أسواق

خان الخليلي.. يفتح أبوابه منذ العام 1400

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد سوق خان الخليلي التي تقع في أحد أحياء القاهرة القديمة من أعرق الأسواق في المنطقة العربية عامة، فلم يزر القاهرة سائح أو قادم وإلا كانت سوق خان الخليلي من أولى أولوياته في زيارته، خاصة في شهر رمضان الكريم.

هذه السوق العريقة يزيد عمرها على ال600 عام، وأهم ما يميزها مجاورتها لمسجد الحسين التي تمتد منه وحتى سوق الموسكي الشهيرة وتواجهها من الجانب الآخر سوق الغورية.. سوق خان الخليلي أنشأها الأمير «جهاركس الخليلي» كبير التجار في عصر السلطان برقوق العام 1400، وحاليًا أصبحت هذه السوق الشهيرة تفتح أبوابها للسائحين على مدار اليوم، وتعد مركزًا مهمًا للجذب السياحي.. بل قبلة للمصريين من مختلف محافظات مصر، وأكثر زوارها من السياح هم الأوروبيون والأجانب عامة الذين يبحثون عن التراث، ويهتمون باقتناء الأنتيكات الأثرية والتراثية، فيما يهتم العرب بالتمتع بالجو الروحاني العالي المستمد من عبق مسجد الحسين المجاور للسوق.

وتجدهم في شهر رمضان الكريم يحرصون على الإفطار في المطاعم المجاورة للسوق، وبعد الإفطار يجلسون على المقاهي المحيطة بسوق خان الخليلي يستمعون إلى الهواة الذين يقدمون الأغنيات الشرقية القديمة لأم كلثوم، عبدالوهاب، الكحلاوي، ويتناولون المشروبات الساخنة، ويدخنون الشيشة حتى موعد الإمساك.

عندما تطأ قدماك خان الخليلي تواجهك المشربيات التي تبقت من ذكريات الأحياء القديمة التي أصر ساكنوها على الاحتفاظ بها.. رافضين التعديلات الحديثة على مساكنهم، والتي أصبحت على أثرها المشربيات موضة قديمة.

وكذلك من الصعب عليك دخول السوق وأنت راكب سيارتك أو عبر سيارات الأجرة في تلك الأزقة الضيقة جدًا التي تشهد زحامًا كبيرًا أمام المحلات التي ترص على شوارع خان الخليلي، كما أنك لا بد أن تجد نفسك مضطرًا لإغراءات المقاهي المنتشرة بكثرة في تلك الأزقة، وعبارات الترحيب والترغيب التي تجعلك تستجيب بلا تردد لتناول المشروبات، أو تدخين الشيشة.

تهتم هذه السوق بأنواع من البضائع النادرة التي لن تجدها في الأسواق التي يصل عددها إلى أكثر من 38 سوقًا أنشئت أيام المماليك على محاور القاهرة المختلفة، وعند النظر إلى تلك الحوانيت الصغيرة، التي تتميز بأناقة العرض، تجد الذهب والفضة والماس وأوراق البردي، التي تعبر عن تاريخ قدماء المصريين، من خلال كتابات هيروغليفية وقصائد غزلية.

وقبل أن تدلف على ذلك الزقاق الضيق تلفت نظرك الملابس المزركشة وآلاف المسابح المنقوشة بأسماء الله الحسنى بشكل رائع، وأولئك الصبية وما يحملونه بين أيديهم من إبداعات المصريين المبهرة من المصابيح والسبح الصغيرة المصنوعة من خامات متعددة بعضها في شكل عقود بداخلها فصوص مملوءة بمياه ملونة، والتي يشترط الزائر قبل شرائها أن يكتب بداخلها اسمه أو اسم حبيبته.

وعندما تتجول لفترات طويلة داخل هذه السوق الكبيرة والمليئة بالإبداعات لن تجد مشقة في مواصلة التجوال؛ خاصة أنه بين كل محل وآخر من محلات خان الخليلي مقهى صغير تتوفر فيه كل احتياجات الزائر من الساخن والبارد.

ويمكنك استثمار فترة الراحة قبل مواصلتك لشراء احتياجاتك الأخرى في تناول ما تريده من مشروبات، أو التأمل في هذا العالم الخاص الذي يعبر بسهولة شديدة، وبأسلوب نادر عن التاريخ المصري القديم.

وفي ركن أنيق من السوق تجد محلات معدة بشكل رائع لبيع البضائع التي تجلب من سوريا، وتجاوره أسواق خاصة للأحجار الكريمة من المرجان والزمرد والفيروز، وأحجار هندية ويمنية وحبشية تجعل السائح مبهورًا بهذا العرض النادر.

ويلاحظ الزائر لخان الخليلي أن العرب يهتمون كثيرًا بشراء العطور على مختلف أنواعها العربية والأسيوية والأوروبية، منها عطور العنبر، والياسمين، والفل، وغيرها من العطور غير المألوفة، فتجدهم يتزاحمون حول العطور الزيتية الملمس، والمسك، وكذلك بعض العطور النادرة التي تستورد من السودان وبخور العود الذي يستورد من السعودية.

خدمة: دار الإعلام العربية

Email