صور بالمايوهات لفنانات.. أوضاع وأفلام تنتشر على مواقع الإنترنت تستبيح أعراض الفنانات، وتُمثل أزمة حقيقية لهن مع الجمهور الذي لا يعي ما يحدث، ويظن أن نجمه المفضل صار أداة للإثارة الجنسية، وما يزيد قلق هؤلاء الفنانات أن الأجهزة الرقابية تقف عاجزة عن الحدَّ من هذه الظاهرة بعد أن تفنَّن المتخصصون في الاستفادة من الصور الموجودة على مواقع لفنانات.
وتركيبها على جسد عارٍ آخر، واستغلال مشاهدهن في الأفلام التي قمن بتصويرها واقتطاع أجزاء منها لتصويرها على أنها لقطة ساخنة؛ ليتم تداولها بين المواقع باعتبارها أفلامًا حقيقية.. لكن السؤال الأهم الذي ما زال يطرح نفسه، أين الحقيقة والزّيف في كل ما تنشره شبكة الإنترنت؟، وكيف يمكن حماية الفنانة من التشهير بها؟، ومن المسؤول عن ذلك؟.مسلسل التشهير الإلكتروني بالفنانات مزدحم بحلقات متنوعة، ويُعد الفيلم الذي تم فبركته للمطربة هيفاء وهبي الأشهر على الإطلاق في التشهير بفنانات عبر الشبكة العنكبوتية؛ حيث اتُهمت الفنانة اللبنانية رولا سعد بترويج الفيلم وفبركته، وأنها قامت بوضع وجه هيفاء على جسد امرأة أخرى تظهر وهي تمارس الجنس، ما أدى إلى فسخ خطوبة هيفاء السابقة قبل ارتباطها بزوجها الحالي رجل الأعمال المصري، أحمد أبو هشيمة.
وبعد ذلك أقامت هيفاء دعوى قضائية ضد رولا، تطلب منها تعويضًا ماليًا يصل إلى مليون دولار، وما زالت الدعوى تُنظر في المحاكم اللبنانية، إلا أن رولا أكدت أمام المحكمة أن أخلاقها ومبادئها لا يسمحان لها بارتكاب مثل هذا الفعل، وبررت اتهام هيفاء لها بسبب المنافسة في عالم الفن، وأكدت أنها لم تكن تعرف خطيب هيفاء السابق إلا بعد انفصال هيفاء بثلاثة أشهر.تنضم للقائمة الفنانة منى زكي، فبعد أن تعرَّض فيلمها لهجوم شديد بسبب مشاهده الساخنة، تسابقت بعض المواقع في عرض صور إباحية مفبركة لمنى اعتمادًا على المشهد التي ظهرت به مع النجم الشاب حسن الردَّاد؛ حيث ظهرت في بعض المواقع وهي ترتدي «مايوه» لونه أحمر، وتقف بطريقة مستفّزة وخارجة رغم أن عينيها لا تعبران عن موقف إثارة.وعلّقت منى بأنها مستفَزة بسبب هذا التلاعب بالأجساد والمتاجرة في الأعراض، وقالت إنها بعيدة عن العري والإثارة، إلا في بعض الحالات النادرة التي يقتضيها السياق الدرامي لتصوير بعض المشاهد المحسوبة بدقة، لكن ما ظهرت عليه في المواقع- السافلة كما أسمتها - شيئًا يدعو إلى الدهشة، وأكدت أنها لم تلبس «مايوه» في أي عمل على الإطلاق، لكنها فوجئت بوجهها وقصة شعرها ورقبتها يتم تركيبها على صور لسيدة عارية.
لذلك اعتبرت منى أن التكنولوجيا الحديثة نقمة على الفنانات؛ بسبب بعض الأشخاص غير الملتزمين، والذين لا يراعون حُرمات الآخرين، وطالبت منى الأجهزة الرقابية بتتبع هذه المواقع حتى لا يلحق بالفنانين أو أقاربهم أي ضرر يشوّه صورهم.
