محمد رجب: لا أخشى المنافسة في ماراثون الدراما

محمد رجب: لا أخشى المنافسة في ماراثون الدراما

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انضمامه لقائمة الفنانين ذوي الأجور المرتفعة، بالإضافة إلى ارتدائه لجلباب «أدهم الشرقاوي» في رمضان جعل الكثيرين يضعونه في مقارنة، ربما تبدو غير عادلة، مع النجم الراحل عبدالله غيث الذي أدى نفس الدور قبل 20 عامًا في فيلم «أدهم الشرقاوي»؛ إلا أن محمد رجب الذي يتابع المشاهدون مسلسله طوال شهر رمضان اجتهد كثيرًا في أداء الشخصية ما يدعم قدرته على المنافسة رغم وجود عشرات الأعمال التي يتزامن عرضها مع «أدهم الشرقاوي».

في بداية حواره معنا، يسرد رجب ذكرياته وحكاياته مع الشرقاوي؛ فيقول: لا أخفي أنني كنت متخوفًا للغاية عندما عرض علي المخرج السوري باسل الخطيب أداء سيناريو «أدهم الشرقاوي» خوفًا من عقد مقارنة بينه وفيلم «أدهم الشرقاوي» للفنان الكبير عبدالله غيث.. لكن ما طمأنني أن مساحة الفيلم مختلفة تمامًا عن مساحة المسلسل، فالفيلم ركز على الجوانب الشخصية لأدهم الشرقاوي في إطار سينمائي محدد، أما المسلسل فيركز عليها بعمق، وهذا يبدو واضحًا للجمهور وهو يتابع العمل.. من ناحية أخرى لا أرى أي وجه لمقارنتي بالنجم الراحل عبدالله غيث فهو بمثابة أستاذ لي ولجيلي ولانزال نتعلم منه حتى وقتنا هذا.

قرار مصيري

المتابعون للعمل يرون جهدًا كبيرًا بذل فيه للخروج بهذا الشكل.. فكيف تم الاستعداد للعمل؟

تحضيري للعمل أرهقني جدًا؛ خاصة أنها أول خطوة لي في الدراما كبطولة مطلقة، وأعترف بأن ذلك لم يكن في حساباتي الفنية على الإطلاق،.

حيث إنه من الصعب على أي فنان سينمائي أن ينتقل إلى التليفزيون بسهولة لكونه يعتبر قرارًا مصيريا ويحتاج إلى دراسة متأنية.. لكن بعد أن وجدت أن كل الإغراءات تتوافر في هذا العمل الدرامي من حيث ثراء الشخصية، وقوة وجودة السيناريو.

بالإضافة إلى المخرج المتمكن الذي يتابع كل كبيرة وصغيرة ولا يتغاضى عن أي هفوة قبلت الدور، لاسيما أنه منذ صغري وأنا معجب بشخصية «أدهم الشرقاوي» باعتباره رمزًا من رموز المقاومة الشعبية والكفاح الوطني في مواجهة الاستعمار الإنجليزي.

هل شاهدت الفيلم الذي تناول نفس الشخصية قبل الدخول في التصوير؟

كنت مصرًا على مشاهدة الفيلم الذي قدمه الراحل عبدالله غيث، وأعترف لك بأنني شاهدته أكثر من 20 مرة، وفي كل مرة كنت أكتشف تعبيرات واتجاهات فنية مختلفة للشخصية.. فضلاً عن ذلك قمت بمذاكرة شخصية أدهم، وقرأت عنه الكثير للإلمام بحياته الشخصية.

أثارت الحلقات التي عرضت من المسلسل ردود فعل متباينة حول مبررات ودوافع الأفعال التي كان يقوم بها أدهم الشرقاوي، فما رؤيتك لشخصيته الحقيقة؟

اعترف أن شخصية «أدهم الشرقاوي» تشكل لغزًا كبيرًا ومحيرًا حتى بعد موته.. فلا توجد لها ملامح واضحة ومحددة في أذهان الناس؛ بل مجرد حواديت وحكايات يتناقلها البعض.. لكن من وجهة نظري أعتبر أدهم شخصية غير عادية يمثل ملحمة شعبية أسطورية زاخرة بالمواقف النضالية والوطنية ضد جبروت وظلم الإقطاع وبطش الإنجليز بطريقة غير تقليدية في التنكر من أجل استرداد حقوق الفلاحين.

قلق ومرعوب

في رمضان من كل عام تتعرض مسلسلات السيرة الذاتية للهجوم.. ألم يقلقك هذا؟

أعترف لك بأنه لو عرض علي أي مسلسل آخر غير «أدهم الشرقاوي» لرفضتُ تقديمه.. ولكن شخصية «أدهم الشرقاوي» تختلف عن الشخصيات الأخرى؛ فهي شخصية مليئة بالأسرار، ولا توجد ملامح لها في أذهان الناس.

