مسرح

«تياترو» قهار تحوز الإعجاب في «دمشق المسرحي»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حقق العرض المسرحي «تياترو» المأخود عن رواية فواز حداد بالعنوان ذاته ، حضورا فاعلا لدى عرضه على خشبة مسرح الحمراء ضمن فعاليات الدورة الـ 14 من مهرجان دمشق المسرحي. المسرحية من إخراج العراقي باسم قهار وإعداد مميز من قبل الكاتب وائل سعد الدين للرواية الأصل ، وفي العرض يتناول قهار مرحلة مهمة من تاريخ سوريا.

وعلى حد تعبير أحد النقاد فإن الامتلاء هو الإحساس الذي ينتاب المرء وهو خارج من متابعة عرض «تياترو» بأجوائه المشحونه وتفاصيله الكثيرة. يعتمد المخرج على توزيع متواز لمفردات الديكور على خشبة المسرح، وما يمكن تسميته «لعبة المستويات» لتبيان آلية تنفيذ الفعل الدرامي وفق محاور معدة له بحركة الممثلين وحبك تلك الحركة مع الأحداث .وبالتالي فإن ما يجري فوق المنصة التي بنيت على شكل درج له علاقة بشكل أو بآخر بما يجري تحت أو توازيا مع المستوى السفلي، والشخصيات في الأعلى لها علاقة وطيدة بمن هم في الأسفل، بل ربما كان المستوى في الأعلى لقطف نتائج الخيبة والانكسار الذي عاشته وتعيشه الشخصيات منذ بدء العمل.

وربما كانت حالة الإنكسار الاجتماعي والإنساني والسياسي تعبير عن حالة الانكسار الوطني التي عاشتها دمشق في تلك الفترة، في مرحلة امتداد الانقلابات العسكرية لفترة طويلة في تاريخ سوريا، العرض يتناول قصة فرقة مسرحية سورية تحاول تجسيد مستقبل سوريا في فترة نهاية الأربعينات، في عرض مسرحي يجمع معظم الشخصيات الوطنية والمرحلية التي مرت على دمشق ، ويبدو العمل بشخصياته وتفاصيل الأحداث فيه عملا صعبا للخوض فيه والحصول على نتائج بمثل هذا التميز الذي حصل عليه العمل.

وتابع الجمهور عرضا آخر يجري الحديث فيه عن تاريخ دمشق هو عرض «السمرمر» الذي يحكي فترة أسعد العظم والي دمشق أيام العثمانيين، وهو الذي تميز عهده بزيادة الضرائب، وكثرة المظالم وتدهور حال الرعية، وبالتالي وجد المخرج تامر العربيد الجو مواتيا لإعادة عرض هذه المسرحية التي سبق وأن قدمها قبل نحو عشر سنوات من الآن ، وفي كل مرة يقدم فيه العربيد هذا العرض يحرص على أن تكون الفرجة المسرحية جزء لا يتجزأ منه، وهو يضم حوالي العشرين ممثلا يحركهم بسرعة وبخفة ظل واضحة في العمل الذي استمر على مدار ساعتين.

وعلى الرغم من الحضور الهام الذي يشكله المخرج العراقي جواد الأسدي في الشارع السوري، إلا أن عرضه المسرحي الأحدث «أرامل على البسكليت» لم يكن بحجم العروض التي قدمها في السابق« مثل «الاغتصاب» و«مس جوليا»، وعلى حد تعبير أحد النقاد فإن مشكلة الأسدي تبرز في تقديمه عروض مسرحية من تأليفه هو، في الوقت الذي يبرع في تقديم نصوص الآخرين في تصورات إخراجية على درجة هامة من الحرفية .

وعلى الرغم من الشحن العاطفي الذي واجه به العرض جمهوره الدمشقي، وعلى الرغم من جرعات الكوميديا السوداء التي انتزعها الأسدي من ممثليه إلا أن العرض بدأ يسرد حكايات أبطاله في مرحلة متقدمة من حياتهم، وفي مرحلة متقدمة وصار يكرر نفسه وفقا لعلاقة الأرامل الثلاث مع الحدث الرئيسي والمتعلق بالذاكرة أو بالرجال الذين فارقوهم ، في الوقت الذي يلعب النص جيدا على حالة الموت التي تخفنها بمستويات مختلفة .

ولم يرحم العرض دخوله في مناطق محرمة واعتماده على مفردات فيها إسفاف واضح في خلق تواصل ما مع الجمهور إذ إن الإسفاف أمر والواقعية أو الاقتراب من نبض الشارع أمر آخر.. خمسة أيام على بداية فعاليات مهرجان دمشق المسرحي، ورغم هذا ما زال الجمهور هو بطل مختلف الفعاليات التي تجري سواء نظرية أو عربية، ويعتبر الجمهور حسب رأي مختلف الممثلين والمخرجين والعاملين في الحقل المسرحي العربي، هو بطل مهرجان دمشق المسرحي.

دمشق ـ جمال آدم

Email