دراما

صباح عبيد .. نقيب لا يتقن الدبلوماسية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمر الحوار مع نقيب الفنانين السوريين صباح عبيد من دون أن يخلق أزمات على مستوى دويلات الفن المتفرقة في العالم العربي، تفوح من توصيفاته رائحة الحقيقة والتجني الشخصي، ولكنه يمضي سريعاً، فيما يريد أن يوصله، وما أكثر رسائله.

يدعي صباح عبيد أنه يسمي الأمور بمسمياتها، من دون أن يخشى في قول الحق لومة لائم. ويضيق المشهد لقول الحق في أكثر الأحيان، ويتسع في الوقت ذاته لتلقي العتب الذي يصل إلى درجة إغلاق الحواجز، وتبقى مقولات الحق من العجب العجاب التي تنازل الكثيرون عنها في زمن ما عاد يحب سماع الحق. يحاول صباح عبيد في حواراته أن يكون دبلوماسياً، ولكنه يفشل بعد عشر ثوان، كما أنه لا يدعي الحالة التي يظهر عليها في الاستنطاقات التي يتعرض لها ... ولذا تراه يقول: «أنا هكذا اقبلوني على حالي أو ارفضوني، ولأجل هذا تجد أن الكثير من الفنانين السوريين يخافون من لسانه لأنه يعرف التفاصيل الكثيرة عن معظمهم، ويسكتون على مضض لنقيب انتخب رسمياً من قبل زملائه.

يضحك من يحاوره كثيراً، وهو يستمع إلى مصطلحات تكتيكية وهجومية وعبارات من الأدب العالمي، حينما يعرض لحال فنان ما، يدهشه بكم قراءاته، وتنوعها، ويذهله بالمفردات التي تنم حقيقة عن سرعة بديهته والتقاطه التفاصيل، ولا تقل ردود أفعال المحاور عن ردود أفعال المشاهد. ويبدو أنه قاب قوسين أو أدنى كي يشكل نسقاً مخالفاً أو حالة عربية خاصة، بعد أن توالت ردود الأفعال على حواره ضمن برنامج «ضد التيار» على شاشة روتانا موسيقى الذي استضافه قبل أيام.

غريب أمر نقيب الفنانين السوريين فمعظم من سبقه جلس على كرسي النقابة، ومر دون أن يترك آثارا لافتة، بل ربما كان البعد الدبلوماسي هو ما يميز تفاعل الفنانين مع هذا المنصب، وبالتالي شكل صباح عبيد حالة غرائبية بكل معنى الكلمة، وهو يمنع أليسا وهيفاء وهبي من الغناء في سوريا، كما يصدر قوانين ناظمة لعلاقة النقابة مع المواهب الجديدة في مختلف المحافظات السورية، بالإضافة إلى ملاحقته لأصحاب الملاهي الليلية لدفع الضرائب المستحقة عليهم، وازدهار خزينة النقابة من عوائد المسلسلات الدرامية التي تقدم في سوريا.

غالباً لا يرد على الموبايل ..لأن الصحافيين لا يتركونه بحاله فهم يريدون مادة مثيرة على صفحاتهم، وهو لا مانع لديه لأنه سيقول ما يشفي ظمأهم.. وزيادة. لا يستطيع من يتحدث عن صباح عبيد أن يتجنب الحديث عن ميزاته وخصائله أو يغيبها من سجل هذا الرجل الذي لا يرد إنساناً طلب منه مساعدة أو قصده في أزمة.

وفي لحظة مكاشفة يقسم أنه لا يملك في جيبه أكثر من ثلاثة آلاف ليرة، وحينما يأتي إلى مقهى الشام مكان جلوسه اليومي المعتاد يكتظ حوله كثيرون ممن يريدون الاستماع إلى آخر أخبار النقابة، أو أن يعرفوا مشكلاته ومشاغله اليومية، وفي النهاية لا بد أن تستمع إلى قهقهات من حوله.

صباح عبيد لسان سليط لا يرحم في حالات الخطأ. وفي شريط أخبار امتد على مدار حلقة ضد التيار تمر عبارات تمجيد كثيرة وترحيب بأقواله التي جعلته صورة مطلوبة في زمن عربي ما عاد أحد يستطيع أن يقول الحقيقة أو يصرح عن أمر ما إلا بحسابات ضيقة. وربما لهذا ولأشياء كثيرة أخرى كان «الباشق» محبوباً من الكثيرين، وكل الرسائل التي توالت على البرنامج، كانت تشد على يده وتدعمه في مواقفه التي لم يحظ بها عميد أو نقيب عربي سابق.

صباح عبيد مجسداً شخصية «الباشق» في «الجوارح»

الجنسية: سوري

مواليد: 4/ 4/ 1955

البدايات: في المسرح

المنصب: نقيب الفنانين السوريين

أشهر أعماله: «الجوارح»

اللون المفضل: الأسود

العائلة: متزوج ولديه ولدان

دبي ـ جمال آدم

Email