سينما

أبطال فيلم هاني رمزي الجديد يرتدون الثوب غير المناسب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كعادة أفلام هاني رمزي، التي تعتمد على خلطة باتت معروفة للمشاهدين تتضمن »الإفيهات« والإسقاطات السياسية مصحوبة ببعض المشاهد غير اللائقة، يكرر الأمر نفسه في فيلمه الجديد »الرجل الغامض بسلامته« الذي خاض به سباق الموسم السينمائي لعيد الفطر وسط منافسة ضعيفة للغاية من جانب أفلام أخرى، فعلى الرغم من أن الفيلم يحمل اسم مؤلف ذي رؤية مختلفة .

وهو السيناريست بلال فضل ونجم كوميدي لديه من الجماهيرية الكثير وهو هاني رمزي، فإن الفيلم أخفق في احتلال الصدارة في سباق أفلام العيد، بل رآه النقاد نسخة مكررة من أفلام رمزي السابقة، إن لم يكن أكثرها انحداراً في مستواه الفني الفيلم الذي يشارك في بطولته كل من نيللي كريم، حسن حسني وحجاج عبدالعظيم وفريال يوسف، والإخراج لمحسن أحمد، تدور أحداثه حول شاب يعاني البطالة، وعلى الرغم من أنها قضية آنية تعاني منها معظم المجتمعات العربية وتحول دون تحقيق المواطن البسيط أقل حقوقه في الحياة.

فقد حاول الكاتب بلال فضل اللعب على تلك القضية والانطلاق منها إلى محاور أخرى تصب في إبراز صورة الفساد الذي سيطر على نفوس كثير من رجال الأعمال وبعض القيادات المهمة بالمجتمع من خلال الشاب عبدالراضي الذي جسده الفنان هاني رمزي.

والذي حاول بشتى الطرق محاربة الفساد في أحد المصانع التي عمل بها، وتسبب في فضح بعض المناصب الكبيرة بالمصنع، ليكون مصيره الطرد من المصنع، وانطلاقا من هذه النقطة تتغير حياة عبدالراضي، حيث يبدأ في إرسال بعض الرسائل إلى الجهات الحكومية يطالبهم فيها بمحاربة الفساد من خلال رسائل مجهولة المصدر.

ولكن محاولاته تبوء بالفشل، فيلجأ إلى الكذب لتحقيق طموحه عندما تواتيه الفرصة ويقابل لميس التي تجسدها الفنانة نيللي كريم، ومعها تكون نقطة تحول إيجابية في حياة عبدالراضي، حيث تقابله بأحد الوزراء الذي يعينه مديراً لمكتبه.

ثوب الكذب

مع المنصب الجديد تنفتح أمام الشاب أبواب كثيرة على أصحاب المناصب العليا، ويقع في صراعات كبيرة معهم، لكنه وسط كل هذا يرتدى ثوباً كاذباً لأحد رجال الأعمال، ولكن لا يقوى على الاستمرار في كذبه كثيراً، وينفضح أمره أمام لميس التي ينكشف كذبها هي الأخرى وأنها ليست ثرية.

كما زعمت، وبعد سلسلة من الصراعات والمشاكل تنقلب الأحوال بعبدالراضي وتوجه إليه اتهامات لكنه يستطيع إثبات براءته وسط جمل حوارية يلقيها عبدالراضي أثناء محاكمته بعبارات مليئة بتلميحات واضحة للفساد المتجذر بين الكبار، مع إلقاء الاتهامات على بعض أصحاب المناصب العليا، ومطالبته بإصلاح الفساد من خلال معاقبة أصحاب الرؤوس الكبيرة في بلادنا.

وكما اعتاد هاني رمزي في أفلامه تقديم وجبة دسمة من »الإفيهات« الخارجة، فهو طوال أحداث الفيلم يلقي »افيهات« خرجت بالعمل عن السياق المرسوم له، بالإضافة إلى وجود إقحام بعض الفتيات المرتديات المايوهات، واللاتي أصبحن سمة مميزة لأفلامه.

