سياحة

متحف الفن الإسلامي روائع الحضارات القديمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبرز متحف الفن الإسلامي في القاهرة كأهم المعالم التي تحكي تاريخ الحضارتين الإسلامية والقبطية من الفترة القديمة وحتى نهاية القرن التاسع عشر من جنوب شرق أوروبا وحتى الهند، من بغداد وحتى سمرقند، وكل منطقة الشرق الأوسط عبر العصور.

والزائر للمتحف، الذي سيفتتح قريبا بعد تطويره، سيجد نفسه في رحلة مثيرة بين 001 ألف قطعة أثرية تمثل نفائس وروائع الفنون الخاصة بالحضارات القديمة فيما يشبه العرض البانورامي الترفيهي لآثار العالم عبر العصور. كاميرا »الحواس الخمس« زارت المتحف ورصدت مقتنياته.يعود تاريخ إنشاء متحف الفن الإسلامي الكائن بمنطقة باب الخلق بالقاهرة التاريخية، إلى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني الذي أمر بتشييد المتحف ليتم افتتاحه رسمياً عام 3091، وقد حاز المتحف آنذاك أهمية كبرى نظرا لتنوع مقتنياته سواء من ناحية أنواع الفنون كالمعادن والأخشاب والمنسوجات أو من حيث بلد المنشأ كإيران وتركيا والأندلس وبلاد المغرب العربي.

وقد حمل المتحف في سنواته الأولى اسم »دار الآثار العربية« قبل أن يتم تغيير اسمه في عام 2591 إلى متحف الفن الإسلامي نظراً لضمه مقتنيات من دول إسلامية متعددة. طراز فني ونظراً لأهمية المتحف وضعته وزارة الثقافة المصرية على رأس قائمة الآثار التي يجب ترميمها وتطويرها، وبالفعل شهد المتحف خلال السنوات القليلة الماضية عمليات تجديد وفقا لأحدث طرز فنون العمارة والمتاحف في العالم مع الاحتفاظ بالصبغة الإسلامية التي تتحلي بها جدرانه. وقد تكلفت عملية التجديد ما يقرب من 58 مليون جنيه بمساهمات مصرية وعربية شملت تغيير نظم الإضاءة، والتركيز على القطع الأثرية المنفردة وإبرازها بالشكل اللائق، كما تم تزويد المتحف بأحدث وسائل التأمين ضد السرقة والإنذار، بالإضافة إلى تغيير سيناريو العرض المتحفي وتزويده بفتارين عرض حديثة حتى تتناسب مع الكنوز الأثرية التي تضمها.

7 قاعات للعرض

يتكون المتحف من طابقين، الأول به 7 قاعات للعرض، والثاني به المخازن وقسم لترميم الآثار، ويضم المتحف 001 ألف قطعة أثرية تنتمي إلى كل دول العالم، بينها مجموعة نادرة من المنسوجات والأختام والزجاج والخزف العثماني والسجاد الإيراني والتركي بالإضافة إلى مجموعة من أدوات الفلك والهندسة التي كانت تستخدم في العصور الوسطى.

وبجانب ذلك يحتوي المتحف على مجموعات هائلة من آلات الجراحة والحجامة التي كانت تستخدم في عهد العصور الإسلامية التي تميزت بالازدهار في كل مجالات وفروع الطب والهندسة والكيمياء، بالإضافة إلى ضمه العديد من وسائل قياس المسافات كالذراع والقصبة وأخرى لقياس الوقت كالساعات الرملية.

أباريق نادرة

الزائر لقاعات المتحف سيجد نفسه أمام مجموعة نادرة من المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه ومجموعة أخرى من الخزف المصري والفخار تم العثور عليها من حفائر الفسطاط علاوة على بعض أواني الخزف ذي البريق المعدني الفاطمي ومجموعة من الصناعات الخشبية النادرة، التي استطاع المصريون زخرفتها بطرق التطعيم والتلوين والحفر والزخرفة بالأشرطة الجلدية.

إبريق نادر

ويعد إبريق مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين من أندر ما يضمه المتحف من التحف المعدنية، حيث يبلغ ارتفاعه 51 سم ويصل قطره ل82 سم وهو مصنوع من البرونز الخالص. كما يضم أهم تحفة معدنية وهو مفتاح الكعبة المشرفة المصنوع من النحاس المطلي والمطعم بالذهب والفضة ويرجع تاريخه إلى عام 77 هجرية وكان قد أهداه أحد الخلفاء الأمويين إلى السلطان الأشرف شعبان.

