أثارت تصريحات النحات والرسام التونسي المعروف زبير التركي جدلاً واسعاً في الوسط الثقافي والإعلامي التونسي، حيث اعترف هذا الأخير بأن التمثال الذي نحته قبل سنوات طويلة للعلامة عبد الرحمن بن خلدون مؤسس علم الاجتماع والمقام على أهم شارع في تونس وهو شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة التونسية ما هو إلا تمثال مزور.
إذ ان الوجه الذي يوجد في التمثال ما هو إلا وجه النحات زبير التركي وليس وجه العلامة ابن خلدون، وعلى الرغم من نفي التركي باستمرار لهذا الأمر إلا أنه اعترف بالأمر مؤخراً وصرح بأنه من حق كل مبدع أن يرى الأشياء بحسب منظوره الشخصي، إلا أن بعض النقاد كتبوا بأنه من حق زبير التركي أن يرى نفسه ابن خلدون هذا العصر لكن من حقنا أيضاً أن لا نرى في هذا النحات صورة لابن خلدون. وابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع ومؤرخ عربي مسلم قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى، وكتب الجزء الأول من مقدمته الشهيرة بقلعة أولاد سلامة بالجزائر، وعمل بالتدريس، في جامع الزيتونة بتونس وفي المغرب بجامع القرويين في فاس وبعدها في الجامع الأزهر بالقاهرة.
وفي المدرسة الظاهرية وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيها متميزا خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة. يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسس حديثه. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.
من أشهر كتبه كتاب بعنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ومقدمة ابن خلدون وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم.
تونس ـ ضحى السعفي