ولعل أحد المكاسب القليلة للعمل هو مشاركة الممثلة اللبنانية فريال يوسف، حيث جسدت شخصية سميرة التي يرسلها أحد السياسيين إلى عبدالراضي لتوريطه حتى يصبح عضوا فعالا ضمن خلية الفساد بالدولة، ونجحت فريال بقدراتها التمثيلية في لفت انتباه من شاهدوا العمل، وعلى غرار فريال كان إحساس المطرب اللبناني جوزيف عطية بأغنيته »لينا رب« قوياً، وكانت أغنيته إضافة للفيلم، بينما في المقابل لم يلمس الجمهور تغيراً في أداء هاني رمزي أو نيللي كريم.

انحدار فني

وربما يكون الحديث عن نجاح أو إخفاق الفيلم مرتبطا بشكل كبير بالظروف التي استبقت عرضه، فقد كان مقررا عرضه خلال موسم الصيف الماضي، ولكن تم تأجيله بسبب قصر مدة الموسم وانشغال الجماهير بكأس العالم وقدوم شهر رمضان، فخرج من سباق الصيف الماضى، ليتم عرضه خلال عيد الفطر، كما استغرق تصويره فترة طويلة قاربت العام، تخللتها فترات توقف أكثر من مرة بسبب انشغال أبطال الفيلم بالمشاركة في أعمال أخرى، مما أدى إلى تأجيله أكثر من مرة.

وكعادة أفلام هاني رمزي تعرّض الفيلم إلى اعتراضات كثيرة من قبل الرقابة التي حذفت بعض المشاهد التي يسيء فيها عبدالراضي إلى بعض أصحاب المناصب وبعض الأسماء السياسية بالدولة.

واستكمالا لسلسلة الاعتراضات تعرض أفيش الفيلم إلى بعض الانتقادات؛ فخلاله يظهر هاني رمزي ونيللي كريم بملابس رومانية على إحدى الجزر ويقوم هانى بسكب الحليب في كوب لكنه يسيل على الأرض، وعلى الرغم من تأكيد الشركة المنتجة للعمل بأن فكرة الأفيش جديدة على السينما المصرية وتحمل معاني كثيرة أخذت من مضمون الفكرة التى حملها الفيلم، فإن الفكرة لم تلق القبول من النقاد لغموضها الشديد.

ويمكن القول إن الملابسات السابقة التي تعرض لها العمل من حذف بعض المشاهد وغيرها لعبت دوراً مهماً في فقد العمل هويته في عيون نقاده، فوفق ما كتبه الناقد طارق الشناوي عن العمل بعد مشاهدته، فالفيلم قدم صورة واضحة لانحدار المستوى الفني على غير المعتاد لكل فريق العمل؛ من تأليف لا يناسب بلال فضل الذي عود جمهوره على تقديم أعمال تحمل مدلولاً سياسياً واضحاً لكل سلبيات مجتمعنا بطريقة صريحة ومن دون رتوش، فلم نتوقع أن يكون العمل بعيداً عن فكر بلال فضل وتصوراته التي صنعتها كتاباته وشكلت صورة واضحة لآرائه.

كما لم يكن دور عبدالراضي هو الثوب المناسب ليرتديه الفنان هاني رمزي ليضيفه إلى رصيد أفلامه التي صنع بها جماهيرية كبيرة، حيث غلبت على كل جمله الحوارية طوال الفيلم عبارات خارجة، أما الإخراج فكان أيضا بعيدا تماما عن مستوى كل الاعمال التى قدمها المخرج محسن أحمد من قبل، فالفيلم لم يترك علامة واضحة أو بصمة صريحة ضمن الأعمال السينمائية المتميزة.

القاهرة: دار الإعلام العربية

Email