أسد الشارقة

قصي منير: أنا لاعب مطيع ولا يزال لدي المزيد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استطاع اللاعب العراقي قصي منير أن يلفت الأنظار إليه من خلال أدائه الممتع ومستواه المتطور في الملاعب، فهو لاعب يسعى إلى التميز من خلال تطوير مهاراته الفنية وتعزيز لياقته البدنية في التدريبات المتواصلة.

وعلى الرغم من الظروف المعروفة التي يمرّ بها العراق، إلا أن قصي استطاع أن ينجح وبامتياز في الأندية الخليجية والعراقية التي لعب لصالحها. كما انه يتميز بحبه لمشاهدة الفرق العالمية وخاصة فرق الدوري الانجليزي لاكتساب الخبرات والتعرف على الطرق الحديثة في الأداء داخل الملعب، ومن تابع محترف الشارقة مع المنتخب العراقي بطل آسيا في بطولة الأمم الآسيوية 2007 يدرك بلا شك أن موهبة هذا اللاعب آخذة في التطور، وأن خبراته تتزايد، لذا فإن اختيار الشارقة له ليكون أحد أضلاع الثلاثي الأجنبي اختيار دقيق وسليم، ومن صفات قصي منير انه لاعب يلتزم بتوجيهات المدرب لأنه يدرك تماماً انه احد عناصر منظومة كاملة، ويعرف ان المنظومة لا تعمل بطاقتها القصوى إذا لم يلتزم كل عنصر بواجباته.

«البيان الرياضي» التقى هذا اللاعب المبدع في هذا الحوار:

* هل لنا أن نعرف بدايتك مع الكرة!

ـ البداية كانت مثل أي طفل في العالم يهوى لعب الكرة مع أقرانه واللعب في الفرق الشعبية كما يطلق عليها لدينا في العراق وفي باقي الدول يقال عليها «الحارة»، ثم كان فريق النفط أول ناد ألتحق به ولعبت في كل المراحل السنية به، ثم انتقلت إلى نادي الكرخ العراقي، وبعد ذلك الكاظمية ولعبت أيضا للصناعة والقوة الجوية.

ثم انتقلت إلى عالم الاحتراف وكان نادي الخور القطري محطتي الأولى، وانضممت بعد ذلك إلى نادي الحزم السعودي قبل أن أعود إلى الدوري العراقي من خلال فريق اربيل، ثم الشارقة أخيرا.

* في مشوارك محطات مهمة بلا شك ما أبرزها؟

ـ اعتقد أن محطاتي المهمة عندما لعبت لأول ناد بشكل رسمي، ثم أول مراحل الاحتراف في الدوري القطري وحققت الكأس مع الخور القطري ومع الغرافة ثالث الدوري بعد أن كنا مهددين بالهبوط، وما تخللها من بطولات وألقاب مع الفرق التي لعبت لها فقد أحرزت لقب الدوري مع اربيل، وأخيرا اهم محطاتي على الاطلاق هو المشاركة في كأس الامم الآسيوية والفوز بلقبها.

*وكيف وجدت فريق الشارقة؟!

ـ لا اخفي عليك أنني لست بغريب على اللعب في الأجواء الخليجية وسبق ان لعبت في قطر والسعودية كما أسلفت، واعتقد ان الأجواء الخليجية كلها متقاربة بعض الشيء، ولكن يجب ان أتوقف قليلا عند أول تجربة لي في الدوري الإماراتي مع الشارقة، فهي بالنسبة لي تجربة مثيرة وكنت امني النفس بها، وكنت اشعر ان الفرصة آتية وتحققت.

* أراك سعيداً بالمشاركة في الدوري الإماراتي!

ـ بلا شك، فأي لاعب عربي يتمنى أن يشارك في هذا الدوري القوي الذي يوجد به أفضل الإمكانيات واحدث أساليب تطبيق الاحتراف على الإطلاق، ويكفي أنني ضمن أفضل الفرق الخليجية على الإطلاق، فالشارقة صاحب اسم وتاريخ كبيرين.

* وما الفارق الذي وجدته بين الدوريين القطري والسعودي عن نظيريهما الإماراتي؟!

ـ اعتقد ان الدوري الإماراتي يتميز بنقاط عديدة منها عدم السماح سوى لثلاثة محترفين أجانب فقط في الدوري، وهو عدد ممتاز ويتيح الفرصة للمواطنين، وفي ظل الإمكانات العالية يمكن اكتشاف العديد من الخامات الجيدة بما يصب في صالح المنتخب الوطني.

وإذا تحدثنا عن الدوري القطري، فإنه بلا شك جيد ويضم العديد من الأجانب الا ان ذلك يؤثر بالسلب على اللاعب المواطن، والدوري السعودي هو الأقوى على الإطلاق بلا مجاملة سواء بفرقه القوية والتي على مستوى ثابت او جماهيره الغفيرة التي تملأ المدرجات، وله طعم مختلف وأتمنى ان يكون الدوري الإماراتي بنفس قوته، خاصة أنني لم أتعرف عليه حتى الآن بسبب التوقف بعد الأسبوع الأول.

