طريقة جديدة لإصلاح الأعصاب المقطوعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأمل الجراحون البريطانيون في علاج الشلل عن طريق تطبيق ونجاح أول تجربة توصلوا إليها لتحفيز الأعصاب، على النمو من جديد، وقد بدأت تجارب لزرع الأعصاب لتشمل مرضى يعانون من تدمير بعض أعصابهم بدءاً من فقدان الإحساس بأحد أعصاب الأطراف، وحتى الشلل الشديد. والعصب يشبه كابل التليفون، وهو مزود بألياف عديدة تحمل الرسائل الحسية وغيرها إلى المخ والجهاز العصبي المركزي، وتقوم الأعصاب بربط الأعضاء بعضها ببعض وبالمخ، والترابط الجديد يساعد على أداء العصب وظائفه بشكل طبيعي، وحينما يصاب عصب أو يتلف عادة من خلال حدوث صدمة تنمو الألياف الصغيرة في نهاية المنطقة المصابة الأقرب للمخ أو النخاع الشوكي كمحاولة لسدّ الفجوة وإصلاح الأمر، وإذا كانت الفجوة صغيرة يمكن للعصب أن ينمو خلالها ليرتبط مع الجزء المقطوع ويساعد بعد ذلك في نمو العصب الجديد، ولكن عادة لا يحدث ذلك، فكلما زاد عرض الفجوة يصعب على العصب إصلاح نفسه. ومن حسن الحظ فقد توصل مؤخرًا الدكتور جس ماكجروثر -أستاذ جراحة التجميل والتكميل بالمستشفى الجامعي بلندن مع فريق من المتخصصين في هندسة الأنسجة- إلى علاج فعّال للمشكلة، حيث استخدم أنبوبة تزرع داخل الجسم لتربط نهايتي العصب التالف ليشجعه ذلك على النمو بطول الأنبوبة في المكان الصحيح، ويرجع نجاح فريق العمل إلى حسن اختياره للمواد التي صنعت منها الأنبوبة، وهي بروتينات الدم المأخوذة من دم المريض نفسه، فتلتصق بها خلايا العصب، ويجفّ البروتين تحت ضغط، ثم يتشكل بالشكل المرغوب فيه لسد الفجوة، وتهدف التجربة إلى تحفيز نمو الأعصاب لاستعادة الإحساس من جديد في المناطق المشلولة. وتحتاج الحالات المعالَجة أن تكون حديثة الإصابة لأنه بعد مضي شهر أو أكثر تفقد نهايات العصب التالف قدرتها على النمو من جديد. وخلال التجربة.. يتمّ أخذ عينة من الدم من أجسام المرضى قبل إجراء العملية بأسبوعين ليتم استخراج البروتين منها لتشكيل الأنبوبة، ثم يتم بعد ذلك زراعة النسيج ومراقبته لمتابعة نمو العصب وانتقال أي إحساس للمنطقة المصابة. ويؤكد جس ماكجروثر أن نجاح هذه التجارب التي تجري على إصلاح الأعصاب سيؤدي إلى حدوث ثورة في مجال إصلاح الأعصاب خلال العشرة أو الخمسة عشر عامًا المقبلة.

Email