أثار عرض الإعلان الخاص بفيلم «احكي يا شهرزاد» للمخرج يسري نصر الله، والمؤلف وحيد حامد استياء محبي الفنانة منى زكي بسبب مشهد يقبلها فيه بطل الفيلم الممثل حسن الرداد، موضحين سبب استنكارهم ورفضهم لأداء منى زكي أدوار الإغراء على الشاشة بأنها بالنسبة لهم من الممثلات اللاتي يقدمن سينما «نظيفة» تحافظ على حياء المشاهد؛ ما جعل منها نجمة محبوبة على مستوى الوطن العربي، فأطلق معجبو منى زكي موقعا خاصًا على شبكة الإنترنت داخل الموقع الاجتماعي «الفيس بوك» يطالبون منى بالابتعاد عن أداء هذه الأدوار، والعودة إلى تجسيد صورة البراءة والرومانسية الخالية من أي مشهد عاطفي مثير، ودعو أيضاً إلى مقاطعة الفيلم عند عرضه في دور العرض.
وهناك فريق آخر مضاد لهذا الرأي حمل شعار مساندة منى زكي في فيلم «احكي يا شهرزاد» يطالبون فيه أيضاً بعدم التسرع في الحكم على الفيلم، وأن للفنان حرية اختيار الأدوار التي يقدمها على شاشة السينما إن تقبلها الجمهور أم لا، فاشتعل النقاش بين معجبي الفنانة الشابة حول الصورة المثالية التي عودتهم على تقديمها في براءة أدوارها الخالية من أي إثارة مبتذلة دون أن يدركوا أن للممثل الحق في خوض تجارب جديدة مهما كانت ملامحها؛ لأنه في المقام الأول ممثل مؤهل لأداء كل الأدوار، وليس واعظاً أو ملاكاً ينحصر دوره في المحافظة على الأخلاق وإرضاء غايات الجمهور. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يمتلك الجمهور حق تصنيف الفنان في زاوية ضيقة جدًا من إمكاناته الفنية كممثل لمجرد نجاحه في أداء أدوار معينة اكتسب بها شهرة ونجاحا كبيرا دون المساس بهذه النجومية، وهل يحق للمشاهد تصنيف النجم حسب ميوله الشخصية في إطار ثابت لا يمكن كسره لإرضاء الجمهور الذي يتنكر من «قبلة» في مشهد داخل فيلم سينمائي، وكأن السينما المصرية على مدار أكثر من مئة عام مضت خالية من تلك المشاهد الحميمية بين كبار النجوم الذين حظوا بشهرة وحب جماهيري كبير؟..
عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وفاتن حمامة وعمر الشريف وغيرهم من مبدعي الشاشة السينمائية تركوا ميراثًا فنيًا ومازالوا في قلوبنا؛ بالرغم من المشاهد الرومانسية التي قدموها في معظم أفلامهم وأثنى عليها الجمهور.
ويرى هؤلاء أن الفنان بشر ليس ملكية شخصية لأحد، والمبدع إنسان حر بطبعه، وإن لم يكن كذلك فلن يكون فنانًا متميزاً، ومنى زكي فنانة لا يمتلكها أحد، وممثلة حرة باختيارها لأدوارها، و من حقها أن تلعب كل الشخصيات دون تصنيفها داخل أي حيز ضيق قد يطيح بموهبتها الفنية، ومن حق الجمهور تقبل العمل أم لا؛ مع أن الجمهور نفسه مع الوقت يمل من تكرار أدوار النجم إن لم يجد الفنان مخرجًا للتجديد والتنويع فيما يقدمه. فهل نشطب دور الإغراء من خارطة السينما المصرية.
ونمنع القبلات في المشاهد، وتتحول دور العرض إلى مدارس تعطي دروسًا في الأخلاق والتربية الصحيحة والنظيفة، ونعدم كل تراثنا الفني منذ بداية صناعة السينما إلى الآن لمجرد أن هناك بعض المعجبين بفنانة ما رسموا لها صورة خيالية نمطية هي وفنها بريئة منها، ووضعوها على الحائط محذرين الاقتراب منها أو تشويه ملامحها التي أصبحت مثلاً حيًا يحاول تقليده الجيل الجديد؟.
تدور أحداث فيلم «احكي يا شهرزاد» حول مذيعة تجسد دورها منى زكي تقدم برنامجا يناقش أوضاع المرأة في مصر.
الفيلم بطولة منى زكي وحسن الرداد ومحمود حميدة وسوسن بدر ونسرين إمام ورحاب الجمل وناهد مدحت السباعي ومحمد رمضان والأردنية صبا مبارك وتأليف وحيد حامد وإخراج يسري نصر الله.