* وهل اندمجت مع زملائك أم أن التأقلم لم يحدث بعد؟

ـ في البداية للأسف لم يكن هناك تأقلم وذلك بسبب عدم اشتراكي مع الفريق في فترة الإعداد الخارجية، وكانت تلك أفضل فترة يحدث فيها الاندماج، إلا أن تأخر موعد انطلاق الدوري وتوقف المسابقة وما يتخللها من تدريبات ومباريات ودية أصبح الاندماج واقعاً، وأصبحت احد أفراد عائلة الشارقة.

* عدم مشاركتك فترة الإعداد هل سيؤثر على مستواك؟

ـ في الحالات العادية كان من الممكن ان يؤثر علي بالسلب، لكن كوني قادما من بطولة الأمم الآسيوية فهذا عوض فترة الإعداد التي لم أشارك بها، وكنت خارجا من منافسات قوية، ولكن انا ارى ان أي لاعب جديد على أي فريق يكون في حاجه الى فترة اعداد، ولا اخفي ان ذلك اثر علي بعض الشيء ولكن المباريات الودية أعادت التوازن الى أدائي.

* المحترف الأجنبي دائما ما يحمل أعباء الفريق ألا تخشى ذلك؟!

ـ بداية عندما تحدث معي مسؤولو الشارقة للانضمام شعرت بسعادة وتحد في نفس الوقت، فكنت أتمنى اللعب في الدوري الإماراتي، ثانيا التحدي هو أنني على يقين بان أي محترف في أي دوري تكون عالية الأعباء كثيرة، ولابد وان يكون أفضل من الموجودين، مع كامل احترامي لزملائي في الفريق ولكن هذا هو معنى كلمة محترف داخل الملعب، لذلك انا لا أفكر في أي ضغوط او أعباء لأني دائما أسعى لأكون أفضل وأقوى مع فريقي.

ولكن أنا أرى ان المحترف ليس وحده هو المسؤول عن الفريق.

* كيف ؟!

ـ أحب أن أوضح ان أي لاعب في الفريق يجب ان يتحمل المسؤولية وليس المحترف وحده، لأننا نحمل اسم النادي على أكتافنا ومعه طموحات وآمال الجماهير، ولابد ان يسود الفريق روح الجماعة، فمن الممكن ان يكون المحترفون الثلاثة على أعلى مستوى، لكن باقي الفريق مستواه دون المأمول فلابد وان ينخفض الأداء وسيؤثر العدد الأكبر «مواطنين» على العدد الأقل لذلك أرى أن أي فريق عبارة عن مجموعة من اللاعبين يجب ان يكون التعامل بينهم على أساس الأسرة الواحدة.

* الوسط دائما رمانة ميزان الفريق .. فما دورك؟!

ـ أنا العب ارتكاز في الوسط، وأعتبر لاعبي هذا المركز من اللاعبين المظلومين في الملعب.

* ماذا تقصد؟!

اقصد أن يلعب للآخرين ولا يظهر جهده ودوره للجمهور ولا يعرف قدره سوى الخبراء والمدربين والإعلامي الواعي، فلاعب الارتكاز يكون خلف الكواليس، فهو يخدم باقي اللاعبين، ولا يكون بنفس نجومية صانع الألعاب تحت رأسي الحربة او المهاجم الهداف الذي دائما ما ينال الشهرة لدى الجماهير.

*واذا كان هذا المركز بكل تلك العيوب.. لماذا اخترته؟!

ـ من صغري وانا احب اللعب في وسط الملعب، وعموماً أنا لا اختار لكن كل المدربين الذين لعبت معهم وظفوني في مركز لاعب الارتكاز، وهناك من وظفني أحيانا في مركز الليبرو ولعبت مرة رأس حربة في الدوري العراقي خاصة وان الدوري قوي ولا يعترف الا باللعب الرجولي، فكان المدربون يحاولون استغلال قوة بنياني، وعموما انا من اللاعبين المطيعين للمدربين وأنفذ أوامرهم بالحرف، واعشق اللعب في الوسط.

* ما رأيك بتوقف مسابقة الدوري مؤقتاً؟

ـ اعتقد ان من أسوأ ما في أي دوري هو فترات التوقف، خاصة للفرق التي تنهي مبارياتها بفوز، فالفوز يولد فوزاً آخر، والمؤشر العام يكون في تصاعد مستمر، ويكون لديك الحافز ان تحصد مزيدا من النقاط، لكن التوقف مضر لكل الفرق، فالتوقفات تصيب المستويات بالتذبذب، وان كان هذا يخدم بعض الفرق غير المستقرة والتي تصحح أوضاعها، لكن الفرق المستقرة تصاب بانخفاض المستوى بلا شك.

* هل تعتقد كونك محترفاً بأن مكانك محجوز في الفريق؟!

