إيقاع

(المزمار البلدي) فلكلور مغنى بإيقاع عصري

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

»إن وطناً بلا تقاليد هو وطن بلا حضارة«®. هذا هو الشعار الذي ترفعه فرقة »المزمار البلدي« التي تحيا على الفلكلور الشعبي بهدف المحافظة عليه من الاندثار، فالفرقة تقدم ألحانا وأغاني عمرها يساوي الأعمار الماضية والحاضرة من أقاصي الصعيد إلى جنوبه.

كما تمزج في أغانيها الماضي بالحاضر، والفلكلور الشعبي بالموسيقى الغربية، بشكل لا تجده كثيرا في الفرق المماثلة®. تعالوا نتعرف إلى هوية تلك الفرقة عبر السطور التالية®.لفرقة »المزمار البلدي« حكاية وحدوتة كبيرة يرويها لنا مؤسسها سيد الحسيني، وهو عازف مزمار بلدي يمارس العزف منذ 20 عاما® يقول: العزف على المزمار ليس مهنة فقط، بل هواية ورثتها أباً عن جد، فقد تعلمت العزف من عمي يحيى عطية ووالدي الحسيني عطية، الذي كانت بدأ مشواره بالعزف على العود في الأفراح الشعبية، وخاصة في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية، حتى وصلت شهرته إلى القاهرة، ليعزف بعدها في جميع محافظات مصر، وخاصة الصعيد، كما عمل مع الراقصات: نجوى فؤاد، زيزي مصطفى ودينا أيضاً.

البداية

وكما بدأ الأب بدأ الابن سيد الحسيني، وعن ذلك يقول: بدأت أيضا عازفا للمزمار في الأفراح الشعبية، وظللت أتنقل من فرح لآخر، حتى شاهدني وسمع عني الموسيقار ياسر عبدالرحمن، وطلب مني المشاركة معه في عمل موسيقى مسلسل »الضوء الشارد«، الذي رصد حياة أهل الصعيد، وقام ببطولته ممدوح عبدالعليم ويوسف شعبان.

كان لنجاح »الضوء الشارد« صدى كبير جداً، وبالفعل كان نقطة الانطلاق لعازف المزمار الصغير، فعمل بعد ذلك مع نجوم كثيرين، منهم المطرب حسين الجسمي، كاظم الساهر، صابر الرباعي، أنغام، شيرين، تامر حسني، حكيم، سعد الصغير، عاصي الحلاني، علي الحجار، كما عزف مزمارا مع شاكيرا أيضاً®. فضلاً عن تعامله مع شعراء كثيرين.

وينتقل بنا الحسيني إلى نشأة فرقة المزمار البلدي، وعن ذلك يقول: السبب الرئيسي لتكوين هذه الفرقة يعود إلى مشاهدتي ذات يوم »بوستر« في ساقية الصاوي بالقاهرة لفرقة عزف مزمار، ولكنها كانت من خارج مصر، ومن هنا جاءت الفكرة وقمت بتجميع كل أصدقائي من عازفي المزمار، وأسسنا فرقة ليست خاصة بالمزمار البلدي فقط، بل قررنا أن نكون أكثر تطورا في تقديم الفلكلور الشرقي، حتى يتماشى ما نقدمه مع كل الأذواق.حول هذا التطور يقول:

أدخلت على المزمار البلدي آلات وموسيقى غربية، وكانت فكرة جديدة من نوعها من حيث المزج بين التراث الشعبي الشرقي والغربي في الموسيقى، وهي فكرة لم يقدمها أحد من قبل، سواء داخل مصر أو خارجها، ولذلك لاقت تجاوبا كبيرا من الجمهور، الأمر الذي شجعنا على التوسع في أعضاء الفرقة لتضم عازفين في المزمار البلدي والربابة والطبل البلدي، بالإضافة إلى عازفي أورج ودرامز وجيتار، مع الدفوف والأرغول والكولة الشعبي.

فلكلور قديم

وبسؤاله عن الأغاني التي تقدمها الفرقة، قال مؤسسها: الأغاني التي نقدمها كلها تنتمي للتراث الشعبي والفلكلور القديم، حيث نأخذ كلماتها ونعزفها بألحاننا وآلاتنا، ونضيف عليها موسيقى غربية أيضا، ومن أشهر هذه الأغاني »الأقصر بلدنا، البنت بيضة، جريد النخل العالي، وأغاني الريس متقال«، ومن التراث الشعبي أيضاً »اتفرج على الحلاوة، الفراولة، وجمالك هبشني«.

أيضا تعزف الفرقة أغاني لأم كلثوم وعبدالحليم حافظ ولفريد الأطرش وأغاني لوردة، ومنها »يا نخلتين في العلالي«، كما تعيد إحياء أغاني عبدالعزيز محمود ومحمد طه وأبو دراع، وهم نجوم الفلكلور الشعبي القديم الذين تسعى الفرقة للمحافظة على أغانيهم من الاندثار، وسط طوفان الأغاني الذي تعانى منه الساحة الغنائية الآن.

منذ عام 2003 وإلى الآن والفرقة، كما يقول الحسيني، تلاقي نجاحاً كبيراً لا مثيل له داخل وخارج مصر، لافتا إلى أن فرقته قدمت العديد من الأعمال الناجحة في قطر وألمانيا وتونس والأردن وليبيا.

رقصات فلكلوريةويشير إلى أن فرقة المزمار البلدي هي أول فرقة تسير على خطى التراث وتقدم مع الأغاني الشعبية استعراضات راقصة من جميع دول العالم، سواء رقصات صعيدية أو بدوية أو لبنانية أو سورية، بالإضافة إلى الرقصات الفلكلورية.

أيضا تقدم الفرقة عروضا نوبية، فضلاً عن رقص الخيل العربي الأصيل على نغمات المزمار البلدي، فالفرقة لم تقف عند حد معين، ولكن تطور نفسها دائماً في ظل الشهرة الكبيرة التي تحظى بها، سواء داخل أو خارج مصر.

وحول الشروط التي يجب توافرها في عازف المزمار، يقول صاحب فرقة المزمار البلدي: عازف المزمار يتطلب منه مهارة كبيرة وحنجرة عالية في العزف، فكل عازف مزمار له صوت معين وطريقة في العزف، لدرجة أن الجمهور يعرف عازف المزمار من قبل أن يظهر من خلال صوته في المزمار.

ويضيف ان العازف لا بد أن يشعر بالموسيقى التي يقدمها ويحسها ويستلهم منها كيف يقوم بالعزف، غير أنه لا بد له أيضا أن يحبها لكي يخرجها بأسلوب جيد.

ويختتم الحسيني كلامه بالإشارة إلى أن فرقته شاركت في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وكانت البداية في هذا المجال من خلال عمل برنامج تلفزيوني في إحدى القنوات الفضائية عن الفرقة اسمه »حلاوة روح«، وبعدها طُلب من أعضاء الفرقة المشاركة في توزيع موسيقى أفلام مثل »كلم ماما« مع عبلة كامل، و»صعيدي في الجامعة الأميركية« مع محمد هنيدي، و»أفراح إبليس«.

القاهرة : دار الإعلام العربية

Email