رولا محمود: العري ليس إغراءً ولن أخلع ملابسي لأمثّل

رولا محمود: العري ليس إغراءً ولن أخلع ملابسي لأمثّل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هي تلك «المهووسة» بالفن، الغارقة في سعادة وحب بين أمواجه التي لا تهدأ، والعاشقة لعواصفه التي ترفع وتخفض قوارب البحارة، وتعبث بالسابحين الجدد فتغرق بعضهم وتكتب النجاة لآخرين.. وهى أيضاً نفسها التي أثارت الزوابع منذ ظهورها، فوضعها البعض ضمن خمسين نجمة هن الأكثر إثارة في تاريخ السينما المصرية، بينما وضعها آخرون في خانة الموهوبات، اللاتي يفعلن كل ما يطلبه الفن عن اقتناع تام...

إنها الفنانة الشابة الموهوبة «رولا محمود»، أو كما تحب أن تطلق على نفسها «السفروتة»، أجرت «الحواس الخمس» معها هذا الحوار، الذي بدأته بنبذة عن نفسها، قائلة: اسمي الحقيقي هو نفسه اسم الشهرة «رولا محمود»، تخرجت من كلية آداب إنجليزي، وأفخر أيضاً بأنني خريجة «فيكتوريا» مدرسة يوسف شاهين، وهذا لأنني كنت أقف على نفس المسرح الذي كان يقف عليه شاهين يوماً ما، فأنا أحب التمثيل جداً كما أحب الموسيقى، ولكن التمثيل أخذني من كل حاجة في الدنيا..

ماذا تعني بقول: «التمثيل أخذني من كل حاجة في الدنيا»؟ أخذني من حياتي كلها، فالممثل ليس له حياة مستقرة أو منتظمة، والاستقرار قد يكون مادياً أو اجتماعياً. هذا يعنى أنك غير مستقرة اجتماعياً. بالتأكيد غير مستقرة، فأنا محرومة من إجازات كان يمكن أن أستمتع بها أو أرتاح فيها مع العائلة، بالإضافة إلى أنه ممنوع أشياء كثيرة جداً على الممثل، فهناك أشياء كثيرة لا يستطيع فعلها أمام الناس، فلا أستطيع مثلاً أن أكل سندوتش في الشارع، وإذا عملت كده ستلاحقني العيون، مثلما تلاحقني إذا دخلت محلاً وخاصة في الفترة الأخيرة، فالشهرة حتى وإن كانت بسيطة لها ثمن..

وماذا عن رولا الإنسانة؟

«رولا» الإنسانة معذبة بالفعل لأن حياتي لا تنفصل عن فني، فمثلاً عندما قدمت فيلم «كليفتي» مع المخرج «محمد خان»، استغرق إعداد هذا الفيلم 6 شهور، وكان يجب أن أتخن فيهم 10 كيلو غرامات ليتناسب شكلي والدور الذي أقدمه، وكان هذا صعب جداً، لأنني كنت قد أنهيت قبلها تصوير فيلم «معالي الوزير» وكان وزني قليلاً جداً وتصعب زيادته الزيادة المطلوبة في الوقت المطلوب، فاستطعت بصعوبة أن أزيد وزني 7 كيلو غرامات فقط، ولكنني أصبت بانزلاق غضروفي نتيجة زيادة الوزن في فترة وجيزة، وهى الزيادة التي لم يتحملها عمودي الفقري، وهذه قصة ضمن قصص كثيرة من المتاعب الصحية المترتبة على عملي..

وأثناء تصوير فيلم «مفيش غير كده» مع الفنانة نبيلة عبيد، حيث كنت أجسد دوراً رئيسياً في الفيلم وهو دور ابنة من بناتها، أصبت في حادث لم يمكنني من العمل لمدة ثلاثة شهور، ولم أكن أتمنى وقت وقوع هذا الحادث سوى استمرار تصوير الفيلم، ولكن لحسن حظي المشكلات الإنتاجية عطلت الفيلم قليلاً حتى استطعت أن أقف مرة أخرى، وخرجت من المستشفى بدون أي علاج طبيعي لأكمل مشاهدي، وكنت وقتها أخذ 5 حقن «كورتيزون» في أقدامي لتخديرها، حتى أستطيع أن أقف وأكمل عملي، فحياتي الشخصية والإنسانية مهمشة لصالح عملي، وكل هذا يؤثر على رولا الإنسانة..

ما الذي تقبلين وترفضين تقديمه في التمثيل؟

في الأول والآخر أنا ممثلة، وإذا شاهدت فيلم «كليفتي» ستجد أنني ظهرت بلا ماكياج وكنت محجبة، ومن وجهوا إليّ الانتقاد في فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» عادوا ليعتذروا لي ويقولون: «إحنا ظلمناك.. أنت فعلاً ممثلة كويسة».. فليس هناك حد في الفن، وبالتأكيد لن أسمح لنفسي أن «أقلع هدومى لأمثل»، فأنا لم أفعل شيئاً فيما قدمته أكثر مما فعلت نجمات كبيرات في تاريخ السينما المصرية..

