دراما

«التغريبة الفلسطينية» نموذج متميز تاريخياً ودرامياً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يلاحظ المتابعون للساحة الفنية في العالم العربي ندرة في الأعمال الدرامية التي تناولت القضية الفلسطينية، مقارنة بعدد لا بأس به من أعمال سينمائية تم تنفيذها في سوريا ولبنان وفلسطين والعديد من البلدان العربية الأخرى.

وفي السنوات الأخيرة، قدم عدد من الأعمال مثل «الاجتياح»، و«عائد إلى حيفا»، و«التغريبة الفلسطينية» وغيرها..وفي هذا السياق، تأخذ «التغريبة الفلسطينية» أبعاداً درامية أخرى ومتميزة العمل الأول من نوعه الذي يتناول تغلغل اليهود داخل البنية الاجتماعية الفلسطينية، وعملية تهجير الفلسطينيين.كما يسلط الضوء عن فترات متباينة لكفاح وصمود الشعب الفلسطيني. وكان المخرج حاتم علي قد علق على هذا العمل بالقول: «هذا المسلسل الذي لاقى النجاح والاحتفاء، بتميزه على الصعيدين التاريخي والدرامي، جاء متأخراً ونحن مقصرون تجاه هذه القضية، والتلفزيون عموما جهاز إعلامي خاضع للحكومات.

ومن هنا نرى أن الحديث عن فلسطين، يعتبر بمثابة المشي في حقل الألغام، ولابد من امتلاك الجرأة لتقديم هذا العمل والخوض في الأخطار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القضية الفلسطينية، لطالما كان يتم الدفع بها إلى الأماكن الخلفية، سواء عبر خلق أزمات أخرى في العراق أو السودان وفي غيرهما من البلدان العربية والإسلامية الأخرى أو عبر التقليل من أهميتها.

ويضيف علي: «هذا العمل هو محاولة لإعادة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من أنني لا أحب تحميل العمل التلفزيوني أكثر من طاقاته، إلا أنه محاولة لإعادة سرد هذه القضية على مسامع الشباب الذين لا يعرفون ما حدث في الماضي».

وإذا كان البعض ينادونه ب«احمد وأبو صالح» وهي الشخصية التي لقد قدمها في التغريبة، إلا أن الممثل جمال سليمان يقول: «إن التغريبة حفلت بشخصيات واقعية، فمثلاً أبو صالح رجل شهم ومناضل، ولكنه كان رافضاً لأشياء كثيرة كتعليم الفتاة وغيرها، وهنا أتى العمل بالواقع.

وعندما أشاهد التغريبة، أنسى أنني مثلت هذا العمل، فلقد ذكر عيوب المجتمع الفلسطيني بأسلوب نبيل ومحبب، فهو نقد ذاتي وتأكيد على أن لهذا الشعب حقاً، وأن هناك جريمة ارتكبت في حقه».

ويعلق سليمان حول الشخصية الواقعية والتاريخية قائلاً: «نحن كفنانين نقدم أعمالاً لشخصيات نحبهم ونظهرهم بصورة بعيدة عن الواقع، ولكن العمل التاريخي حوّل التاريخ بشخصياته إلى خرافة. ونتيجة لقرون طويلة من الهزائم والتردي، باتت هناك علاقة مرضية بتاريخنا نراه نقياً وعظيماً، وعموماً التاريخ كتلة من المتناقضات، وهذه حال العالم وليست فقط عندنا».

وفي معرض حديثه عن العمل، قال الفنان خالد تاجا: «نحن نشعر بأننا فلسطينيون، وعندما قدمنا هذا العمل، كنا نعمل بهذه الروح، وتابعنا الظروف نفسها إبان الغزو وعبر أماكن التصوير التي عشت فيها ساعات عصيبة.

ولكننا لم نشعر بالخوف أو الجوع أو القلق مثلما كانوا، ولم نتخيل كيف استطاع هذا الشعب أن يعيش هذه المأساة كل هذه السنوات، ولذلك فإن هذا الشعب يستحق أن نتناوله لتذكير الجيل الحالي، بحياة ومعاناة من سبقهم وخاصة الذين ولدوا خارج أرض الوطن.

و«إسرائيل» في النهاية ستزول من الوجود، وهذا القرار يمليه التاريخ، لأن «إسرائيل» ورم سرطاني في جسم العالم العربي، وعلاجه هو الاستئصال، وعلى كل إنسان أن يجاهد، فالفنان يقدم عملاً درامياً والرسام يقدم لوحة، وعلى الكل أن يجاهد في كل المستويات حتى نحرر أرضنا وأنفسنا».

أما الممثلة الأردنية جولييت عواد التي كانت الوجه النسائي الأبرز في التغريبة فتحدثت عن دورها بالقول: «المسلسل أعطاني فرصة لأن أمارس أمومتي التي لم أمارسها في الحياة، إذ انني أرى أن الأم الفلسطينية تقاتل وتحزن وتمرح، وأشعر أن بناءها الداخلي أقوى من الرجال، وكان علي أن أستوعب ذلك، وأقدمه على الشاشة، وفي الواقع أنا بالفعل أراها مقاومة بالدرجة الأولى، وهي دائمة العطاء والإنجاب».

دبي ـ جمال آدم

Email