في حين تصف الفنانة يسرا الأشخاص الذين يُقدمون على هذه الأعمال ب«معدومي الضمير»؛ لأنهم لا يعلمون أن مَن يخوض في أعراض الناس سيأتي عليه اليوم ويخوض الآخرون في أعراضه، لكنها أكدت ثقتها في جمهورها الذي لا يصدق عنها أي شيء.
وأشارت إلى أنها تعرّضت لوضع وجهها على صور عارية تمامًا، وكأنها مقطع من فيلم «بورنو» لبائعات الهوى، لكنها أسرعت بتقديم بلاغ، وتم فحص هذه المواقع للتوصل إلى القراصنة الذين يقومون بهذه الفبركة معها ومع زميلات أخريات.
وإذا كانت يسرا قد تم تركيب وجهها على صور عارية، فإن القراصنة استطاعوا تركيب فيلم كامل للفنانة منة شلبي، وجعلوها البطلة الحقيقية للفيلم، ولا يعرف أحد مَن يقف وراء هذه الفيلم، ولم تتوصل الأجهزة الأمنية إليه حتى هذه اللحظة.
إلا أن بعض الصحف خرجت لتردد أن وراء هذه المشكلة بعض القراصنة الإسرائيليين الذين يسعون منذ فترة طويلة لتشويه سمعة الفنانات المصريات، بينما خرجت بعض وجهات النظر لتؤكد أن السبب وراءها بعض الفنانات أعداء النجاح بعد أن سحبن البساط من تحت أقدامهن، فأردن الثأر بأي طريقة، وكانت الفرصة سهلة بتركيب صور فاضحة كأفضل الطرق لحرب النجوم.
وقد دُهشت منة شلبي من عدم وجود رقابة شديدة على مثل هذه المواقع؛ لتحجيم هذه الكوارث التي تضر بسمعة الفنانات بدلاً من المهزلة التي لن تنتهي إلا بإصدار قوانين تتماشى مع التقدم التكنولوجي، وأرجعت منة انتشار هوجة الصور الإباحية للفنانات على مواقع الإنترنت للفراغ الفكري، وانحدار الأخلاق الذي يعيشه كثير من الشباب.
وعن أشهر المشاهد التي أثارت اشمئزازها على حد قولها هو فبركة مشهد لها في فيلم «الساحر» الذي شاركت فيه مع النجم محمود عبدالعزيز؛ حيث كانت تتباهى بأنوثتها لكونها مراهقة، وفوجئت بأن جميع مواقع الإنترنت تتداول هذا المشهد ولم تعترض.
لكنها بعد فترة فوجئت بقص الصور وإعادة تركيبها على أحد المواقع، وتحويله إلى فيلم جنسي 100%، وفوجئت باتصالات من زميلاتها وأقاربها وبعض المعجبين يتساءلون عن طبيعة هذه اللقطات، فانهمرت منة في البكاء بعد أن شاهدتها بما تحمله من وقاحة، وأصوات مركّبة لا تمت إليها بصلة.
تضيف منة: «بعدها بفترة بسيطة فوجئت للمرة الثانية بفبركة المقطع الذي يجمعني بالفنان هاني سلامة في فيلم «ويجا»، وكانت اللقطة ساخنة بالطبع لكنها للضرورة الدرامية، وفوجئت بتركيب صورة أخرى لفتاة أجنبية واضحة المعالم لمن يتأمل في الصورة جيدًا.
غير أن الرأس والوجه لي؛ حيث تم التلاعب بالصور بشكل كبير، واستطاع أن يجذب الشباب والمراهقين بكتابة عبارة «فيلم جنسي ساخن جدًا لمنة شلبي»؛ لذلك أُطالب بالحدّ من هذه المهزلة حتى تأمن كل سيدة على نفسها من هذه القلة غير المسؤولة» ...
وتلقت سمية الخشاب، صاحبة أشهر صور مفبركة على مواقع الإنترنت، الأمر بهدوء، وقالت: «إن الأشخاص الذين سوّلت لهم أنفسهم القيام بهذا العمل مرضى نفسيون؛ حيث جعلوني أخاف الاقتراب من الإنترنت؛ لأنه بمجرد كتابة اسمي على موقع «جوجل» أو أي موقع بحثي أجد «شاهد فضيحة سمية الخشاب»، و«صور ساخنة لسمية الخشاب»، أو «كليب مثير لسمية الخشاب».
