أنواع كثيرة من السحر نسمع عنها، منها الأسود ومنها الأحمر، والملايين من ضعاف النفوس في العالم اليوم يصدقون بها، لكن أحدا لم يلتفت يوما إلى أقوى أنواع السحر وأروعها وهو (السحر الأبيض)، السحر الذي يعتمد على طاقة النور الصافية ليبدد بها كل غشاوة وكل ظلام في الصدور والعقول المريضة. وهذا السحر متاح للجميع وكل ما نحتاجه هو الالتفات إلى قوانينه البسيطة والبدء بممارسته في حياتنا ومن حولنا.
أول قانون في هذا السحر هو الإدراك بان النور هو أقوى من الظلام، وبإمكان كل إنسان أن يكون مصدرا للنور إذا ما طهر قلبه من الكراهية والحقد واليأس والمكر والخبث لأن هذه الصفات تتغذى وتستمد طاقتها من الظلام الذي يمكن أن يتبدد في لحظة واحدة في حضرة النور مهما كان بسيطا، وهو النور الذي يتغذى بالأمل والمحبة والنية على فعل الخير دائما.
الباب الأول في فن ممارسة هذا السحر هو الابتسامة البيضاء ، وبالإمكان تطوير هذه الابتسامة بجعل جميع حواسنا تبتسم أيضا.. أحد التمارين البسيطة في هذه اللعبة الجميلة هو أن تجلس لمدة دقيقة واحدة مبتسما للحياة بصدق، وأن تتخيل جميع أعضاء جسدك مبتسمة أيضا بداية من القلب ثم العقل ثم المعدة والساقين واليدين وهكذا إلى أن تشعر انك بكاملك عبارة عن ابتسامة ضخمة متحركة. .
ولادراك ضخامة هذا السحر لاحظ كيف تستطيع ابتسامة صادقة وبيضاء في وجه طفل أن تطفئ براكين الغضب والشر في نفس رجل هائج. انه النور مقابل الظلام. وهذه القوة البيضاء نحتاج أن نفهمها بعمق وأن نغلف بها سلوكنا ونظرتنا إلى الحياة.
الفهم الأعمق الذي نحتاجه لممارسة هذا السحر هو أن القلب مصدر القوة لدى الناس، والشخص الذي يترك قلبه مشحونا بالزعل والأحقاد وكراهية الآخرين سيتحول في النهاية إلى أن يصبح عدواً للنور والمحبة والأمل، ومع الأيام ربما يتحول إلى وحش ويصير ضحية نفسه.
من الممارسات الرائعة في فنون السحر الأبيض أن تخصص جزءا من يومك لمسامحة الآخرين مهما كانت درجة إساءتهم إليك، وهذا الفعل إنما هو تنظيف يومي لما يعلق في القلب من طاقات سلبية ومظلمة ينبغي التخلص منها يوميا لكي لا تفسد النور الحقيقي الذي زرعه الله في طبيعتنا الإنسانية عند الولادة.
إلى جانب الابتسامة البيضاء الدائمة والقلب الطاهر، هناك أيضا شرط مهم جدا هو النية على فعل الخير. الكثير من الأفعال التي نقوم بها قد لا تكون نتيجتها طيبة أو خيرة، هذا أمر وارد، لكن يكفي أن تسبقها النية على فعل الخير. وبعدها لا يهم كيف كانت النتيجة.
في السحر الأبيض ينبغي أيضا أن يكون كلامنا أبيض وخاليا من الدسيسة والنميمة والغمز واللمز، إننا بهذه الممارسات نسعى لكي نصبح كائنات بيضاء، وعندها لن تستطيع جميع أنواع السحر في العالم أن تؤثر بنا.
نحتاج إلى ثقافة بيضاء جديدة في علاقتنا مع الحياة، ومع الآخرين ومع أنفسنا.