يرى في الشارقة مركزاً ثقافياً إقليمياً

سعد الفرج يستنفر المسرحيين المحليين

ت + ت - الحجم الطبيعي

«كان خياري أن أعمل في المسرح، وكانت رغبتي أن أعيش الفن بكل حالاته. لم أكن خائفا من المجتمع، ولم تكن تعنيني إطلاقا التلميحات التي كانت تطلق من هنا وهناك.

كنا مجموعة شباب متحمسين للعمل في المسرح، وانطلقنا بحب في سماء المسرح، استطعنا مع مجموعة من أصدقاء الدرب أن نؤسس لما سمي لاحقا حركة فنية في الكويت».

كانت تلك الكلمات مفتاحا لحديث طويل قدمه الفنان الكويتي القدير سعد الفرج على هامش تكريمه في الشارقة كشخصية العام المسرحية للموسم المسرحي 2010، وقد اجتمع عشاق فنه وأعماله التي قدمها منذ نصف قرن، وحتى الآن.

ويشير الفرج إلى أن الشارقة مركز جذب ثقافي متنقل، وهي المدينة المحببة إلى قلبه، والتي يشعر فيها أنه في مدينة الإبداع والشعر والمسرح والرواية، وكل أنواع الثقافة، لافتا إلى أن وراء هذه النهضة الثقافية الاستثنائية في العالم العربي هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

وعبر فرج عن إعجابه بالنهضة المسرحية التي تعيشها الإمارات، والتي تعكس حالة تطور في علاقة الفنانين الإماراتيين مع مسارحهم، وطالبهم بمزيد من الالتزام بعروضهم المسرحية، وضرورة ايلاء المسرح الاهتمام والاجتهاد؛ فهو الملاذ الآمن للفن.

ويؤكد الفرج ان المسرحيات الثلاثين التي قدمها خلال تاريخه قد أسست لحضور مهم له في الساحة الخليجية والعربية، وأن كل ما يشار إلى تراجع دور المسرح في العالم العربي هو مجرد فرضيات أو بناء على حالات استثنائية لا تؤكد أن هناك كلاما دقيقا بحقه.

والدليل أن حركة المهرجانات مستمرة، وولادة أجيال مسرحية جديدة قائمة كل يوم في كل بلد عربي.

وقلل الفرج من أهمية الشائعات التي صدرت قبل فترة، والتي أشارت إلى موت رفيق دربه عبد الحسين عبد الرضا، حيث جرى تناقل هذه الشائعة بسرعة في الأوساط، مؤكدا أنه يتمتع بصحة جيدة، وأنه استغرب هذه الشائعات التي طالت عبد الرضا مرتين حتى الآن، متمنيا أن تتوقف عند هذا الحد.

وأشار الفنان القدير سعد الفرج إلى أن الفن في الكويت يحظى باهتمام الدولة منذ أكثر من نصف قرن، وأن كل الأجيال التي عملت في الفن المسرحي والتلفزيوني مدينة بشكل أو بآخر لجيل الرواد الذي استطاع أن يدعم حضور الفنان الكويتي، بمنتهى الحب والإحساس بالمسؤولية.

من صقر قريش إلى تورا بورا

الفرج حضور عربي وحنين إلى الماضي

منذ مسرحيته الأولى (صقر قريش) وحتى آخر أعماله التلفزيونية مسلسل (تورا بورا)، حقق سعد الفرج أحد أبرز الرواد المسرحيين في الكويت والخليج العربي حضورا خاصا له كفنان حاضر دائما في الشأن الفني، وثمة حنين واضح في نبرة حديث الفرج حينما يحكي عن أيام زمان.

ولربما كانت إجاباته وحديثه يؤكدان المقارنة بين الآن وأيام زمان، مؤكدا أن علاقته مع الجانب الأكاديمي قد ساعدته مساعدة كبيرة في تخطي الكثير من المشكلات التي كانت قائمة في مرحلة البدايات.

وجعلته يقبل على الفن بذهنية العالم بالشيء مما قاده للكتابة والإخراج والتأليف في المسرح والسينما والتلفزيون، ولكن أمام كل الامتيازات هناك مكان واحد يطرب له الفرج وهو الوقوف على خشبة المسرح ممثلا.

وتحدث سعد الفرج عن اتجاهه المبكر باتجاه خشبة المسرح، حيث كان هو والأطفال في قريته الصغيرة يجتمعون على شيخ دين يقص عليهم قصص عظماء التاريخ، ثم صاروا يتسلقون حائط سكن عمال شركة البترول ليشاهدوا الأفلام السينمائية التي كانت تعرض هناك.

ولما شب الفرج رحل إلى العاصمة ليعمل في مؤسسة الأشغال، وهناك التحق بالمدرسة الثانوية، وشارك في المعسكرات الكشفية التي تعرف فيها إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، فعرف فيه سمات الابداع مبكرا.

ولم يقف الفرج على الخشبة حتى جاء إلى الكويت الفنان الكبير زكي طليمات فكوّن فرقة مسرحية كان الفرج ضمنها، وفي سنة 1964 أصبح الفرج مديرا عاما لفرقة مسرحية أهلية، وكانت الدولة تنوي إيقاف نشاطها بحجة عدم وجود مردود.

واستطاع إنقاذ الفرقة عندما كتب مسرحية (عشت وشفت) عن القضية الفلسطينية التي لاقت نجاحاً باهراً، وعرضت لمدة 15 يوماً كانت القاعة فيها تغص بالمتفرجين، ومنذ ذلك الوقت بدأت مسيرته مع الكتابة المسرحية التي لم تتوقف إلى اليوم.

وتعتبر مسرحية (صقر قريش) الأب الشرعي لولادة الكثير من الاسماء المسرحية والفنية في الكويت والخليج العربي، وعنها يقول سعد الفرج إن تقديم هذه المسرحية يعتبر لحظة مفصلية وحاسمة في تاريخ المسرح الكويتي.

وفيها وقف للمرة الأولى على خشبة المسرح عام 1961 في ثانوية الشويخ من إخراج زكي طليمات وتأليف محمود تيمور، وقد شارك فيها كل من الفنانين: مريم الصالح، مريم الغضبان، عبدالله خريبط، عبد الوهاب سلطان، عبد الحسين عبد الرضا، عبد الرحمن الضويحي، حسين الصالح، خالد النفيسي، غانم الصالح وغيرهم.

الملك إكس

عام 1971 أرسل الفرج في بعثة إلى الولايات المتحدة الأميركية ودرس فيها حتى العام 1974، وحصل على البكالوريوس، وعلى دبلوم التمثيل والإخراج المسرحي.

وشارك كمساعد مخرج في مسرحية بعنوان «الملك اكس» للأطفال، التي قدِّمت عام 1973 في ولاية كاليفورنيا، وقد حصدت نجاحاً كبيراً ثم عرضت في لوس أنجلس.

درب الزلق

يعتبر مسلسل درب الزلق أحد ابرز المسلسلات التي انتشر من خلالها الفن الكويتي، والفنان القدير سعد الفرج بشراكته مع الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا.

جائزة العرب

كرمت جائزة الشارقة للإبداع المسرحي في دورتها الأولى الراحل سعد أردش من مصر، وكرمه صاحب السمو، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة في مقر (اليونسكو) بباريس.

أما الجائزة في الدورة الثانية قدمت لوزيرة الثقافة المغربية ثريا جبران 2008، فيما فازت الفنانة المسرحية نضال الأشقر من لبنان .

الشارقة- جمال آدم

Email