ـ لا ارتكن أبدا إلى هذه النظرة في مشاركتي مع الفرق التي ارتدي قميصها، فأنا لا أوؤمن سوى بالجهد والعرق والعطاء حتى اضمن لنفسي مكاناً في التشكيل، خاصة في الشارقة فالوسط عامر باللاعبين الاكفاء امثال احمد ضياء وعبدالعزيز العنبري ومسعود شجاعي وخليفة المنصوري وغيرهم، لكن هناك منافسه قوية، وليس صحيح كوني محترفا فمكاني محجوز، فإجادتي في المران هي بوابة عبوري للمشاركة.

*وكيف ترى مستواك حتى الآن؟

ـ مازال لدي المزيد وسيظهر مستواي الحقيقي مع مزيد من التأقلم مع زملائي الذي اعتبر نفسي واحدا منهم وليس بغريب عليهم أبدا، فالشارقة يسحر، من ينضم إليه يندمج معهم كما لو كان تربى في هذا النادي العريق، وبشكل عام انا لا أقيم نفسي أبدا، واترك هذا للإعلام ومدربي والجمهور فقط.

* لكنك تملك صفات معينة!

ـ انا مقاتل واملك روحاً عالية ودائما ارفض الخسارة، والاهم أنا فرد في جماعة.

* هل تعتقد ان فوز العراق بكأس آسيا فتح الطريق امامك للاحتراف بالدوري الإماراتي؟!

ـ اولا قبل احترافي اعتقد أن فرحه شعب العراق بالبطولة لا تقدر بثمن، وأثبتنا اننا فريق صاحب طموح وإصرار بغض النظر عن الإمكانات التي لم تكن متوفرة لدينا على الإطلاق.

وبالنسبة لسؤالك اعتقد ان هذا الأمر ساهم بشكل كبير في فتح أبواب الاحتراف على مصراعيها، بعد الظروف الصعبة التي تعرضت لها قبل البطولة.

* أي ظروف ؟!

ـ لقد ابتعدت سنة كاملة عن الملاعب للإصابة بقطع في الرباط الصليبي وأنا مع فريق الحزم السعودي، وبعدها عدت الى فريق اربيل العراقي لانه لم يكن هناك أي مجال للاحتراف في الوقت الراهن بل وحرمتني من اللعب ضمن صفوف فريق ام صلال القطري، الى ان عدت مع كاس الامم الاسيوية ثم الى الشارقة، واعتقد انها كانت أصعب الفترات بالنسبة لي، ولولا إصراري ما عدت بنفس مستواي الأول وأفضل.

* وما طموحاتك مع الشارقة؟!

ـ اعتقد أنني مع كل فريق لعبت له أحرزت لقبا، فلا شك أنني أسعى للفوز ببطولة مع الشارقة، وطموحي ان يكون لي بطولة في سجلي مع الشارقة، وانا متفائل بذلك والفريق سيحقق البطولة بتكاتف اللاعبين ودعم الإدارة، ومؤازرة الجماهير.

* وماذا ينقص الشارقة للفوز بلقب أو بطولة؟!

ـ اعتقد ان الاصرار والروح القتالية هما سبيل الفريق للفوز بلقب، وأولا وأخيرا ان نلغي من أذهاننا أن هناك فريقا أفضل منا فلابد وان نشعر أننا الأقوى ونتعامل مع الجميع بقوة ولا نخشى مواجهة أي فريق ونضعه في حجم اكبر منه.

* علاقتك بفان دير ليم كيف تراها ؟!

ـ علاقة جيدة فهو مدرب واع ونكن له كل الاحترام والتقدير، وانا في الملعب مطيع للمدربين كما ذكرت لك من قبل، واعتقد ان الفريق سيكون له شأن مع هذا المدرب الجيد.

* ماذا تريد أن تقول لجمهور الشارقة؟

ـ أتمنى أن يساندوا الفريق على طول الخط وألا يتخلوا عنا، حتى لو حدث إخفاق لا قدر الله فلابد أن تكون المؤازرة على طول الخط، والكرة فيها كل شيء وأقول لهم انتظروا الشارقة هذا الموسم.

* هل تتمنى ان تحترف وتلعب؟

ـ أتمنى ان العب في الدوري الانجليزي حيث المتعة والإثارة والقوة، وتحديداً في مانشستر يونايتد الذي اعشقه وأشجعه منذ صغري.

* ما الأرقام التي تحب أن ترتديها؟

أتفاءل دائما بالأرقام، مثل 4 و وهو رقمي المفضل لأني ارتديه في المنتخب، و13 الذي لعبت به في اولمبياد اثينا، و24 هو الأقرب الى قلبي، ولكني ارتديت 29 لانشغال الرقم مع زميلي فايز جمعة.

* وما أحب الألقاب إلى قلبك؟

ـ الغزال الأسمر .. وانتظر ألقاب جمهور الشارقة.

حوار: محمد نبيل

تصوير: يونس يونس

Email