وهل تتبعين مسيرة الأخريات بلا تفكير؟

أنا لا أريد أتباع أحد، أو أن أشبه أحداً أو أن أقلد.. أنا فقط أتبع قلبي في التمثيل، فأنا «ببقى مبسوطة وأنا بأمثل»، ولا يوجد في «دماغي شيء»، وحتى عندما قدمت «مواطن ومخبر وحرامي» لم أكن أفكر في الإغراء، وعندما أطلعت على بعض من آراء الجمهور على أحد مواقع الانترنت، يومها ظللت أبكي وحبست نفسي في غرفتي بعيداً عن الجميع، لأنها كانت آراء قاسية إلى حد ما..

ولكنني فكرت بعد ذلك في أن هذه الآراء تخص «مديحة» الشخصية التي أديتها في الفيلم وليس «رولا»، وعندما سيرى الناس ما سأقدمه فيما بعد سيعرفون أنني أريد أن أمثل فعلاً، وليس أن أقدم نوعية معينة من الأدوار لمجرد الإغراء..

دعينا نقول أنك شخصية مبدعة.. فهل ترين أن مفهوم الإحساس والإبداع يتفق مع مفهوم الإغراء؟

بالطبع.. فالإغراء أبداً لم يكن عرياً، والعري ليس إغراءً.. فالإغراء إيحاء.. صوت.. نظرة عين.. الإغراء معايشة...

وطالما أنا ممثلة إذا كان هناك مشهد في صميم الدور به إغراء سأقدمه، وإذا كانت عشرة مشاهد سأقدمها طالما ستخدم الدور والشخصية التي أقدمها..

حتى وإن ترتب عليها هجوم قاس.

يا سيدي «ده أنا اتبهدلت» بعد فيلم «مواطن ومخبر وحرامي»، ولكنني وجدت الدكتور «رفيق الصبان» كتب عني كلاماً جيداً جداً، فبحثت عن رقم تليفونه لأشكره، فقال لي: «رولا هتتهاجمي، ولكن صدقيني في موجة أفلام بعد كده هتيجي ويبقى فيها مشاهد زي كده وهيقلدوك»..

وقد تندهش إذا قلت لك إن «السفروتة اللي أمامك» صورتها بعض وسائل الإعلام بأنها «صاحبة أجرأ مشهد إغراء في السينما المصرية المعاصرة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية»، وفى استطلاع رأي أجرته إحدى شركات الميديا حول أهم خمسين نجمة إغراء في السينما المصرية، وضعوا اسمي قبل «مريم فخر الدين» و«منة شلبي» و«ليلى علوي».. وكنت أتمنى أن يكون هذا الاستطلاع حول التمثيل والأداء وليس الشكل والإغراء، لأن الشكل أصبح سهلاً، ويمكن ببساطة إجراء عملية تجميل لمعالجة أي شيء، وللحصول على أي شكل.

في الصميم

الحب وفارس الأحلام

بعيداً عن الفن.. ما مفهوم الحب لديك؟

الحب كلمة ـ للأسف ـ كثير من الناس لا يعرف معناها، فالحب احتواء بين الطرفين قبل أي شيء، وقبلهما الفهم وليس التفاهم الذي قد ينشأ حتى بين الأصدقاء، وإذا كان الاحتواء والفهم من طرف واحد يصبح حباً ناقصاً..

هل جربت ذلك الحب الناقص من قبل؟

بالتأكيد كلنا مر بتجارب حب فاشلة، كان الحب فيها ناقصاً بلا فهم أو احتواء..

وما مواصفات فارس أحلامك ؟

أن يكون متفهماً لعملي لأنه جزء من كياني، فالسنوات القليلة التي عملت بها حققت خلالها اسماً ليس كبيراً، ولكنه بالنسبة لي غالٍ جداً، فهو ثمرة مجهودي وتعبي، ولن أستطيع أن أضحي بذلك مهما كانت الظروف، فالفن ليس رتبة أو وظيفة بالنسبة لي ولكنه جزء من كياني..

ماذا عن مواصفات فارس الأحلام الأخرى غير التفاهم؟

أن يكون صادقاً، فالصدق ينقص الكثيرين الآن وأصبح عملة نادرة، والصدق مع الأنثى يحتاج مهارة خاصة، والرجل ليكون صادقاً مع الأنثى يجب أن يكون رجلاً جداً بكل ما تحمله تلك الكلمة من معان.

الاسم: رولا محمود

خريجة: آداب قسم انجليزي

والدها: متوفى وكان يعمل طبيباً

أشهر أدوارها: فيلم «مواطن ومخبر وحرامي»

من أعمالها: «معالي الوزير» و«كليفتي» و«جاي في السريع»

ترى الشهرة: شهوة تسيطر على الفنان

أهم عيوبها: العصبية

حوار ـ أسامة عسل

Email