إماراتيات كثيرات أثبتن وجودهن في المجالات الإعلامية باختلافها، سواء في الإعلام المرئي أو المكتوب أو المسموع. فاطمة الظاهري واحدة منهن؛ فهي الإعلامية الإماراتية الوحيدة التي تخصصت في مجال يهرب منه بعض الرجال وهو الإعلام الاقتصادي، حيت تقدم نشرة (تداول) على قناة سما دبي، وهي لا ترى فيها أي صعوبة ،بقدر ما تجد فيها تحديا تثبت من خلاله طاقاتها وقدراتها المهنية والإعلامية.
(الحواس الخمس) التقاها لتكشف لنا أسباب اختيارها لهذا المجال وما تطمح إليه مستقبلاً. بداية الإبداع بدأت فاطمة الظاهري مشوارها الإعلامي مع بداية تدريبها في مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام في العام 2007، بعد آخر فصل دراسي لها من جامعة الإمارات مسار راديو وتلفزيون، وكانت كما أوضحت ل«الحواس الخمس» فرصة لتثبت وجودها بحماسها ودراستها خلال فترة تدريبها، وكانت هذه البداية لخوضها عالم الإعلام الذي أحبته، خصوصا مع التحديات الكثيرة التي واجهتني منذ البداية.
صعوبات وتحديات
ولأن كل تقدم يجب أن تواجهه باقة من التحديات والصعوبات تشير الظاهري قائلة: نعم، كانت هناك تحديات كثيرة في بداية دخولي هذا المجال ولاتزال، ولكني لا أنسى البداية، وكان من الصعب إقناع أسرتي بدخولي، وظهري على الشاشة.
حيث إني من أسرة محافظة، فكانت هذه من أصعب الأمور التي مررت بها، وهي إقناع الأهل بأهمية دور الإعلامية المواطنة في مجال الإعلام، وأهمية ظهورها على الشاشة، حيث إنها تعكس دور المرأة الإماراتية أمام العالم.
ولا أُخفي عليكم أيضاً أنه لم يكن سهلاً أن انتقل يوميا للعمل في دبي كوني من مدينة العين، ولكنها تجربة رائعة وغنية بالخبرات كوني أحقق شيئاً أحببته وسعيت له بالجهد والدراسة، ولا أرى أن هذه صعوبات بقدر ما هي تحديات تجعلني ازداد ثقة وسعادة أكثر وأكثر.
وحول سر اختيارها لتخصص الاقتصاد تقول: التميز؛ هذا هو السر، فأنا اسعى إلى التميز، وليس بالعمل الروتيني، فكوني الإعلامية الإماراتية حالياً في مجال الإعلام الاقتصادي؛ فهذا يعطيني مساحة للإبداع والتميز عن الآخرين.
مضيفة : ومن جانب آخر ربما أكون في برامج مختلفة مستقبلاً لإظهار إمكانياتي وقدراتي أكثر، خصوصا في مجال البرامج الحوارية، فهي من أكثر البرامج التي تظهر قدرات وإمكانيات المذيع، وتبين مدى ثقافته وسرعة بديهيته أمام الشاشة، وبالتحديد مع البرامج المباشرة على الهواء.
عزوف نسائي
وتتطرق فاطمة الظاهري في حوارنا معها إلى نقطة أخرى، وهي أسباب عزوف الإعلاميات الإماراتيات عن تقديم البرامج الاقتصادية على الرغم من كثرتهن، موضحة أن الإعلام الاقتصادي يحتاج إلى الكثير من الجهد والتركيز لنقل الأرقام بطريقة الإحصائيات العديدة والدقيقة، مضيفة: ولكني أعتقد أن جمال هذا المجال في صعوبته، ومن يدخل مجال تقديم البرامج الاقتصادية يكون من اقوى مقدمي البرامج الإعلامية.
سمات الإعلامية الاقتصادية
ولأن كل تخصص يحتاج إلى إعلامي ذي سمات معينة، توضح الظاهري في قولها أن سمات الإعلامية الاقتصادية لا تختلف كثيراً عن الإعلاميات الأخريات؛ فهي تحتاج إلى القبول على الشاشة والثقافة والثقة بالنفس وسرعة البديهة، مع الخبرة التي تكتسبها مع الوقت؛ فكلما زادت خبرتها زادت ثقتها بنفسها وبما تقدمه وكان ظاهراً على العيان والمشاهدين.
وربما تحتاج الإعلامية الاقتصادية إلى المزيد من الجهد والتركيز مع وجود هذا العدد الهائل من الأرقام والإحصائيات العديدة والاقتصادية المتباينة يومياً في موضوعاتها، والتي تعتمدها النشرات والبرامج الاقتصادية بشكل أساسي.
مشيرة إلى أنها حققت من خلال طلتها الإعلامية الاقتصادية الكثير، وعلى حسب قولها: هي فعلا أصداء طيبة كوني الإعلامية المواطنة الوحيدة حالياً في مجال الإعلام الاقتصادي، وتشجيع ممن حولي للاستمرار فيه، وأتمنى أن أرى إقبالا أكبر من الكوادر الإعلامية المواطنة لدخول هذا المجال الاقتصادي.
ولدى سؤالنا: إلى أي مدى تتأثرين بالأخبار السيئة عن أسواق المال والأسهم وأنت تقرئينها على الشاشة؟ أجابت بثقة تامة: المذيع في النهاية إنسان يتأثر بما يراه ويسمعه ويقرأه، وهنا تبرز قوة المذيع وتمكنه بإعطاء صورة واضحة عن الخبر بطريقة محايدة للخبر الذي يعلن عنه من دون أن يكون متأثراً أو منحازاً لطرف عن الآخر.
وتحرص الظاهري على تنمية قراءاتها وثقافتها الاقتصادية من خلال متابعتها للقنوات الاقتصادية، وتنمية قراءاتها في المجالات الاقتصادية المتنوعة سواء كانت محلية أو عالمية، إضافة إلى الاستفادة من أصحاب الخبرة من محللين فنيين واقتصاديين.
فضائيات اقتصادية
ولأن الإعلامي بشكل عام عليه أن يطالع فضائيات أخرى تثري رصيده المعرفي في تخصصه وغيره، وعن هذا تقول الظاهري: هناك قنوات اقتصادية كثيرة أثبتت وجودها على الساحة الإعلامية، وحققت انتشاراً واسعاً وطيباً، واحرص على متابعتها جميعها لاكتساب الخبرة الكافية والمعرفة اللازمة، خصوصا من ناحية التقديم والإلقاء.
وليس من منطلق التواضع، بل الثقة التامة، تؤكد الظاهري أنها تعتبر أي إعلامي ناجح سواء كان في المجال الاقتصادي، أو غيره تعتبره قدوة لها، لأنه جدير بالمتابعة والتعلم منه أيضا.
طموح الظاهري
وتطمح الإعلامية فاطمة الظاهري أن تحقق تألقا أكبر في مجال إعداد وتقديم البرامج وبالتحديد في مجال تقديم البرامج الاقتصادية.
دبي ـ جميلة إسماعيل

