ملكة الرومانسية تفتح قلبها ل«الحواس الخمس»

مريم فخر الدين:مثلت «الشك القاتل» بساندويتش وزجاجة «كوكاكولا»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

برنسيسة السينما العربية مريم فخر الدين .رمز للرومانسية في زمن السينما الكلاسيكية ، اشتهرت ب«إنجي» بعد أدائها الساحر في «رد قلبي»، واحتلت لأكثر من خمسين عاما مكانة لم ينافسها فيها أحد، على الرغم من كثرة أحاديثها المثيرة للجدل والتي تحدث كثيرا من الصدمات وتثير علامات استفهام عديدة حول علاقتها بنجمات جيلها، وما إذا كانت هناك حروب خفية بينهن.

وعلى الرغم من أن رصيدها تجاوز 240 فيلماً تجاهلها الجيل الحالي تماماً، فساءت حالتها النفسية وشعرت بالغربة بين أبناء مهنتها، لكن تكريمها بمهرجان الإسكندرية أخيرا أعاد إليها قليلا من التفاؤل مرة أخرى.«الحواس الخمس» التقاها في حوار لا تنقصه الصراحة. فإلى التفاصيل.

سينما عيال... * لماذا هذه النظرة التشاؤمية.هل هي بسبب غيابك عن الأضواء في الفترة الأخيرة؟ ـ ليست نظرة تشاؤمية، إنها حقيقة الحياة، ثم عن أي أضواء تتحدث، أتقصد السينما الحالية التي لا تعدو أن تكون تهريج عيال. السينما التي تعتمد على من تخلع ملابسها وتجري وتتعرى يميناً ويساراً، الكل يرقص والكل يغني، ولا يوجد من يمثل والنتيجة أفلام ضعيفة وتافهة، صدقني حينما أشاهد قنوات الأفلام المختلفة- وهذا نادرا ما يحدث- لا أجد فيها فيلماً من الأفلام الحديثة يجذبني، وذلك على نقيض ما كنا نقدمه من أفلام فى العصر الذهبي للسينما في زمن البهوات والهوانم. * ما الفرق بين جيلك والجيل الحالي؟ ـ لا يوجد فرق لأنه لا توجد مقارنة أصلا، كنا جميعا نتكاتف من أجل فيلم ناجح نتعاون فيه بداية من أصغر عامل وحتى أكبر نجم والمخرج والمنتج، عبدالحليم مثلا كانت له أدوار، وفريد كانت له أدوار أخرى تتناغم معه، أنا كانت لي أدوار تكتب خصيصا لي، وكذلك الحال مع نادية لطفي، وفاتن، وشادية، وماجدة.

كان لكل منا أدوار تتناغم وتتناسب معه، لم نكن نتعارك أو نتشابك أو نترك العمل من أجل حفنة جنيهات، أما الآن فقد تحولت العملية 180 درجة وحادت عن المضمون وأصبح الجميع يريد ما في أيدي الآخرين. * أثار هجومك على عدد من فنانات الزمن الجميل استياء عدد كبير منهن ، الأمر الذي اعتبره البعض بمثابة تصفية حسابات قديمة بينكن؟ ـ لا توجد تصفية حسابات أو حروب من أي نوع، وأنا لم أهاجم أحدا.إنما تحدثت بصراحة فيما سئلت عنه، فكل إنسان منا بداخله أشياء جميلة وأخرى سيئة. وقد تعرضت بالفعل لمواقف ضعف بعض الزملاء، لكني لم أقصد في الوقت نفسه أن أدمر تاريخهم كما قال البعض، لكن للأسف (طوني خليفة) محاور استدرجني في الكلام ولم يراع تقدمي في السن، فاستخلص مني عددا من التصريحات النارية التي اعتبرها البعض هجوما عليهن.

لكن الحوار مع طوني خليفة كان مركزاً على شخص فاتن حمامة ، فهل علاقتك بها غير سوية؟بالعكس، أنا أكنّ لفاتن كل تقدير واحترام، وأعتبرها فنانة جميلة وكبيرة، ولا يمكن أن يختلف أحد عليها.كما أننا كنا يوماً قريبتين جداً بحكم أننا جيل واحد، كما أنها كانت «سلفتي» بحكم أنها تزوجت عزالدين ذوالفقار الشقيق الأكبر لأول أزواجى محمود ذوالفقار.