أقدم دينار إسلامي

أما عشاق العملات القديمة، فيمكنهم مشاهدة دينار من الذهب يرجع تاريخه إلى الخلفاء الراشدين وتكمن أهميته في كونه أقدم دينار إسلامي تم العثور عليه حتى الوقت الحالي. علاوة على وجود مجموعة متميزة من المكامل والأختام والأوزان التي تعود للعصرين الأموي والعباسي إضافة إلى خمسة نياشين وقلائد من العصر العثماني ومجموعة نادرة من السجاد والحرير الخالص يرجع تاريخها إلى الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية التي كانت موجودة في العصور الوسطى الميلادية منها ما هو مصنوع بنظام العقدة ومنها ما هو مصنوع على نفس الطراز المصري المعروف.

سيف السلطان محمد الفاتح

يضم المتحف منبر »طاطا« الحجازية الذي ينتمي إلى أسرة السلطان قلاوون، كما يوجد منبر آخر يعبر عن قيمة فنية غاية في الروعة والجمال ويجمع بين الزخرفة الإسلامية التي أبدع فيها الفنان المسلم والغرض التطبيقي من تشكيلها وهو أن تصبح تحفة فنية.

الأسلحة والسيوف المعروفة على مر العصور الإسلامية كانت أيضا حاضرة في قاعات المتحف، وترتبط أسماء تلك الأسلحة بأسماء السلاطين والأمراء وإن كان أشهر تلك الأسلحة على الإطلاق سيف السلطان محمد الفاتح الذي تقلده عن فتح القسطنطينية وتوجد عليه بعض الكتابات التي تحض على العدل والحكم بكتاب الله.

تفوق فلكي ورياضي

ومن بين قاعات المتحف السبع، توجد قاعة كاملة يطلق عليها قاعة الفلك والرياضيات، وتشير مقتنياتها إلى الكيفية التي استطاع بها المسلم قياس الزمن والمسافة من خلال الساعات كذلك قدرته الفائقة على تحديد مكان القبلة وذلك من خلال علبة من النحاس كان يتم استخدامها لهذا الغرض قبيل الصلاة®. كما توجد علبة خشبية داخلها مؤشر وإبرة مغناطيسية كانت تستخدم لتحديد اتجاه مكة المكرمة والقبلة في كل الاتجاهات ويوجد على قسمها العلوي صورة للكعبة المشرفة.

مخطوطات نادرة

أما في قاعة المخطوطات النادرة فيوجد ما يزيد على 07 مخطوطة معظمها لياقوت المستعصي أحد أشهر الخطاطين والشيخ عبدالعزيز آخر الخطاطين العظماء في مصر علاوة على وجود العديد من البرديات التي ترجع إلى العصور الإسلامية ويصل عددها إلى 0711 مخطوطا نادرا يثبت جميعها تفوق المسلمين في كل المجالات علاوة على اللوحات التي تؤكد التسامح الإسلامي والتي يأمر فيها صلاح الدين الأيوبي وزيره ببناء دار للضيافة ليتم فيها استقبال الطلاب القادمين من شمال إفريقيا والدول الأخرى الراغبة في دراسة الطب والهندسة والعلوم الأخرى.

قيمة تاريخية

وعن بناء وتطوير المتحف يروي الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المتحف كان يطلق عليه حتى منتصف القرن الماضي دار الآثار العربية وظل مقسماً إلى قسمين:

الأول هو المتحف الإسلامي والثاني دار الكتب العامة والتي كانت تعرف بدار الكتب الخديوية ثم السلطانية. مشيرا إلى أن فكرة المتحف تعود في الأصل إلى الخديوي إسماعيل عندما شرع في إنشاء دار يجمع فيها كل التحف.

وبالفعل قام بعمل ذلك في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم بأمر الله عام 1881 إلى أن أنشئ مبنى في صحن الجامع أطلق عليه دار الآثار العربية وظلت على مدى سنوات نواة للمتحف الحالي حتى قرر الخديوي عباس حلمي تشييده من جديد ليضم بين جنباته عشرات الآلاف من القطع الفنية الإسلامية وتم استقطاع جزء منه ليكون داراً للكتب.

أضاف حواس أن تطوير المتحف تم وفقا لأحدث النظم العالمية، حيث تضمنت عملية التطوير تهيئة قاعاته وفقاً للتسلسل التاريخي وعرض المقتنيات بطريقة حديثة وفقاً لأحدث طرق العرض مع الحرص على إعداد حديقة المتحف بالشكل الذي يتناسب مع تاريخه وتهيئة المنطقة المحيطة بحرم المتحف بما يتوافق مع تنشيط حملة علمية للتوعية بالآثار الإسلامية، كما استهدفت عملية التطوير الحفاظ على المبنى كقيمة تاريخية.

إضافة إلى ما يضمه من كنوز أثرية ومخطوطات علمية ولوحات تحكي تاريخ الفن الإسلامي عبر حقب تاريخية متفاوتة وحمايتها من السرقة والعوامل الجوية ليكون المتحف شاهد عيان على الحضارة الإسلامية التي تتميز بالأصالة والمعاصرة في كل الأوقات والأزمان.

القاهرة : دار الإعلام العربية

Email