ممثلة سينمائية بثوب مسرحي تحمل هم الواقع الجزائري

نوال مسوسة:«القطار الأخير» حملتني إلى عوالم النجومية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«لا يشبه المسرح الجزائري كل ما يقال عنه؛ فهناك ما يمكن الحديث عنه ضمن فضاءات الموهبة والحضور الاحترافي، الذي أسس لحضور عربي ودولي لهذا المسرح، وهناك تجارب ركيكة لا تنتمي للمشهد المسرحي الجزائري بالضرورة ، ولكن مما لا شك فيه أن المسرح الجزائري محسوب على المسارح الجادة في التوجه والتعاطي ضمن المسارح العربية الآن».

تلك كانت عبارات الفنانة الجزائرية نوال مسوسة في حديثها عن المسرح الجزائري والسينما التي قامت من خلالها بأدوار عدة في السنوات الخمس الماضية، مؤكدة أنها تنتمي إلى جيل جديد في تعاطيه مع تطوير الفن في المجتمع الجزائري.ومشيرة في الوقت ذاته إلى أهمية دور المسرح في تكريس الحالة المدنية وإرساء دعائم السلام والحب، لأن رسالة المسرح واضحة لا لبس فيها؛ فهي رسالة ثقافية وإنسانية على درجة عالية من التميز والأهمية في مجتمعات الكون كله.وتقول نوال إن مسرحية «القطار الأخير» التي قدمتها خلال العامين الماضيين عن نص الكاتب الهولندي كيم هاوشنج، وأعده الكاتبان احمد حمومي وبلكوري عبد القادر للعرض وأخرجها المخرج القدير يحيى بن عمار تعتبر أحد النماذج المتطورة للمسرح الجزائري الحديث الذي يجسد من خلال تجارب كثيرة المأساة التي تصيب الشارع العربي والجزائري عموما من خلال ما يمكن أن يسمى بحركة الإسقاطات على الواقع من خلال نصوص رمزية.والتي تقوم بها تلك العروض لافتة إلى جهود شبابية في هذا الاتجاه، ونوهت نوال إلى أن هذا العرض قدم ضمن مهرجان المسرح العربي الأول، والذي يعتبر احد اهم الفرص لتقديم مهرجان لائق بالمسرح العربي .

وحصلت نوال في هذا العرض على جائزة أفضل ممثلة في الأيام الوطنية للمسرح، كما فازت المسرحية بجائزة أفضل سينوغرافيا في المهرجان ذاته، وأشارت نوال إلى أن هذا العرض يعتبر من العروض المهمة التي قدمتها في المرحلة الماضية مع الأخذ في الحسبان أن حركة الاعتماد على نصوص أوروبية في العالم العربي أصبحت ظاهرة يجب التوقف عندها.

كما نوهت إلى قلة الكتاب وغياب الأفكار التي يستطيع المسرح من خلالها ان يكون مرآة تعكس حال المجتمعات العربية، وأشارت إلى أن تراجع حركة المسرح في العواصم العربية المركزية كدمشق والقاهرة وبغداد وازدهارها فقط بتونس يعكس إلى حد كبير تأثير غياب النص العربي عن المسارح.

وتأمل نوال في أن تتطور الدراما التلفزيونية الجزائرية، كما يحدث في سوريا ومصر؛ ففي تطورها عمل لكل الفنانين الجزائريين، إضافة الى انتقال الفنان الجزائري لمرحلة يتعرف من خلالها العرب على مشاكل الجزائر.

وشاركت نوال مسوسة في السينما الجزائرية في فيلم بعنوان «علي وعلي يدي وعلي ميديش»، وهو فيلم اجتماعي من التراث الشعبي للمخرج محمد حازورلي، وقد حاز هذا الفيلم على جائزة أفضل موسيقي في مهرجان الفن الذهبي، وترى نوال أن هذا الفيلم امتداد للدور الخاص الذي تسعى السينما الجزائرية إلى تحقيقه.

وتؤكد نوال الدور المهم الذي لعبته السينما الجزائرية كصوت عربي مهم حينما نال الأخضر حامينا جائزة السعفة الذهبية لمهرجان «كان» عام 1974 عن فيلم «وقائع سنوات الجمر».

منوهة بالجهود التي يبذلها الفنانون الجزائريون من أجل الارتقاء بالمفهوم الاحترافي للسينما، ولكن ربما أخر الجو السياسي العام الذي ساد بالجزائر لفترة طويلة من الزمن وجود فن المسرح والسينما بشكل أوسع في المجتمعات الجزائرية.

ولفتت نوال إلى أن حركة السنيما في الجزائر ليست قريبة من المشاهد الجزائري بقدر اقترابها من المهرجانات الدولية التي تسعى إلى ان تشارك بها، وبالتالي تعتبر هذه واحدة من مشكلات السينما الجزائرية، وربما المطلوب من هذه السينما في الفترة المقبلة أن تكون قريبة من الجمهور أكثر من أي وقت مضى.

صوت الجزائر في «كان»

استطاع محمد الأخضر حامينا نقل صوت الجزائر إلى العالم حينما قدم فيلم وقائع سنوات الجمر عام 1975 وحصل على سعفة «كان» الذهبية، كما لم يفعل فيلم عربي منذ تلك الأيام.

سخرية سوداء

محمد الحازورلي، احد المخرجين المخضرمين في الجزائر، عرفت أفلامه بسخريتها القاسية من الظواهر التي تنتشر في الجزائر، ويعتمد في تلك السخرية على مفهوم الضحك والكوميديا السوداء.

يحيى في القطار الأخير

يحيى بن عمار، أحد ألمع المخرجين في المسرح الجزائري، وقد عرفت مسرحيته «القطار الأخير» كأحد الأعمال ذات البعد المستقبلي التي تمثل الجزائر، وليحيى الكثير من الأعمال المسرحية الجزائرية.

دبي- جمال آدم

Email