه ان يجالس زوجته ويتحدث معها ويعوضها عن الفترات التي قضتها في البيت من دونه.. ويضيف: لكن استمرار الزوج في النكد والصمت مع زوجته بعد اخذه قسطا من الراحة امر خطأ ولابد هنا من معرفة اسباب صمته فربما هناك اسباب نفسية دفعته لممارسة هذا السلوك السييء في البيت او ربما لانشغال ذهنه بمشاكل تخص عمله ولذا عليه طرح مشاكله أمام زوجته والمناقشة معها حتى تساعده في الحلول وتتعرف على كل ما يخصه وتشاركه همومه وتصبر عليه بدلا من ان تكون الزوجة (كالاطرش في الزفة) لا تعرف مشاكل وخبايا زوجها وبالتالي تتهمه بالانانية والصمت والزعل والتعنت وايذاء مشاعرها كزوجة.. لذا لابد ان يكون هناك حوار يومي مشترك بين الزوجين سواء كانت مادة الحوار مفرحة او محزنة للطرفين.. التوافق مطلوب لينا (موظفة) تقول: انا احب الزوج الباسم الذي يعيش كل اوقاته في مرح وضحك وفرفشة ولا احب ابدا الرجل النكدي الصامت الذي يشعر بأن الصمت هو الباب الذي يبعد عنه كل المشاكل.. فالحياة حوار ونقاش والصمت او السكوت هو سلاح الضعفاء ولا احب ابدا الزوج الضعيف.. وحتى لو كانت هناك مشاكل بين الزوج وزوجته فالصمت والتكشير يزيدان الطين بله وبدلا من حل المشكلة نجدها بالصمت تتفاقم وتكبر يوما بعد يوم حتى أن الحل يصبح عسيرا وتجرى الامور مجرى اخر ولن يتمكنا من حل مشكلتهما بالسهولة نفسها لو بدأ بحلها من البداية وسيتطلب حلها تدخل اطراف اخرى وإلا كانت النهاية حزينة لكلا الطرفين.. وتضيف: إن التوافق الزوجي مطلوب فلا بد أن يكون هناك تشابه في ميول الزوج والزوجة والطبائع بينهما ليكمل احدهما الآخر وبالتالي يسود الحب والفهم المتبادل بينهما حتى اذا صمت الزوج نجد زوجته المتفاهمة تعرف جيداً سبب هذا الصمت وتحاول بذكائها تغيير هذا السلوك في زوجها مستخدمة الخط المباشر او الطرق غير المباشرة وعلى الزوجة ان تتقرب من زوجها بمختلف الوسائل حتى ولو كانت وجبة يحبها الزوج على الغداء والعشاء او ارتداء فستان جميل اهداه لها او دعوته على العشاء خارج نطاق المنزل وبعيدا عن صراخ الاطفال والتحاور في غير موضوع الخلاف حتى تعود المياه لمجاريها ويصفو مزاج زوجها ويبتعد عن سلوك التعنت والصمت وايذاء مشاعرها.. وطبعا الزوج الذي يحب زوجته سيسامحها ويعفو عن كل اخطائها بعد هذا العشاء الرومانسي ويعود اليها باسما وبدون اي تكشيرة او عبوس وتستمر الحياة الزوجية بينهما بسلام ويتولى كل منهما مسئوليته في تربية الاطفال تربية صحيحة بعيدا عن العقد النفسية والحياتية.. الصمت بحكم السن حمدة سالم (ربة منزل) تقول: زوجي رجل صامت في كل الاحوال في الاحزان والافراح وعندما يخرج من البيت ويذهب لاصدقائه تزول عنه عقدة الصمت.. ولا عرف سبب صمته في البيت وكلما حاولت استدراجه في الكلام والضحك اجده يتصرف بشكل جاف امام كلامي ويضرب تكشيرة كبيرة امامي وامام الأولاد.. وتضيف: في بداية ايامنا الزوجية كان زوجي يضحك ويتشاجر معي ويرجع ليرضيني بعد طول فترة الزعل اما بعد مرور