حيث وجدت أن هذه المواقع تحوي مقاطع من أفلام خاصة بي، وإن كان أشهرها مشاهدي في فيلم «حين ميسرة»، خاصة في مشهد السحاق الذي جمعني بغادة عبدالرازق، كذلك مشهد آخر في الفيلم نفسه تعرّضت فيه للاغتصاب.
فقام الموقع بتركيب صورتي على جسد عاهرة، واستطاع جعل الصورة طبيعية ببرنامج «الفوتو شوب»، وإيهام المشاهدين بأن سمية الخشاب بطلة فيلم «بورنو»، ما أصابني بأضرار نفسية جسيمة»..
ولم يسلم الزعيم عادل إمام من تركيب صور مفبركة من مقاطع في أحد أفلامه التي كانت تجمعه بالفنانة يسرا؛ حيث قام موقع بوضع صورة لساقطة من أبطال أفلام «البورنو»، وتلاعب في المشهد لإيهام المشاهد بأنه مشهد يقترب من ال10 دقائق، لكنه من الواضح أنه مفبرك 100%؛ لأن عادل إمام يقوم بتقبيلها ثم يُعاد المشهد مرة ثانية، ما يدل على فشل القراصنة حتى في عملية الخداع، وتزييف الصور..
وقد علق الناقد سمير فريد على انتشار الصور المفبركة والتشهير بالفنانات عبر الإنترنت بقوله: «إن الوسط الفني خصب للشائعات والفضائح، كما أكد أن الإنترنت يعتبر أفضل وسيلة لترويج الشائعات؛ لكونه جهة لا تخضع لأي رقابة، وهذه هي ضريبة الشهرة، ولا بد لجميع النجوم أن يعرفوا ذلك ويتعاملون مع الأمر على أنه عادي».
أما الناقدة خيرية البشلاوي فقالت: «إن ما يحدث على شبكة الإنترنت شيء لا يجب السكوت عليه؛ لأنه من المفترض أن نكون مسؤولين عن أفعالنا، فلا يمكن أن نقبل الأذى للناس، فالفنانة صاحبة مهنة مثلها مثل الطبيبة والمهندسة والمدرسة، وليست ساقطة، فهي شخصية عامة؛ لذا لا بد من التعامل معها باحترام»..
أضافت أنه على الرغم من أن الإنترنت وسيلة تكنولوجية ذات فوائد متعددة لا يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال، إلا أن بعض الأشخاص غير المسؤولين قاموا بتقطيع أفلامنا السينمائية، وتركيبها على لقطات خارجة من أفلام أجنبية.
وتحميلها على الإنترنت وأجهزة المحمول؛ حيث تعرّضت الكثيرات من الفنانات المصريات والعرب لمشاكل أدت إلى توقف بعضهن عن أداء أي مشاهد تمثيلية خوفًا من شبح القراصنة الذين يتلاعبون بهذه المشاهد.
ورغم سقوط عدد من الشبكات المتخصصة في تزييف الصور والأفلام للفنانات المصريات والعرب، إلا أن الخبير القانوني د. أحمد سعد، أستاذ القانون بجامعة القاهرة، أكد أن معظم القوانين ما زالت تُعاني من فراغ تشريعي لمواجهة الجرائم التي تُرتكب على شبكة الإنترنت.
والتي ما زالت تخضع حتى هذه اللحظة إلى قانون العقوبات العادي الذي فشل في القضاء على هذه الجرائم التي تنال من أصحابها؛ حيث تحتاج إلى تكييف قانوني، خاصة أنها مستحدثة ولم تكن موجودة في التشريعات السابقة.
ما جعل المتلاعبين بأعراض الغير يعيشون في أمان، معتبرين أن صور المشاهير من الفنانين ورجال الأعمال مباحة للتلاعب بها؛ لأنه يعلم أنه لو تم ضبطه لن يوجد قانون يحاكمه، وأوضح أن معظم الدول العربية أصبحت في حاجة شديدة إلى قانون جديد يواجه الجرائم الإلكترونية التي لا تجد تكييفًا قانونيًا محددًا حتى اليوم.


