فنون

المسرح.. بوابة واحة الراهب إلى الفن

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم انشغالها بالكتابة والإخراج، لا تخفي الفنانة السورية واحة الراهب عِشقها اليومي للمسرح الذي دخلت من خلاله بوابة الفن بمختلف تجلياته «مسرح-إذاعة- سينما- تلفزيون».

وتؤكد الراهب أن أدوار الشر التي أدتها كـ «زوينة» و«حاتيرة» وغيرها من أصعب الأدوار كونها «مركبة وتحتاج جهدا كبيرا»، دون أن تخفي سعادتها الكبيرة باعتماد فيلمها «رؤى حالمة» كأول فيلم عربي لصالح السينما اليابانية ليتم حفظه لأربعة قرون مقبلة.

«الحواس الخمس» التقى الراهب في دمشق وسألها عن تجربتها المسرحية الجديدة، فضلا عن الأعمال التي تقوم بالإعداد لها هذا العام.

ما أخبارك الجديدة؟

أنهيت قبل أيام كتابة سيناريو لفيلم سينمائي طويل، كما أنجزت سيناريو لفيلم خاص بالأطفال، وأقوم الآن بقراءة عدد من النصوص على صعيد الإخراج والتمثيل، ولكن أفضل عدم الحديث عنها الآن.

في السنوات الأخيرة أصبحت مقلة في مشاركتك بالأعمال الدرامية، ما السبب؟

هذا صحيح، والسبب انشغالي بالسينما التي تأخذ مني وقتا طويلا، فبعد أن أنجزت فيلم «رؤى حالمة» انشغلت بكتابة عدد من النصوص السينمائية، وترافق ذلك مع إنجازي لأهم مشروع في حياتي وهو ولادة ابنتي «ألمى» التي تأخذ أغلب وقتي هذه الأيام.

شاركت مؤخرا بمسرحية «عبلة وعنتر» بعد فترة انقطاع كبيرة عن المسرح، ما دواعي هذا الحنين المتأخر إلى المسرح؟

الحنين للمسرح لم يغادرني، لكني بعد مسرحية «لكع بن لكع» انشغلت بدراسة الفنون الجميلة.

كما أن العروض التي قُدمت لي لم تكن بمستوى الشخصية التي قدمتها في تلك المسرحية، ولكن شخصية «عبلة» تحمل تحديا كبيرا كونها تحتمل قراءات عدة وذات بُعد حداثوي يبتعد عن النمط الكلاسيكي الذي قدمت به سابقا.

وأود الإشارة هنا إلى أني أدين للمخرج وليد قوتلي الذي منحني دور البطولة في مسرحية «لكع بن لكع» عام 1983 وكانت المرة الأولى التي أمثل فيها وكنت حينها أدرس الفنون الجميلة ولا أفكر في التمثيل، ولكن أصر على أنني سأصبح ممثلة هامة في المستقبل.

قد يتساءل البعض: كيف استطعت الجمع بين عدد كبير من الفنون ؟تمثيلا وإخراجا- خلال مسيرتك الفنية الطويلة؟

الأمر بسيط جدا لأن الفنون جميعها مكملة لبعضها البعض، ولكني أفضل الإخراج لأنه يجمع الفنون كلها، كما أنه يستطيع تفجير كل طاقاتي الإبداعية، فمن خلاله أستطيع إنجاز لوحتي التشكيلية وتجسيد هوايتي بالكتابة، وأيضا من خلال إدارتي للممثل أرضي موهبة التمثيل لدي، وولعي بالموسيقى أجسده بإيقاع الفيلم والموسيقى المرافقة له.

لو نتحدث عن تجربتك السينمائية التوثيقة الوحيدة في كتاب «صورة المرأة في السينما السورية».

عموما هي ليست التجربة الوحيدة لأني أنجزت أيضا فيلما وثائقيا بعنوان «جداتنا» ونال برونزية مهرجان دمشق السينمائي. أما بخصوص الكتاب فقد بدأ كأطروحة لنيل درجة الماجستير بالسينما في فرنسا ومن ثم طورته ليطبع ككتاب، وهو يلخص رؤيتي لواقع المرأة السورية، ومن ثم صورتها الأفلام السينمائية في الفترة بين عامي 1963 و1984.

ما الفرق بين واحة الراهب الممثلة والمخرجة؟

أنا مقلة في التمثيل لأن أعتقد أن كل عمل سأقوم به يجب أن يحوي إضافة بسيطة وتنوّع، يعني لا أحب أن أكرر ذاتي، وكمخرجة أحتفي بالغنى الذي يقدمه الممثلون المشاركون معي، ولا أصادر حقهم في تقديم الشخصية الخاصة بهم، لذلك لا أحاول فرض نفسي على الممثلين، بل أدفعهم لتفجير الطاقات لديهم كي لا يكرروا أنفسهم.

لكن ألا توافقيني على أن المخرج يمسك خيوط العمل بشكل كامل بخلاف الممثل . هذا صحيح، أنا أحب الإخراج كثيرا وأحس أنه يمثلني أكثر من حيث أنني أقود كل خيوط اللعبة كما ذكرت، رغم أني لا أحب القيادة لأنها تتطلب منك الصرامة والحزم وأنا مسالمة بطبعي .

ولكن هذا ضروري، في الإخراج أنت مسؤول عن أفكار العمل ولا تستطيع كمخرج أن تتبنى عملا لا يمثل أفكارك، إضافة إلى الناحية الجمالية والفنية، أما في التمثيل فأنت ملزم بدورك وتحاسب عليه فقط.

دمشق - حسن سلمان

Email