وبالتالي فالعمل يقدم ما لا نعرفه عن هذه الشخصية التي تجيد التحدث بالعديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية واليونانية والإيطالية والتركية، وذلك لحبك الحيل التي تساعده في تنفيذ خططه لاستعادة حقوق الغلابة المظلومين..

هل لاتزال قلقاً رغم ردود الفعل الإيجابية مع متابعة المشاهدين للحلقات التي عرضت من العمل؟

لا أنكر أنني قلقٌ بل مرعوب، لكن ما يخفف عني هذا القلق هو السيناريو الجيد الذي كتبه المؤلف محمد الغيطي حيث برع في كتابة العمل بشكل مختلف تمامًا عن الذي قدمه الفنان القدير عبدالله غيث.

وألقى خلال المسلسل الضوء على جوانب لم يتم التطرق إليها من قبل؛ يضاف إلى ذلك نجاح المخرج باسل الخطيب في سرد السير الذاتية في المسلسل المصري «ناصر»، أو السوري «نزار قباني» ما جعلني أطمئن بعض الشيء فيما يتعلق بأدهم الشرقاوي، وأتمنى لأن يكون رمضان من هذا العام نقطة انطلاقة حقيقية في مسيرتي الفنية.

أرفض الدوبلير

كيف كان العمل مع المخرج باسل الخطيب الذي أثبت كفاءة كبيرة في أعمال السير الذاتية؟

عبقرية باسل الخطيب سبقت سنه بمراحل، وأراه مخرجًا مبدعًا.. وبدا هذا واضحًا عندما خصصنا اجتماعات قبل بداية التصوير ناقشنا خلالها كل التفاصيل بدءًا من السيناريو حتى أدق تفاصيل الشخصيات المشاركة مثل دوللي شاهين، وميار الغيطي؛ ليظهر المسلسل بشكل يليق بشخصية «أدهم الشرقاوي».

هل نجاح تجربتك مع دوللي شاهين في فيلم «المشمهندس حسن» وراء اختيارك لها لتشاركك في «أدهم الشرقاوي»؟

من جانبي لم أرشح دوللي شاهين للقيام بالعمل، لكن اختارها المؤلف محمد الغيطي، وأعتبرها الأنسب للدور، خاصة أن ملامحها تشبه ملامح المصريات؛ فضلاً عن كونها فنانة موهوبة ومتطورة.

هل نشب خلاف بين «دوللي» وفريق عمل «أدهم الشرقاوي» بسبب وضع اسمها في التتر بعد نسرين الإمام وقررت الانسحاب أثناء التصوير؟

لم يحدث هذا مطلقًا، ولقد استنكرت ما نشرته بعض المواقع الإلكترونية عن هذا الخلاف بينها والشركة المنتجة، وما يؤكد ذلك أن دوللي نفسها نفت تلك الشائعات، وأكدت أن ترتيب الأسماء على تتر المسلسل لا يشغلها على الإطلاق، وأنها تضع تركيزها الكامل في تقديم دور جيد يتذكره الجمهور.

لاحظ الجمهور المتابع للعمل عدم استعانتك ب«دوبلير» لأداء المشاهد الخطيرة.. فما السبب؟

أرفض دائمًا في جميع أعمالي أداء «الدوبلير» في المشاهد الخطيرة حيث قمت في «أدهم الشرقاوي» بالقفز من فوق أسطح المنازل على حصان، والتعلق على جدرانها، والمشاركة مع أهل القرية في المعارك.

وكنت بالفعل أكثر إقناعًا ومصداقية، خاصة في المشاهد التي تشكل الغالبية العظمى من أحداث المسلسل سواء كانت مشاجرات أم معارك أم مطاردات.. ورغم تسبب ذلك في إصابتي بكدمات وجروح وآثار للضرب مازلت أشعر بآلامها؛ إلا أنني سعيدٌ جدًا للمصداقية التي يراها ويحكم عليها المشاهد بنفسه.

عبده موته

أثناء تصويرك لأدهم الشرقاوي نشب خلاف بينك والمنتج وائل عبدالله، إلى ماذا انتهى؟

وائل عبدالله أخي وصديقي، وأول من وقف بجانبي وقدمني خلال شاشات السينما، وأنا مرتبط معه بعقد يتضمن 3 أفلام انتهيت من اثنين، ويتبقى واحد فقط، سأبدأ تصويره خلال الفترة القادمة، وكل ما أشيع بيننا من خلاف كان بسبب تضارب المواعيد بعد تعاقدي على مسلسل «أدهم الشرقاوي»، وكان وائل مشغولاً آنذاك بتصوير فيلم مع الفنان أحمد عز.

القاهرة - دار الإعلام العربية

Email