احترفن المهنة وحافظن على العادات والتقاليد

إماراتيات.. نجمات في فضاء الإعلام

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استطاعت المرأة الإماراتية أن تقطع مراحل مهمة في كل المجالات، ومنه المجال الإعلامي، وبعد ظهور التلفزيون في الدولة، وكثرة المحطات الفضائية المحلية ازداد يوماً بعد آخر عدد الإماراتيات اللواتي يعملن في مجال الإعلام المرئي، وسط دعم كبير من مختلف المؤسسات الرسمية والشعبية.

وما يحسب لهن هو محافظتهن على مظهر المرأة الإماراتية من زي محافظ وطبيعة متزنة، عكس بعض الفضائيات العربية التي تظهر فيها المذيعة، وكأنها تنافس الراحلة «بريجيت باردو» في إغرائها، فكيف ترى الإعلاميات الإماراتيات تقبل المجتمع لظهورهن ودورهن في مجال الإعلام، وهل اختلفت النظرة عما كان في السابق، «الحواس الخمس» حضر تسجيل الحلقة المخصصة للإعلاميات الإماراتيات ضمن برنامج «مجلس نساء»، الذي تقدمه المذيعة المتألقة رولان العمري واستطلع هذه الآراء:ترى المذيعة حصة الفلاسي أن نظرة المجتمع الإماراتي لعمل المرأة في مجال الإعلام قد تغيرت مع مرور الزمن، وتضيف: لقد استطاعت المرأة الإماراتية بفضل دعم القيادة الرشيدة للبلاد والقدوة التي تسير خلفها نساء البلاد أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك؛ أن تبرز في الميادين كافة، وتدخل مجالات كانت حكراً على الرجال فيما سبق.

وحين تنظر إلى الإعلامية الإماراتية بنظرة مقارنة مع إعلاميات بقية الدول، مع احترامنا للجميع، فإننا نراها قد جمعت بين خصلتين هما التفوق في المجال المهني والحفاظ على مظهر وجوهر المرأة التي تحترم تقاليد مجتمعها من زي ومظهر وسلوك اجتماعي أكسبها الاحترام من الجميع، ومن ناحية الأزياء، فلقد استطاعت الإعلامية الإماراتية أن تكون واجهة حقيقة لمجتمعها أمام العالم.

تسرد الفلاسي صداقتها التي جمعتها مع أكثر من 15 امرأة إماراتية، من كبار السن، أثناء تغطيتها مهرجان ليوا للرطب الذي أقيم في المنطقة الغربية، وتقول في ذلك: لقد كانت الوالدات الإماراتيات يعبرن لي عن اعتزازهن بعملي الإعلامي وبمحافظتي على الزي المحلي.

وأعتقد أن المذيعات الإماراتيات في شركة أبوظبي للإعلام؛ مثال يقتدى به بخصوص المظهر الذي يجب أن تكون عليه المرأة الإماراتية العاملة في الإعلام، وأتمنى أن أقدم برنامجاً يتناول حياة المرأة الإماراتية منذ ما قبل قيام الاتحاد إلى عصرنا الحالي.

العمل الميداني

المذيعة بنشرة «علوم الدار» على قناة أبوظبي الأولى عائشة العوضي والتي بدأت عملها في التلفزيون بمركز الأخبار ترى أن الظهور الإعلامي المحترم والعفوي الصادق الذي ظهرت به إعلاميات الإماراتيات هو ما دفع المؤسسات المعنية والمجتمع بصورة عامة لاحتضانه، وترى العوضي أن الصحافي والإعلامي الناجح هو الناجح في الميدان، وهذا ما أثبتته الإعلامية الإماراتية.

وتضيف: لقد كانت الإعلامية المتألقة ندى تيمور هي أول إعلامية إماراتية في محطات التلفزة في الدولة التي تعمل ميدانياً خارج الاستديو بعد أن غطت انتخابات الجزائر في التسعينات، وهي أول رئيسة تحرير إماراتية لتلفزيون أبوظبي، وهي التي قامت بتدريبي وتدريب عدد كبير من الكوادر المواطنة، وهي أكبر دليل على نجاح المرأة الإماراتية في العمل الإعلامي.