سبع سنوات فالأمر اختلف تماما.. ربما ذلك عائد لتزايد الهموم والمشاكل والانشغال بتربية الابناء وقضاء حوائجهم وقد حدث ان صارحت زوجي في هذا الموضوع ورد علي بكل برود «لقد كبرنا على الضحك والنكتة» ولم اقتنع طبعا بكلامه لذا فإنني عندما ارغب في الضحك واخراج نفسي من الحياة الروتينية مع زوجي اذهب للاطفال واضحك معهم ومع اصدقائهم حتى لا تموت نفسي وأفقد الأحساس بالحياة والضحك.. والابتسام التي اعتبرها دواء للصحة النفسية والبدنية للجميع.. وتضيف: اخاف ان تنتقل عدوى تكشير زوجي لابنائي في المستقبل فالأولاد يحبون ان يقلدوا والدهم في كل شيء ويعتبرونه المثل الأعلى لهم.. وأنا افتخر بهذا الشيء إلا في التكشير والصمت فالحياة بدون كلام لا تطاق واعتقد انه زوجي يكلمني فقط عندما تكون هناك مشكلة او عندما يحتاج لشيء مني او عندما يزورنا ضيوف واصدقاء.. وغير ذلك فالصمت هو الضيف الثقيل بيننا ولا يفارقنا أبداً.. لقد سئمت هذا الصمت لذلك فعند انشغال ابنائي بواجباتهم المدرسية في البيت ازور صديقاتي وجيراني أو اخرج في نزهة او رحلة أو اقصد السوق بهدف التبضع وهكذا احس بمتعة الحياة. هموم دكان فواز (تاجر) يقول: يحدث ان يصمت الزوج عن الكلام في البيت سواء مع الزوجة او الاولاد لاسباب عدة منها انشغال ذهنه بمشكلة معينة سواء تلك التي تتعلق بأمور عمله او البيت أو الاصدقاء وطبعا لا توجد أية مشكلة زوجية من وراء هذا الصمت وعلى الزوجة ان تميز صمت زوجها بالعشرة الزوجية ولا تحاول الضغط عليه وتبديد صمته فربما يكون صمته وسيلة مجدية للتفكير في حل لمشكلة معينة بهدوء اعصاب وبالتالي يصبح البيت المكان المناسب للزوج للتفكير بهدوء.. لكن للأسف الشديد هناك الكثير من الزوجات لا يفهمن صمت أزواجهن ويترجمن هذا الصمت بالشك في اخلاق الزوج وحبه لها وان الزوج الصامت ربما مل منها ويفكر في الزواج من امرأة اخرى.. وهكذا تفقد الاحساس بالأمان تجاه هذا الزوج ويبدأ تفكيرها يسلك مسلكاً اخر محاطاً بالظنون السوداء وتبدأ هي الاخرى تختلق مشاكل جديدة لزوجها حتى يعود لادراجه ويسمعها الكلام الجميل ويتغزل بها من جديد ويتحاور معها كما السابق.. ويقول: القليل من الزوجات يفهمن صمت الزوج وسكوته الكلام ويمنحنه بالتالي فرصة الاستجمام والتفكير في المشكلة التي تحاصره بهدوء حتى يخرج بحل مناسب.. وهناك ازواج متى ما شعروا بمحاصرة زوجاتهم واطلاقهن النكات عند صمتهم يحلفون بيمين الطلاق عليهن اذا لم يبتعدن عنهم وقد يتصرفون بشكل غير منطقي فيتركون منازلهم ويقيمون في الفنادق لايام حتى يحظوا بالهدوء المنشود ثم يعودون لمنازلهم لتبدأ معاناة جديدة مع زوجاتهم والسبب عدم المصارحة والتزام الصمت. البدائل الحياة الزوجية تتعرض شأنها شأن علاقات اخرى الى فترات فتور وبرود وصمت بين الزوجين واذا لم يحاول كل طرف اسعاف العلاقة الزوجية فإن النفوس ستبتعد عن بعضها ويعم القلق والتوتر بين الزوجين .. ويشير احد المواقع على شبكة الانترنت ان هناك