«ألف ليلة وليلة» بدايتها الحقيقية

رباب حسين تتحدى كبار المخرجين بـ «ماما في القسم»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مَن يقومون بالإخراج يتحملون مسؤولية العمل الفني كاملة، وحين تُنسب المسؤولية إلى سيدة يكون الأمر صعبًا، لكن قليلات من المخرجات مَن استطعن تثبيت الأقدام في هذا المجال، ومن بينهن المخرجة رباب حسين التي قدمت العديد من الأعمال التليفزيونية التي حققت نجاحًا كبيرًا منها «الليل وآخره».

«حضرة المتهم أبي»، والتي تصور ـ حاليًا - مسلسل «ماما في القسم».. «الحواس الخمس» التقت المخرجة رباب حسين متحدثة عن العمل الإخراجي بالنسبة للمرأة وذكرياتها مع زوجها، المخرج الراحل أحمد توفيق..تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج إلا أنها لم تعمل في المسرح وعن هذا الامرتقول رباب : كنت دائمًا في المقدمة بين زميلاتي في التمثيل، وكان أساتذتي في المعهد يدعونني إلى العمل في المسرح، لكنني فضّلت الإخراج، فعملت مع زوجي المخرج الراحل أحمد توفيق؛ حيث كنت مساعدة له، وبعد ذلك أصبحت مخرجة تليفزيونية.وتضيف : منذ الصغر أحب الوسط الفني وأتابعه، كما أنني كنت أقرأ كثيرًا للعديد من الكُتّاب، وكانت مكافأتي من والدي غالبًا ما تكون كتابًا أو مشاهدة فيلم في السينما، ومن هنا تعلقت بهذا المجال خاصة بعد ظهور التليفزيون ووجوده في منزلنا، وفورًا أخذت أوراقي وقدمتها في المعهد لدراسة أي شيء له علاقة بالفن.

وقررت أن أتقدم إلى قسم النقد، لكن فوجئت أنه أصبح كامل العدد، وكانت هناك أقسام أخرى مثل الديكور، لكنني صممت على دخول قسم التمثيل، وحين اختبروني قرأت أبوابًا من الشعر وبإحساس عالٍ جدًا، ونجحت في الاختبار ولم تكن عندي أي خبرة سابقة، ما دفع أساتذتي للدهشة، وبالفعل دخلت المعهد.وتصف عملها مع المخرج الراحل أحمد توفيق بقولها : كان يعطيني مساحة من المشاركة؛ حيث كان يقوم بإخراج المشاهد الخارجية وأقوم أنا بتنفيذ المشاهد الداخلية في البلاتوه، ولكن جاء ذلك بعد عامين من العمل معه واكتساب الخبرة، وقد أفادني كثيرًا في تعلم كيفية حركة الممثل، وأنه لا بد أن يكون لها أسبابها المنطقية، كذلك حركة الكاميرا ومتى وأين تتحرك حتى لا تأخذ عين المشاهد عن الحدث وعن الممثل وتعبيراته.وعن تجربتها في الكتابة تقول: كان هناك عمل نحضِّر له أنا وأحمد توفيق، وقد سافر أحمد في عمل آخر، وخلال التحضير تُوفي كاتب العمل وكانت هناك مشاهد لم تكتمل، فبدأت في قراءة العمل وإضافة بعض المشاهد عليه، وكانت أول مرة أكتب في حياتي، وكان المسلسل بطولة الفنان محمود مرسي وسناء جميل.

ومن خلال مخزون قراءتي وخبرتي الثقافية والفنية كُتب ما تبقى من العمل، وعندما قرأ الراحل محمود مرسي العمل قال لي: «مفيش أحلى من المكتوب ده»، وعندما عاد أحمد توفيق فوجئ بما كتبته، ومن هنا كتبت مسلسلاً آخر «عم حمزة» ولكنني توقفت بعد ذلك؛ لأنني أؤمن بالتخصص، وأنا تخصصي الإخراج، على الرغم من خبرتي في التمثيل والتأليف.

وترى رباب الجمع بين التأليف والإخراج أمرا غير مفيد، وتضيف : فمثلاً أكبر اسم لدينا في ذلك يوسف شاهين، ولكن عندما دمج الكتابة والإخراج معًا أصبحت هناك أشياء غير مفهومة في أعماله؛ لأنه من الضروري أن تكون هناك عين أخرى غير المخرج ترى العمل، كذلك لا بد من مناقشات دائمة بين المخرج والمؤلف حتى تكون هناك وجهات نظر مختلفة.

وعن فرصتها الاولى لدخول عالم الإخراج تقول : قدمت عدة سهرات تليفزيونية جيدة وكانت من بينها سهرة بطولة سهير البابلي، أبو بكر عزت، وصلاح السعدني، وكتبها جلال الغزالي، ونجحت خاصة أنها كانت عن حرب 1973، وكانت البداية الحقيقية عندما طلب مني الأستاذ يحيى العلمي، رئيس قطاع الإنتاج في ذلك الوقت، أن أقدم «ألف ليلة وليلة»، وقال لي: «أنا أتحدى بيكي، ولا بد أن تخرجيها».

وقد كتبها عبدالسلام أمين، وخضت التجربة وحصلت عنها على جائزة، وكانت بطولة لوسي، ماجد المصري، رشوان توفيق، ورامز جلال، بعدها قدمت سلسلة أعمال كتبها مجدي صابر وهي «المجهول»، «حرس الحدود»، و«يا ورد من يشتريك»، ومع الكاتب محمد جلال عبدالقوي قدمت «الليل وآخره» و«حضرة المتهم أبي».

