موسم ساخن جدا تنتظره السينما المصرية في إجازة نصف العام، وتأتي هذه السخونة بما تحمله أفلام الموسم من موضوعات اتسمت بالجرأة في المضمون والشكل دون أن يقترب منها مقص الرقيب كما كان يحدث في سنوات سابقة، الأمر الذي يتوقع معه البعض أن يكون هذا الموسم من أكثر المواسم جدلاً على الساحة السينمائية.
بقراءة سريعة في قصص الأفلام المقرر الدفع بها إلى دور العرض السينمائي خلال الفترة المقبلة، يبدو واضحاً أن الجنس وقضاياه كان القاسم المشترك في معظم هذه الأفلام، وعلى رأس القائمة يأتي فيلم «أحاسيس» الذي يبدأ عرضه في الأيام الأخيرة من يناير الجاري للمخرج هاني جرجس فوزي صاحب سلسلة الأفلام المثيرة للجدل، حيث يناقش الفيلم المشاكل الجنسية التي تعانيها الزوجات مع أزواجهن، كما يتطرق إلى الخيانة الزوجية والمشاكل التي تدفع الزوجة للخيانة..ويتضمن العمل مشاهد مثيرة تجمع بين أبطاله علا غانم ومروى وماريا وباسم السمرة على الفراش.. كما تشارك راندا البحيري بمشاهد ساخنة في سياق الفيلم.
جرأة مماثلة... وعلى القدر نفسه من الجرأة، يعرض فيلم «كلمني شكراً» للمخرج خالد يوسف والذي أثار انتقادات حادة بعد عرض «التايلر» الخاص به؛ حيث يتضمن عبارات خادشة للحياء وإيحاءات جنسية، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول الفنان عمرو عبدالجليل «إبراهيم توشكي»، الذي يمتلك محلاً للاتصالات ويعمل في عدة مهن أخرى، منها كومبارس سينمائي وعامل تركيب وصلات الدش، و«نوباتجي» في الأفراح الشعبية.. ويتضمن الفيلم عدداً من المشاهد الساخنة والمثيرة بين عمرو عبد الجليل وداليا إبراهيم، كما يرصد كواليس بنات الليل وبائعات الهوى اللاتي يمارسن الرذيلة في البارات والكباريهات.. فضلاً عن ذلك فالفيلم يتطرق إلى الوجه الآخر للتكنولوجيا وكيف يكون الإنترنت إحدى الوسائل لتسهيل ممارسة الدعارة.
قاطع شحن... الفيلم الثالث المنتظر عرضه على قائمة الأفلام المقرر عرضها هو فيلم «قاطع شحن» للمخرج أحمد فتحي غانم، ويشارك في البطولة عمر حسن يوسف، وشادي شامل، وياسمين الجيلاني، وتحدد يوم 3 فبراير المقبل موعداً للعرض، حيث تدور قصته حول تجارة وتهريب المخدرات بأحدث الطرق وكيفية جذب الشباب للإيقاع بهم في دائرة الحرمان، ولم يخل الفيلم أيضاً من المشاهد الجنسية والملابس الساخنة التي تجمع أبطاله كوسيلة جذب سريعة لشريحة كبيرة من الشباب المراهق. ومن الأفلام المقرر عرضها في الأسبوع الأول من فبراير، فيلم «عايشين اللحظة» لراندا البحيري وإيساف وياسر فرج وإيناس النجار وميار الغيطي ومن إخراج رأفت عثمان.. وتدور أحداثه في إطار اجتماعي من خلال مناقشة بعض المشاكل الاجتماعية التي طرأت على مجتمعنا الشرقي من خلال مجموعة من الشباب يحاولون التغلب على تلك المشاكل.
أما فيلم «الوتر» فقد تحدد عرضه في الأسبوع الأخير من فبراير والذي يعود به الفنان مصطفى شعبان للسينما منذ آخر عمل قام به وهو «جوبا» والذي لم يحقق نجاحاً كبيراً وتشاركه البطولة غادة عادل وأروى جودة وسوسن بدر، وتدور أحداثه حول ضابط شرطة يحقق في جريمة قتل.
كما يتناول العلاقة بين الأخوات خاصة في السن المتقاربة واللاتي يتنافسن على حب رجل واحد، وهو من تأليف محمد ناير وإخراج مجدي الهواري، وقد تأجل عرضه منذ عيد الأضحى بسبب تأخير عمل المونتاج.
النقاد متخوفون..
وفي تقييمه أفلام منتصف العام، رأى الناقد طارق الشناوي أن هذه الأفلام تصنف تحت مسمى أفلام الاستسهال وتفضيل المخرجين والمنتجين السير في اتجاه واحد دون البحث عن التميز والتفرد، فتدور كل الأفلام حول موضوع واحد حقق نجاحاً في وقت سابق، وهذه المشكلة أصبحت آفة السينما المصرية.
وأشار إلى أن هذا الموسم يشهد انطلاق موجة جديدة من السينما بدأت إرهاصاتها تلوح في الأفق قبل أن يلفظ العام الماضي أنفاسه الأخيرة، وتسعى الموجة الجديدة لكسر حاجز الصمت أمام القضايا الجنسية التي ظلت من المحرمات على الشاشة الفضية.
ويتوقع أن تتوارى بقية الموضوعات في خلفية المشهد السينمائي خلال الفترة المقبلة بعد ظهور أكثر من فيلم يتناول قضايا جنسية على نحو مباشر.. ويتخوف الشناوي من غزو المشاهد الساخنة للشاشة الفضية من جديد بعد أن وجد صناع الأفلام طريقاً لتحقيق أرباح هائلة من خلال تلك النوعيات حتى أصبحت الأفلام الجريئة لها مخرجوها ومنتجوها أيضاً.



