كوميديا

ناجي خميس «كوميديان» الفن الإماراتي المحترف

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كان في الخامسة عشرة من عمره، وفي محيطه مع طلبة مدرسته، اعتاد وبمبادرات ذاتية أن يختبر بذور الموهبة الفنية لديه، ولم تكن محاولاته تلك تخرج عن إطار تقليد الشخصيات، وإقحام روح الفكاهة الكوميدية في ثنايا علاقته مع الآخرين، وفي تلك المرحلة أجاد إلى حد ما تقليد الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا، والمصري عادل إمام.

واليوم أتم الممثل الإماراتي الكوميدي ناجي خميس عشرات الأعمال الفنية الموزعة بين المسرح والدراما والسينما والإذاعة، وعلى مدار مشوار فني تواصل منذ 19 عاماً، أصر خميس على أن تظل روحه الفنية الفكاهية والكوميدية حاضرة في غالبية الأدوار التي شغلها كفنان إماراتي ذاع صيته، قبل أن تكون الكاميرا الخفية «إندوك أنت» تجربته الأولى بمشاركة الفنان الإماراتي محسن صالح، والتي عرضت في رمضان الماضي على شاشة دبي الفضائية.ناجي خميس أكد أن شخصيته تحتضر دوماً معاني النكتة والابتسامة والكوميديا، وهو بطبعه يهوى الفرح والتسلية، لذلك ارتبط وجهه عبر الشاشة بهذه القناعات التمثيلية، مشيراً إلى أنه يبقى بطبعه وبسلوكه اليومي «كوميديان» إلى أبعد حد، وذلك ما أهله لخوض عشرات الأدوار التمثيلية ضمن هذا المسمى.

وفي بداياته الفنية ظل ناجي خميس متمسكاً بالتقليد، وكان يجيد هذا الفن بنسبة كبيرة، وهو ما أهله بعد دخوله المجال الفني، وضمن مسلسل «شبابيك»، إلى تقليد شخصية ياسين في مسلسل «صح النوم» السوري مع دريد لحام، وبحسب ما جاءت به ردود الأفعال، فقد أجاد خميس أداء الدور إلى حد كبير.

وبالعودة إلى البداية، فقد أوضح الممثل الإماراتي ناجي خميس أن أولى تجاربه الفنية كانت في المدرسة، وحينها أنجز «سكيتش» في العام 1988، ومن بعدها شارك في «سكيتش» مسرحي آخر في عجمان، وكان في العام 1990، أما انطلاقته الفنية الفعلية، فكانت كما يجزم في العام 1993 في مسرحية «قبر الوالي»، وهي إخراج جمال مطر.

وإلى الآن أنجز خميس 16 مسرحية وما يقاربها من الإعمال الدرامية، وأعمال سينما وإذاعة عديدة، ومن الأعمال الدرامية التي تألق فيها ناحي: «قوم يا نايم»، و«سيف نشوان»، وأجزاء عدة من «حاير طاير»، ومسلسل «شبابيك»، إضافة إلى أعمال درامية وإذاعية وسينمائية أخرى عديدة.

وفي الشخصيات الرئيسية المختلفة التي جسدها خميس في الأعمال المسرحية والدرامية وحتى السينمائية، التزم نهجاً واحداً، وهو الشخصية الكوميدية، وكافة الأدوار التي حظي بها اسمه كانت في فحواها كوميدية مفرحة، أما الكاميرا الخفية «إندوك أنت»، فقد وافق على تأديتها الممثل ناجي خميس لاحتوائها على مقالب كوميدية، وردات فعل مضحكة للجمهور، وهي بمحتواها العام تتوافق وشخصية ناجي الكوميدية.

وأوضح الممثل الإماراتي ناجي خميس أن الإمارات تزخر بالكفاءات الفنية، لاسيما الشباب، مشيراً إلى الباب مفتوحاً للجميع كباراً وصغاراً، ولا توجد أية حواجز بين الفنانين مهما كانت الفجوة في أعمارهم، في حين أن مهرجان مسرح الشباب قدم فرصة كبيرة للفنانين الصغار، ولعل من أبرز الوجوه الفنية الشبابية المبدعة، مروان عبدالله صالح.

وتوجه خميس بالشكر الكبير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لدعمه وتكريمه للفنانين والمبدعين الإماراتيين، وتوجيهه بزيادة حجم إنتاج الدراما المحلية، وهو ما يبشر بمرحلة أكثر غزارة على صعيد العمل الفني الإماراتي.

وكما يرى الممثل ناجي خميس، فإن الدراما الإماراتية أضحت في تطور سريع جداً، والدليل أنها في سنوات معدودة صارت تنافس دولاً لها باع طويل في هذا المجال مثل الكويت.

واعتبر أن الأعمال الدرامية الخليجية تحتكم في نهاية المطاف إلى الكتاب الذين يرسمون رؤية العمل، ونظرة الحزن والبؤس التي صارت توسم الدراما الخليجية هم بالأصل رؤية واقعية لكاتب القصة، وقد تكون من واقع معاش.

وأكد أن المسرح الإماراتي وصل إلى العالمية، فمسرحية «ما كان لأحمد بن سليمان» للمخرج ناجي الحاي، عرضت في مهرجان «أوفنيون» في فرنسا كأول عمل مسرحي عربي، وهي نقلة نوعية تحسب للمسرح الإماراتي.

وأقر الممثل ناجي خميس أن للإمارات باعا طويلا على صعيد المسرح، لوجود أسماء كبيرة جاهدت ووصلت منذ سنوات طويلة، خلافاً للدراما التي لا تزال حديثة إلى حد ما، أما السينما فهي تعاني ليس إماراتياً وخليجياً وإنما عربياً.

الممثل ناجي خميس اختار لنفسه منذ البداية، الكوميديا كشخصية دائمة، وهو اليوم يستحق أن يحظى بمسمى «كوميديان الفن الإماراتي»، لكونه تألق في عشرات الأعمال، وأدى المهام الموكلة إليه من بوابة الدعابة، بحكم اقتناعه المطلق بأن الكوميديا شيء فطري، وهي ما ترافقه منذ مرحلة ما قبل الفن، أي أثناء الطفولة.

دبي ـ عنان كتانة

Email