ومع محمد صفاء عامر «حق مشروع»، ومع مصطفى محرم «قاتل بلا أجر»، وأخيرًا «ماما في القسم» مع يوسف معاطي والذي نستعد به لرمضان، ويعد تتويجًا لأعمالي السابقة؛ لأنني تواءمت فكريًا وفنيًا وثقافيًا مع المؤلف يوسف معاطي.

وحول ما يتردد بإن القيادة في العمل الفني لا بد أن تكون ذكورية تقول : بالفعل المهنة صعبة جدًا في البدايات، وخاصة أن أي امرأة تنشغل بأولادها في البداية فيكون من الصعب عليها أن تركز في العمل ومع الأسرة في آن واحد، لكنني حاولت تحقيق المعادلة الصعبة بأن أكون مع زوجي وأرعى أبنائي بشكل جيد، وركزت في تقديم عمل واحد فقط في العام، كما أن العمل ينتهي في 6 أشهر والنصف الثاني من العام يكون ملكًا للأسرة.

لكنني لا أنكر أن العمل الإخراجي صعب ومرهق وفي حاجة إلى تفرغ تام، وإلى حد كبير فهو عمل للرجال وليس لحواء، ليس من باب مهارة أو حسن قيادة للرجل لكن تتدخل ظروف المرأة ومسؤوليتها عن بيتها في قيادتها للعمل الفني، لكنني أحب المهنة وسأظل مستمرة فيها؛ لأنني لو ابتعدت عنها فستكون نهايتي..

وترد على التساول حول العلاقة مع مخرج مثل أحمد توفيق بانها صعبة رغم أنها ممتعة بان حبها لزوجها جعلها رغم رحيله تشعر دائمًا أنه معها في كل وقت وفي كل مكان، وتوضح اكثر : فدائمًا ما أتحدث إليه خاصة عندما تكون لدي مشكلة، فأجلس وكأني أتحدث معه وأحكي له عن المشكلة وكأنه موجود معي، وأعرف ماذا يقول لي في هذا الموقف.

لأننا كنا على درجة عالية من التوافق الروحي، فأتذكر أنني عندما أخرجت مسلسل «الليل وآخره» بكى وهو يشاهده، وقال لي: «مش مصدق»، فالمسلسل قد عُرض عليه ورفضه، لا لوجود ضعف في النص ولكنه رأى أن تنفيذه صعب؛ لذا كانت سعادته كبيرة بنجاحي.

وعن القضية الدائمة الخاصة بتدخل النجم في عمل المخرج تقول :هذه فعلاً أصبحت قضية خطيرة؛ لأن النجم حاليًا هو الذي يأتي بالمخرج بعد أن كان المخرج هو سيد العمل، فالمخرج لا بد أن يكون ذا شخصية قوية أمام الممثل، لكن أنا مع المناقشة المفيدة مع الممثل.

أما التدخل في عمل المخرج رغبة في السيطرة داخل البلاتوه أو التحكم في السيناريو فهذا أمر مرفوض، لكن بكل أسف وصلنا إلى درجة كبيرة من تنازل المخرج لصالح النجم، فإذا حدث خلاف بين المخرج والبطل في العمل، فالمخرج هو الذي سيتم تغييره، أما البطل سيبقى وهذه مصيبة أن يعيش المخرج والبطل في معركة دائمة.

وعن ما يتردد أن الفنانة سميرة أحمد تتدخل دائمًا في سيناريو مسلسل «ماما في القسم» الذي تخرجه تقول :

«هذه معلومة خاطئة، فمن الممكن أن تحدث مناقشات بيننا، فسميرة أحمد نجمة ومنتجة لكنها لا تتدخل في النص ولا داخل البلاتوه، فهي تلميذة مطيعة جدًا».

وكيف كان اختيارها لمسلسل «ماما في القسم» لدخول سباق رمضان 2010 به ترد بقولها: «عندما سمعت أن يوسف معاطي هو كاتب العمل سعدت جدًا وفضلت العمل على أعمال عديدة كانت معروضة عليَّ، فيوسف معاطي مختلف عن المؤلفين الذين عملت معهم.

كذلك فإن تقديم الدراما الاجتماعية بشكل كوميدي ساخر جذبني إلى العمل، وهذه أول مرة لي أقدم هذه النوعية؛ حيث يعرض السيناريو شخصية جادة لأم تتعامل باحترام شديد للقانون الذي لم يعد الجيل الجديد يقدره».

وحول مايثار عن تفوق الدراما السورية علي المصرية ترد بقولها: «مصر متقدمة رغم كل ما يُقال، وقد تكون الدراما السورية متفوقة في الدراما التاريخية، فأسباب النجاح متوفرة مثل وقوف الدولة وراء هذا العمل، إضافة إلى أماكن التصوير المفتوحة دائمًا.

كما تتوفر لديهم المجاميع الكبيرة من الجيش، لكنني أؤكد تفوق الدراما المصرية، لكن بها بعض المشاكل أهمها كثرة الأعمال دون غربلة أو تنقية فمن الممكن أن نقدم أعمالا ليست كثيرة لكنها جيدة، فأعمالنا زائدة عن الحاجة، ما يسبب «تُخمة» للمشاهد في رمضان».

Email