فتاة الغلاف

ماذا عن خزائن ذكرياتك لنتعرف أكثر إلى بداية مشوارك الفني.وموقف والديك من عملك بالفن؟قصة دخولي الفن جميلة للغاية، حيث ذهبت مع والدتي وشقيقي يوسف- رحمه الله- لمشاهدة فيلم «ذهب مع الريح»، ولاحظت أن كل ما يحدث تمثيل.

وأن من يموت فى هذا الفيلم يحيا في فيلم آخر، وفي إحدى المرات كنت أقوم بتصوير صور فوتوغرافية أنا ووالدتي في عيد ميلادي دون علم والدي، الذي كان يرفض تماماً التقاط أي صور بعد أن بلغت الثانية عشرة من عمري، وسألنا المصور عن الرغبة في إرسال نسخة من الصور لمسابقة فتاة غلاف مجلة فيلاإيماجلالا الفرنسية فوافقت أمي على مضض.

وبعد شهرين فوجئنا بخطاب بريدي به مبلغ مائتين وخمسين جنيهاً لفوزي بالمسابقة، وكانت مفاجأة جميلة لي وعلقة ساخنة لوالدتي.من هنا بدأت علاقتي تتوطد بأهل الفن.

وكيف نمت موهبة التمثيل لديك؟

عندما التحقت بالمدرسة الألمانية كنت أشارك في كل العروض الفنية التي تقيمها المدرسة، وكانت والدتي تشجعني وتحضر كل عروض الفرقة، وبمرور الوقت بدأ أبي يتنازل عن بعض غطرسته، وبدأ يتركني أنا وشقيقي يوسف نغلق باب الغرفة على أنفسنا ونتقمص الشخصيات التى نشاهدها في السينما.ومات أبي وأنا في الثامنة عشرة من عمري، فلم يعد أحد يعترض على عملي بالفن.

زواج مصلحة

وكيف كانت بدايتك الحقيقية؟

عندما كنت في السابعة عشرة من عمري تقدم لي محمود ذوالفقار للزواج ، كان يكبرني بـ 20 عاماً، إلا أنني أعدت حساباتى وقلت لنفسي إنه سيخلصني من السجن الذي وضعني فيه أبي، فوافقت على الفور حينما وجدت أنه لن يعترض على عملي.

إذن تعتبرين أنه زواج مصلحة؟

هذا صحيح تماما، هو كان يعتبرني وجها جديدا يضمه لأفلامه، وأنا كنت أعتبره منقذي من جبروت أبي وطريقي إلى الشهرة.وبصراحة لقد اختصر الطريق فلم أبدأ من البداية، بل من الوسط، حيث كان من الصعب أن أحقق ما حققته من نجاح وشهرة خلال هذه الفترة القصيرة.

فقد عملت مع شقيقه صلاح ذوالفقار عدداً كبيراً من الأفلام، أهمها «ملاك وشيطان» و «صلاح الدين الأيوبي»، وعملت مع شقيقه الآخر عزالدين ذوالفقار مجموعة من أفضل أفلامه، أهمها «رد قلبي».

وهل استطاع ذوالفقار أن يحتويك رغم فارق السن؟

كان زواجا والسلام، توقعت أن السعادة ستغمرني، خاصة بعد أن حرمني من الجلوس في الكوشة والزفة، واكتفى بسفرنا إلى لبنان لقضاء شهر العسل، وفوجئت بأنه بخيل جداً، حيث رفض منحي أي أجر نظير عملي في فيلم «الشك القاتل»؛ لأنه زوجي، وكان يكتفي بإعطائي ساندويتش وزجاجة مياه غازية.

يقال إن ملكة الرومانسية لم تعرف طعم الحب.. ما تعليقك؟

الحب لم أجده فى حياتي إلا عندما كان عمري 10 سنوات، رغم أن مشاعري وقتها كانت طفولية ليست ممزوجة بأي مصالح شخصية، حيث ارتبطت مع ابن الجيران الطالب بالثانوية بقصة حب وكنت أقابله باستمرار، وقد اشترى لي والدي حماماً زاجلاً ليشغلني به فبدأت أكتب الرسائل وأضعها في قدمه لتصل إليه، وهذه كانت قصة الحب الوحيدة في حياتي التي سأظل أذكرها حتى الموت.

