حوار

حنان الفاضلي: الإضحاك فن صعب يتطلب موهبة حقيقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الممثلة حنان الفاضلي عُرفت منذ الطفولة بالدعابة، قبل أن تصبح الكوميدية الأولى في المغرب، والأكثر شهرة بين أفراد عائلتها الفنية التي يتعاطى أفرادها جميعا الفن، تمثيلا وإخراجا، لفتت هذه الفنانة الشابة الأنظار بخفة دم وطاقة للسخرية.

وهي لا تزال بعد مغمورة بفرح تألقها عبر برنامج الكاميرا لكم، حيث قدمت فيه عشرات الأدوار لشرائح اجتماعية مختلفة، بأسلوبها الكوميدي الذي عرفت به عند المشاهد المغربي، وظهرت به أكثر في مسلسل سوبر حادة وسلسلة حلقات فاش خدام وحنان شو التلفزيونية.

الحواس الخمس التقتها وحاورتها عن سبب اختيارها فن الإضحاك طريقا إلى الجمهور، وكيف استطاعت وبسرعة أن تحجز لنفسها مكانا متميزا في الساحة الفنية المغربية، وتغدو اسما يغذيها بالمفاجآت.

بداية، من هي حنان الفاضلي؟

فنانة مغربية من مواليد الدار البيضاء. نشأت في أسرة فنية. الأب عزيز الفاضلي ممثل معروف، وأخي الكبير عادل مخرج سينمائي، ورشدي الصغير فني إنارة وصوت وموسيقى، وغزلان، وهي آخر العنقود، ممثلة ذات حضور قوي وجرئ على خشبة المسرح وأمام الكاميرا.

حتى والدتي أعدها فنانة، فهي حين تكون في مناسبة عائلية تغني أغاني نعيمة سميح، وربما كانت ستبرع في ميدان الغناء لو لم يوقفها والدي.

بداياتي مع الفن، وتحديدا مع التقليد، تعود إلى مرحلة الطفولة، فمنذ أن كنت تلميذة صغيرة في المدرسة برعت في تقليد أساتذتي وأصدقائي، حتى وصفت بالتلميذة المشاغبة، وأذكر أنه في بداية كل عام كان أساتذتي يقولون لي إنك ستشبهين أباك ، وكنت كلما استطعت النجاح في تقليد صوت أو دور بإتقان زاد شغفي بهذا المجال وازدادت رغبتي في استكناه فضاءاته، وشيئا فشيئا بدأت أشعر أني احتل المواقع وألم بجوانب موهبتي.

كما كنت أقلد أفراد العائلة. والحقيقة، فإن أسرتي هي مدرستي في الفن، ونحن جميعا نتقاسم هذه الصفة، حيث توجه كل واحد منا إلى ميدان برع فيه في ما بعد.

وكان برنامج حنان شو هو الذي عرفني إلى الجمهور، بل يمكن أن أقول إن البرنامج عرف بي داخل المغرب وخارجه، وعندما ظهرت أول مرة كان ذلك من خلال تقليد بعض الوجوه الإعلامية المعروفة آنذاك، بعدها انتقلت إلى كوميديا المواقف، ثم عدت إلى التقليد مرة أخرى.

ألم تفكري في السينما؟

الفكاهة شيء والدراما شيء آخر. ورغم أن السينما حلمي وهو حلم كبير، لكنني حريصة على التمهل في خطواتي نحو هذا المجال، وأتمنى فعلا أن تكون أول تجربة سينمائية لي مع شقيقي المخرج عادل الفاضلي، فالسينما هي تجربة أخرى أسعى إلى خوض غمارها لأن من طبيعتي عدم الاقتصار على لون فني واحد قد يبعث الملل والإحساس بالروتين، كما أنني لا أرغب في أن ينظر إلي ككوميدية فقط لأنني ممثلة، واعتقد أن بإمكاني لعب مختلف الأدوار سواء كانت دراما أو كوميديا.

هل تجدين صعوبة في إضحاك الجمهور؟

في فن التقليد تكمن الصعوبة حينما يكون الفنان على المسرح، أي في تماس مباشر مع الجمهور بعيدا عن تقنيات الصورة والصورة التي يوفرها التلفزيون، ولا وجود للضحك المبتذل والكلمات الممجوجة وتعابير الوجه التي لا تؤدي إلى معنى أو غاية معينة، بل فن يعتمد على شخصية متعددة المواهب، حيث تأخذ الموضوعات والمواقف والرؤى أشكالا تصبح قابلة للسخرية والنقد اللاذع، عبر مشاهد ولوحات مضبوطة، كما أن من يقوم بهذا الفن يتميز بقوة الملاحظة والتتبع في تقمص الشخصيات .

ما هو أفضل عمل في مسارك الفني؟

افضل عمل كان حنان ديبارك الذي قدمته في باريس، حيث بلغت عروضه 70 عرضا، وقد نال استحسان الجمهور والصحافة الفرنسية.

أنت تكتبين لنفسك، لكن المضامين التي تتناولينها لا تخرج في الغالب عن تقليد وجوه فنية أو اجتماعية، ألم يحن الوقت لينفتح مجال السخرية ليشمل رجال السياسة؟

أنا أحب كثيرا هذا النوع من الفكاهة الذي يسعى ليكون أكثر قربا من المجتمع ليس فقط باستعمال اللغة والكلام ولكن بتقمص الشخصيات المغربية في وضعية معينة.

تعرف عليك الجمهور العربي عند مشاركتك في برنامج الوادي على قناة إل. بي. سي اللبنانية. ماذا تقولين عن هذه التجربة؟

كانت تجربة رائعة، علمتنا التحدي والصبر، لأنها بعيدة عن حياتنا المعتادة كفنانين، بحيث أننا كنا نستيقظ في الساعة السادسة صباحا، ونبدأ في العمل في المزرعة، والأهم بالنسبة لي هو التعارف بيننا كعرب، والحمد لله أقمت صداقات وطيدة مع المشاركين، وقد أدخلتني في تجربة أخرى لا تقل روعة هي مشاركتي في المسرحية الكويتية عصابة الوادي التي قامت فكرتها على البرنامج، وكانت المرة الأولى التي أشارك في عمل على مسرح خليجي، ومع فنانين من الكويت والبحرين وبعض المتسابقين من دول عربية أخرى.

الرباط ـ رضا السيد

Email