عدة طرق للتعامل مع الزوج الصامت فعليك سيدتي ان تتجاهلي ذلك وتردي عليه بطريقة تشعره بأنه يخسر من وراء هذا السلوك حتى تقطعي عليه خط الاستمرار اما الاستجابة للعنف والاستكانة والاستسلام فهذا معناه أنك تؤكدين له ان هذا السلوك سلاح قوي ضدك في حين انه يجب ان يشعر ان سلاح التكشيرة الذي يواجه به ضعفه امام اولاده وزوجته سلاح فاسد لا يفيد وعليه التراجع عنه.. واحرصي على ان يكون لك اهتمامات اخرى في الحياة كنوع من ايجاد البدائل في منهج حياة حتى لا تدخلي في مهارات وسلوكيات عدوانية عن زوج يصر على النكد والتجهم وتجاهلك في اتخاذ القرارات المصيرية.. ولاشك ان الاهتمام بالهوايات والأولاد والصداقات وتجاهل العدوان الآتي من الزوج غير الطبيعي يجعله يغير سلوكه أو على الأقل يتوقف عن هذا السلوك العدواني وتنجح الزوجة الذكية في الخروج من محاصرة اطار النكد الذي يحاول ان يفرضه عليها.. وعندما يستشعر مثل هذا الزوج الذي يتعمد اهانة زوجته وتجاهلها انها زوجة ذات شخصية قوية وأنها تستطيع ان تعيش مع نفسها باهتماماتها فإنه يتراجع عن سلوكه العدواني وباستطاعة الزوجة التي تواجه هذه الحالة ان توضح للزوج عيوبه بطريقة مهذبة تشعره بأن مثل هذه السلوكيات المتعمدة لن تفيد في حياتهما الزوجية وان اساس النجاح في الحياة هو ان يسود التفاهم والود بين الزوجين وليس التعنت والتعمد في ايذاء مشاعر الآخر.. ولا تعمقي داخلك الاحساس بالوحدة والافتقاد لمن يساندك ويستمع اليك لان هذا ليس شعورك وحدك بالطبع بل انه قد يكون شعور زوجك ايضا من حين لآخر ولكن الزوج عندما يخالجه هذا الشعور يدفعه ذلك للبحث عن اصدقاء يفهمونه ويتفهمون مشاكله فلماذا لا تكوني انت هذه الصديقة؟ كوني دائما مستمعة جيدة لزوجك لان الرجل بطبيعته يحب الحديث عن مشاعره ومخاوفه لمن يجيد الاستماع أكثر من الحدث. الرحمة بالزوجة ابتسم عند العودة مرهقا من العمل ولا تحرم زوجتك من ابتسامة او نصف ابتسامة واعرض المساعدة عليها لاظهار الرحمة بالزوجة و90% من الزوجات يشفقن على الزوج العائد من يوم عمل مرهق (حتى لو كانت الزوجة تعمل). واحسن اختيار الوقت لمناقشة امور حياتك مع زوجتك.. ففي زحمة متابعة الأولاد للمذاكرة والانتهاء من غسل الصحون لا يكون الوقت مناسبا فادع زوجتك بعد يوم مرهق للجلوس معك في الشرفة او غرفة الجلوس بعد نوم الاطفال ولو لمدة خمس دقائق وافتح الموضوع الذي تراه مهما في هذا اليوم واحرص على الهدوء ولا ترفع صوتك فالرجولة موقف ومسئولية وليست سلطة بطش واذا كنت تجيد الانصات للزملاء فالأولى ان تنصت لزوجتك فاسمع وجهة نظرها وأظهر احترامك لها واطلب مهلة للتفكير فلا داعي للمبادرة بحسم كل الامور في جلسة واحدة واظهار مخالفتك لها وهي في جوارك وعندما يأتي المساء.. المودة والرحمة هي البلسم والشفاء فلا تنس أدب الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وتذكر دائما ان اخلاقه في بيته هي سنة فعلية واجبة. تحقيق: عائشة عثمان

Email