حظي مع الزواج نحس

وماذا عن الزواج الثاني في حياة مريم فخرالدين؟

بعد طلاقي، أصبت بمشكلة في أذني، وذهبت لطبيب أجنبي يدعى «بلاستر»، وأكد لى أنني في حاجة إلى عملية جراحية وكان مساعده يدعى د. عبدالحميد الطويل، شعرت بأنه يهتم بي كثيراً، وبعد أن أجريت الجراحة بدأ يتردد عليّ من آن إلى آخر، وطلبني للزواج، فوافقت وسافرت معه إلى لندن ليحصل على الدكتوراه.

واكتشفت هناك أنه خائن، ومكثت معه 4 سنوات ثم طلبت الطلاق، وبعدها تعرفت إلى المطرب اللبناني فهد بلان بعد تأميم السينما، وأصبحت دون عمل ووجدت من فهد كل حب وتقدير واحترام، وفتح لى طرقاً كثيرة للعمل بلبنان وتزوجته بالفعل.

إلا أن ابنيّ محمد وإيمان لم يشعرا نحوه بأي عاطفة بل كانا يرفضانه بشدة، فاتفقت معه على الطلاق، ثم التقيت زوجي الرابع شريف الفضالي الذي كان يصغرني بـ 3 أعوام، حيث تعلق به ابناي جداً وظللت معه 20 عاماً حتى انفصلنا، بعد أن عانيت كثيرا من أنانيته.

تكنين كثيرا من الحب للراحل أنور وجدي ، ما السبب؟

الفنان الراحل أنور وجدي شاهد صورتي على غلاف مجلة تابعة لمؤسسة دار الهلال، فطرق بابي لطلبي للتمثيل، وكان رد والدي قاسياً للغاية، حيث قال له بالحرف الواحد «معندناش بنات فاضية للمسخرة دي» وقام بطرده.

وكانت المفاجأة التى أذهلتني حضور المخرج أحمد بدرخان لزيارتنا، حيث كان صديقاً لوالدي، وأحضر معه بعض الأوراق وهي سيناريو فيلم «ليلة غرام»، وفاجأ والدي بقوله «أنا عاوز مريم تمثل هذا السيناريو» فأحرج والدي الذي قال لي «سأوافق بشرط أن تمثلي هذا الفيلم فقط».

وكيف واصلت المشوار بعد ذلك؟

بعد أن انتهيت من فيلم «ليلة غرام» تم عرضه بدور السينما، وحقق نجاحاً باهراً، بعدها جاء محمود ذوالفقار إلى بيتنا يلح في طلبي لأداء دور آخر في فيلم جديد، قرر أبي أن يطلب منه مبلغاً كبيراً ليعجز عن دفعه ويتخلص من إلحاحه في الوقت نفسه، فطلب منه 3 آلاف جنيه واشترط عليه ألا أرقص وألا يتضمن قبلات أو أحضاناً أو مايوهات.وكانت المفاجأة موافقة ذوالفقار.

نفر من عذاب أزواجنا

ماذا عن علاقتك بفنانات جيلك؟

شادية كانت الأقرب إلى قلبي دائماً، وهذا لا يمنع حبي الشديد لفاتن حمامة، حيث كانت هناك سهرات نجتمع فيها عندما يسافر أزواجنا، نشوي الكباب على الفحم ونرقص ونضحك، وكأننا نفر من عذابنا مع أزواجنا ونعيش فترة مراهقة لم نعشها.

وما علاقتك بعمالقة الغناء؟

كانت ذكرياتي مع فريد وعبدالحليم لا تنسى، أكن لهما كل حب واحترام، حيث كان الاثنان فى منتهى الكرم والأدب معي، ففريد عندما طلبني لتقديم أول دور معه وكنت حاملاً رفضت بسبب ظروف الحمل، إلا أنه أصر على الانتظار حتى أضع المولود، وبالفعل قدمت معه هذا العمل، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأفلام التي لا تنسى.

Email