هوايات

السقاف يمتلك أصغر مخطوطة للقرآن في العالم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك هوايات تنشأ مع الانسان في مراحل ما من عمره لكنها تنتهي بتعدد الاهتمام وتغير السنوات، بينما تبقى هوايات أخرى متعلقة بصاحبها لا تتركه ولا يتركها، ومنها هواية الحاج أحمد السقاف الذي اهتم بجمع مخطوطات القران الكريم سنوات طوال حتى حصل على نماذج نادرة من المخطوطات تمثل ثروة معنوية ومادية له يعتني بها عنايته بأولاده، فالرجل الذي يعمل موظفا في إحدى مؤسسات الشارقة كان ينفق راتبه أحيانا من أجل الحصول على مخطوطة مميزة أو ترميمها، فضلا عن اهتمامه بالدراسات القرآنية التي جعلته يميز المخطوط النادر والمميز.

والحاج أحمد السقاف يتحدث عن تجربته مع المخطوطات بطريقة المحب لمقتنياته والعارف بقيمتها فيقول (لست جامع مخطوطات ولكني مهتم بها وقد لعبت المصادفة دورا كبيرا في حصولي على مخطوطات مميزة لا تقدر قيمتها بثمن، وكنت أبحث عن المخطوطات في أسفاري إذ انني سافرت إلى بلغاريا فحصلت على مخطوطات للقرآن الكريم بعضها محروق بسبب المشاكل السياسية في المنطقة آنذاك، وبعضها نسخ سليمة وقد بدأ هذا الاهتمام عندي منذ أكثر من ثلاثين عاما. حيث سافرت إلى دول كثيرة منها جيكسلوفاكيا وأذربيجان والمجر، والتقيت مجموعة من الأذربيجانيين في براغ عرفوا باهتمامي بالمخطوطات فأهدوني مخطوطة مميزة للقرآن الكريم.

ومقتنيات المخطوطات لدى السقاف تتميز باختلاف أحجامها إذ انه يمتلك مخطوطة يقول عنها انها الأصغر في العالم إذ يبلغ عرضها 2.% سم عرضا، وقد أتتني هدية من الهند وهي ليست نسخة مطبوعة وانما نسخة أصلية مصنوعة من رقاق الجلد ومكتوبة بخط اليد، كذلك حصلت على مخطوطة للقرآن الكريم، من جنوب اليمن عام 1984 وقد ساعدني مركز جمعة الماجد في ترميمها. حيث يبلغ عمرها أكثر من مئتي عام، ولدي مخطوطة يعود تاريخها إلى العصر المملوكي، وهي محفوظة عندي في البيت، إضافة إلى مخطوطات أخرى تختلف أعمارها وأحجامها، ومصادرها.

وقد فكرت مرة أن أعرف قيمة المخطوطة المادية فاتصلت بجهة مختصة بالمزادات في لندن وطلبوا مني إرسال المخطوطة إليهم، لكني تراجعت فمخطوطاتي قيمتها في حبي لها وفي تاريخها التي تحمله في ثناياها وليس في قيمتها المادية. ويتحدث السقاف عن أكبر مخطوطاته التي اقتناها ويفخر بوجودها عنده قائلا: هذه المخطوطة من المخطوطات النادرة عمرها حوالي خمسين عاما وهي مصنوعة من الجلد والقماش وميزتها في حجمها أذ يبلغ طولها حوالي مترين وعرضها حوالي 140 سم أما وزن المخطوطة فيبلغ 147 وقد كلفني شحنها حوالي 3000 دولار وقد اشتريته من القوقاز، كما حصلت على بعض المخطوطات من تركيا.

نسخ نادرة

اهتم أحمد السقاف بجمع مخطوطات ونسخ القرآن الكريم النادرة وهو يحتفظ بأول نسخة من القرآن الكريم على نفقة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمناسبة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

حيث أشار السقاف إلى أنه حصل على تلك النسخة التي طبعت في الأزهر الشريف من عمه القاضي محمد السقاف رحمه الله أول قاض في دبي، وهي من النسخ التي يعتز بها لقيمتها التاريخية ولارتباطها باحداث دولة عاش فيها أكثر من خمسة وثلاثين عاما منذ أن أتى من اليمن للعمل وتكوين حياة أسرية فيها.

السقاف يشير الى محافظته على مخطوطاته قائلا: احتفظ بتلك المخطوطات التي أعدها ثروتي في مكان مناسب بعيدا عن الرطوبة والطفيليات لأنها أعداء المخطوطات، وهذا الاهتمام يشترك به أبنائي معي لأنهم عرفوا قيمة تلك المخطوطات وأهمية المحافظة عليها من التلف ومن أي شيء يمكن أن يضر بها.

دبي - دلال جويد

Email