ديكور

السجاد اليدوي حرفة عريقة تعكس المهارات الفنية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد صناعة السجاد، من الصناعات الزاخرة بأسرار التكوين والتركيب، ولا يعرف تفاصيلها إلا عدد قليل من المهتمين بهذه الصناعة القديمة المتجددة. هذه الصناعة المشهورة بنقوشها وخيوطها المصنوعة من الصوف والحرير، وجديدة بطرازها ونماذجها العصرية وتداخل الألوان وتمازجها وخيوطها التركيبية وفنونها. ويعتقد الكثيرون من الناس البعيدين عن هذه الحرفة، أن صناعة السجاد تعد من الصناعات البسيطة والسهلة، نتيجة عدم درايتهم بطرق صناعتها وتعقيداتها التقنية والآلية.

وتعتبر صناعة النسيج من المهن البيئية التي يستخدم فيها الصوف النقي والطبيعي، والذي يعتمد في أغلب بلدان العالم على الخامات المحلية المتوفرة في كل بلد، حيث تتم صناعته وفق رسومات وصور ونقوش يبدع فيها الحرفي، فيصنع من خياله نسيجاً تجتمع فيه الألوان والصور. كما تعد هذه الصناعة من الحرف التقليدية القديمة والمرتبطة بحياة البداوة والرعي أولاً، ثم الزراعة، وهي حرفة عريقة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، ويشهد على ذلك علم الآثار والمتاحف العالمية التي تحمل على جدرانها صوراً ونماذج لتلك الصناعات. حيث يعد السجاد اليدوي من الأنشطة الاقتصادية ذات العائد الجيد، ويحتاج هذا النشاط إلى عمالة كثيفة ذات مهارات خاصة، وأن تبدأ عمليات التدريب من سنوات الطفولة لكي تكون السرعة في العمل أمراً معتاداً. وتحديد «الغرزة» من البديهيات، والجدير بالذكر أن كثيراً من مهارات هذه الصناعة متوارثة إلى حد كبير في نطاق بعد الأسر منذ آلاف السنين، كما أن النساء أكثر مهارة في التعامل مع السجاد الحريري من الرجال.

والسجاد اليدوي إضافة إلى جماليته، فإنه مشروع استثماري مربح، لأن السجادة تباع بأسعار كبيرة تفوق بكثير ما دونها من سجاد، لاسيما النادر منها لتصل إلى أرقام خيالية وتقام له مزادات علنية يحضرها أثرياء العالم والمتخصصون. وتستخدم العديد من المواد الخام في صناعة النسيج اليدوي منها الصوف والقطن والشعر والصوف المهيري والحرير، والنسج عبارة عن استخدام الخيوط أو الألياف مع بعضها، ويعد النسيج من الصناعات اليدوية القديمة والمتأصلة في مناطق مختلفة من العالم، وشكلت هذه الصناعة جزءاً كبيراً من واردات الدولة المنتجة لهذا النوع من السجاد والمعروف بارتفاع ثمنه ومنها إيران ومصر وتركيا، ويستخدم في صناعة النسج إضافة إلى إبرة التطريز، مكوك الحياكة، ودبوس مشبك إبرة التطريز، ودبوس شك، وصوف شمع، وخرز وبقايا قماش.

وتصميم السجادةألا الشرقية غالباً ما يحتوي على رسومات هندسية، كالمربعات والمثلثات والمعينات، وهو أبسط أنواع التصميم، وكذلك المزين بالنباتات وهو الأكثر طلباً ويتطلب حرفية أعلى، ومعظم الأشكال في هذه السجاجيد لشجر السرو والرمان واللوز والجوز والورود.

كما أن معظم السجاد الشرقي يصنع يدوياً، والمناطق المعروفة بإنتاجه في العالم هي الأناضول في تركيا، والقوقاز، والصين، وأفغانستان، وإيران، والمغرب العربي، ومصر، وسوريا، والهند. وهناك فروق بين ما ينتج في منطقة وأخرى، فالسجاد التركي يقوم بتصنيعه البدو والعمال المهرة في تركيا ويسمى السجاد الأناضولي.

أما السجاد القوقازي وهو من الأنواع الفاخرة أيضاً والمميز بألوانه الزرقاء والصفراء والخضراء، وأرقى أنواعه «السوماك»، المنتج على حدود بحر قزوين، وهو مزين هندسياً بإشكال معين أو مستطيل أو مثلث ويكثر فيه اللون الأزرق خاصة على أطراف السجادة.

وتعرف العقدة المستخدمة في السجاد التركي والقوقاز بالعقدة التركية، في حين يعتبر السجاد الإيراني من أهم وأغلى أنواع السجاد اليدوي على الإطلاق، والمشهور منه أنواع منها باختيار همزان، وأصفهان، وكرمان، وكاشان، وشيراز، وتبريز، ونلاحظ في الأسماء السابقة أنها مناطق إنتاج السجاد ولكل منها طراز معروف، حيث يمكن بنظرة واحدة من خبراء السجاد معرفة أصل البلد الإيراني المنتج له.

فمثلاً الكاشان يمتاز بوجود رسومات أغصان وزراف وطاووس، ويدخل فيه الكثير من الخيوط الحريرية، أما الشيرازي فيميزه وجود أشكال هندسية بدائية تتميز باللونين الطوبي والأحمر مع البيج الفاتح، فيما يمتلئ التبريزي برسوم الحيوانات الصغيرة وأوراق النباتات في وسط وأطراف السجادة، وقلما تستخدم في إيران المواد الكيماوية في صبغ السجاد، حيث يكثر استخدام الأصباغ الطبيعية النباتية باستثناء اللون الأحمر القرمزي الذي يأخذونه من البقة القرمزية الهندية.

أما السجاد الأفغاني فهو سجاد يتميز ببساطة التصميم وعدم البهرجة في الألوان، حيث لا يخرج عن ألوان الأحمر والأزرق والبيج، وأحياناً الأسود وهو المفضل للأوروبيين لما له من خيوط أفقية ورأسية بسيطة تناسب فرش بيوتهم.

ومن جانب آخر فقد سجل السجاد الشرقي والعربي قمة في التميز والأناقة برسوماته وتصميمه منذ القرن الحادي عشر تقريباً، واحتلت الأنسجة الوبرية مكانة مرموقة بين المنتجات المصدرة من الشرق إلى الغرب في الماضي والحاضر.

دبي - رشا عبدالمنعم

Email