نقاش

هل تريد أن تنسى الماضي وتلغيه بممحاة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لماذا نريد مسح الماضي من عقولنا ونزيله من صندوق ذاكرتنا إلى هذا الحد، ماضينا سيئ وتعيس ويحمل لنا المآسي كلما ذكرناها. ولكن للأسف لا نستطيع مسحه والحمد الله أننا لا نستطيع أن نمسحه فتخيل أن تعيش بلا ماض بلا ذكريات مهما كانت هذه هي الذكريات حلوها أو مرها، فالإنسان الذي ليس له ماض ليس له حاضر.

فقد أكد العلماء أن الإنسان مهما حاول أن ينسى الماضي فالماضي موجود في مكان ماء في العقل الباطن لا يمكن إزالته مهما حولنا ان ننسى ولكن كل ما نفعله نحن مجرد تناس للماضي وأوهام أنفسنا بالنسيان والدليل على ذالك عندما يمر الإنسان بحادث خطير لا يفصل بينه وبين الموت سوى شعرة مثل الوقوع من اعلى الجبل أو من بناية أو حالة غرق او حادث مروع إلى آخر هذه هي الحوادث فانه بهذه الثواني يسترجع كل ماضيه وما حدث له منذ الصغر حتى لحظة وقوع الحادث.

وكأنه الوقت الذي قضاه في هذا الحادث لم يكون لثوان بل مضى عليه عدة ساعات.وهذا ما ثبته العالم عند قيامه بهذه التجربة التي تثبت بان العقل لا يمكن أن يزيل كل مامر به الإنسان وكل صوره شاهدها بحياته تظل مخزنة بعقله الباطن.

فقد قام العالم بإنشاء عمود حديدي يرتفع عن سطح الأرض عدة أمتار بما يعادل ارتفاع جبل أو ارتفاع عمارة بتسعة أو عشرة ادوار.

واحضر عدة أشخاص للاختبار بان يجعلهم يسقطون من أعلى العمود حتى الشبك المطاطي الذي يبعد عن الأرض بمتر واحد، وقام بوضع جهاز يقيس ذبذبات الدماغ ومدى تأثر السقوط على الدماغ.

اثبت انه الإنسان عند سقوطه يقوم الدماغ بإصدار ذبذبات تعمل على إصدار أوامر للمخزون البصري في الدماغ وبهذا يرى الإنسان شريط الذكريات الذي يحتوي على كل ما وقع عليه بصر الإنسان منذ الطفولة إلى لحظة السقوط ويرى العالم ان المدة التي سقط بها لم تدم سوى بضع ثوان ولكن عقل الإنسان يعمل ببط كما تشير له الأجهزة التي ترصد الذبذبات.

ولهذا يرى الإنسان بان سقوطه لم يكن لمدة ثوان بل كان لمدة ساعات اثر ما شاهدة أثناء السقوط. وبالتالي يثبت لنا انه مهما حولنا محو ذاكرتنا فانها ستظل باقية في عقولنا لا تمحيه السنين.

وعكس كل هذا عندما نرى الأشخاص الذين يعانون من حالات فقدان الذاكرة فإنهم يعانون وهم يحاولون أن يتذكرون ولو شيئا بسيطا من ماضيهم الذي يدل على شخصيتهم، من هم؟ من أهلهم؟ أين يعيشون؟ وماذا يعملون؟ ماذا يحبون؟ وماذا يكرهون؟ فهم يعيشون أتعس وأصعب اللحظات.

Email