تجربة أفغانستان

شغف عائشة العوضي بالعمل الإعلامي دفعها للسفر إلى أفغانستان التي تلتهب أرضها ناراً ودماراً، تقول عن التجربة: طالما شدتني وأحزنتني القصص الإنسانية التي تنشأ عن طريق الحروب والكوارث، وأردتُ من خلال سفري إلى أفغانستان أن أقدم إحدى تلك القصص الإنسانية الخبرية، وبالفعل جرى ذلك ووجدت التعاون الكامل من سفارتنا في كابل حيث قدمتُ تقريراً عن مستشفى الأمراض العقلية الذي أقامته الإمارات هناك، ولا تتخيل العدد الهائل من الرتب العسكرية وأساتذة الجامعات والأكاديميين الذين أنهكت نفوسهم وعقولهم الحروب فجرى وضعهم في هذا المستشفى، وأتمنى تكرار التجربة في مناطق أخرى في العراق وفلسطين وغيرها من بقاع العالم التي أتمنى نقل قصص إنسانية حقيقية عما يدور فيها.

لا ترى العوضي أن الصعوبات التي تواجه المرأة في العمل الميداني هي ذات ما يواجهه الرجل وإن كانت هناك بعض الفروقات، وترى أن التسهيلات المقدمة لنشرة علوم الدار من قبل بعض المؤسسات أسهم بشكل فاعل في نجاح النشرة.

ولكنها أضافت: لا يكمن النجاح في التسهيلات فقط؛ بل بفريق النشرة بأكمله، ولقد سلطت الضوء على الكثير من القضايا المهمة حين كنت أعمل بالإذاعة ووجدت تجاوباً رسمياً وشعبياً ومن بين تلك التقارير الحساسة التي قدمتها هو موضوع (البويات) و(الشيعة الإماراتيين) وهي تقارير لاقت صدى طيباً لدى الجميع.

قيادات شابة

الطالبة هدى عباس من كليات التقنية العليا والتي تعمل ضمن فريق القيادات الإعلامية الشابة الذي أطلقته قبل 3 سنوات مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ترى أن الكوادر الشابة من إعلاميات الإمارات يمثلن علماً مهماً من معالم النهضة النسائية في الوطن وتضيف:

إن طريقة تقديم وظهور الإعلاميات الإماراتيات في شاشات الفضائيات هو ما دفع المجتمع إلى تقبل عمل المرأة في عالم الإعلام، وعلى الرغم من تحفظ بعض الفئات الاجتماعية المحلية على عمل المرأة الإماراتية في الإعلام، إلا أن هذه التحفظات والنظرة بدأت تخف شيئاً فشيئاً، بل إن بعض الجهات التي كانت تفرض القيود على عمل المرأة في الإعلام غيرت نظرتها جذرياً بعد أن قدمت الإعلامية الإماراتية نفسها بصورة مشرفة.

وتتفق آمنة الحوسني التي تعمل ضمن فريق القيادات الإعلامية الشابة مع الآراء السابقة وتضيف: حين تشاهد بعض المحطات المحلية؛ لا تدرك أنها محطات إماراتية إلا بعد رؤية شارة القناة، وأستطيع القول إن قنوات مثل أبوظبي الأولى وسما دبي تمثل قدمت إعلاميات إماراتيات ليكن خير ممثل لفتيات ونساء الإمارات.

وأجد أن مذيعات الوطن قريبات للقلب ونشعر باعتزاز واحترام كبير اتجاههن، وأعتقد أن العمل الإعلامي في تخصصات كثيرة هو أقرب للمرأة منه للرجل لأسباب سيكولوجية تتعلق بقدرة المرأة على الإقناع وإدارة الحوار وتقبل المشاهد لإطلالتها على الشاشة.

مجلس نساء

استضافت المذيعة رولان العمري في برنامجها «مجلس نساء»، الذي تقدمه عبر قناة أبوظبي الإمارات مجموعة الإعلاميات وطالبات الإعلام الإماراتيات للحديث عن قضايا العمل الإعلامي المحلي وستبث الحلقة قريباً.

اتحاد نون النسوة

دعت المشاركات في حلقة «مجلس نساء» إلى إقامة اتحاد أو أخوية أو جمعية للإعلاميات الإماراتيات تكون بمثابة ملتقى للنقاش في القضايا الجادة، وضمان الحقوق وبمثابة السند لهن بشرط ألا يكون هذا التجمع كحبر على ورق كغيره.

أبو ظبي- محمد الأنصاري

Email