برعاية وحضور حمدان بن راشد

سباق «القفال» للسفن الشراعية ينطلق من جزيرة «الصير» اليوم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية وبحضور سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة ينطلق في السادسة من صباح اليوم سباق صير بونعير للسفن الشراعية 60 قدماً في نسخته السابعة عشرة والذي ينظمه سنوياً نادي دبي الدولي للرياضات البحرية. وكان سموه قد رفع الجائزة المالية للفائزين إلى 6 ملايين درهم تقديراً للمشاركين في الحدث.

ويُعد سباق القفال مهرجاناً تراثياً ينتظره بفارغ الصبر شباب الوطن الذين ارتبط أجدادهم وآباؤهم بهذا الموروث منذ سنوات ليست بالقصيرة والذي يحمل في طياته الكثير من المعاني. ويُنتظر أن يشهد سباق اليوم مشاركة ثلاثة آلاف بحار يحيون من خلاله ذكرى الماضي والأيام الخوالي ويجسِّدون التراث في أسمى وأرفع معانيه. وقد اقترب عدد السفن التي تم تسجيلها إلى المئة سفينة وهذا يؤكد الحرص الشديد على المشاركة في هذه التظاهرة البحرية. يُذكر أن سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم كان هو صاحب الفكرة التي خرجت إلى الوجود في عام 1991 والتي كان هدفها الأساسي تواصل الماضي بالحاضر، وبمعنى أوضح أن يقف الجيل الحالي على حياة الآباء والأجداد الذين ارتبطوا بالبحر منذ نعومة أظفارهم وكان هو مصدر رزقهم وملهمهم على مر العصور.

وقد استطاع سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم أن يصل برسالته إلى الغايات المنشودة وأن استمرار هذا السباق طوال السنوات الماضية يؤكد نجاحه وأيضاً النظرة الثاقبة لراعي الحدث، وأما خاتمة المطاف للسباق فيكون الميناء السياحي بدبي.وكان سباق «القفال» بمثابة مسك الختام بالنسبة لرحلة الغوص والصيد حيث كان الأهل ينتظرون ذويهم على أحر من الجمر بعد غياب يمتد لأشهر عدة. - حمدان بن راشد استقبل الأبطال: استقبل سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة راعي القفال وصاحب فكرته يوم أمس أبطال السباق المنصرم لصير بونعير في مجلسه في الفهيدي وحثهم على بذل المزيد من العطاءات والجهود من أجل إبقاء الرسالة التي تأتي من خلال سباق القفال حية في نفوسهم وترسيخها في نفوس الأجيال الصاعدة في الدولة.

جوائز مالية قيمة وكؤوس مميزة: رفع سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة الجوائز المالية لملحمة القفال التراثية للسفن الشراعية في النسخة السابعة عشرة من عمرها الى 6 ملايين درهم، مما يؤكد حرص سموه على دعم السباقات التراثية البحرية وخصوصاُ سباق الصير بونعير منها، كما ستكون بانتظار الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى كؤوس مميزة من اللون الذهبي للبطل والفضي للوصيف والبرونزي لصاحب المركز الثالث. - حضور إعلامي دولي في قلب الحدث: ستكون النسخة السابعة عشرة من سباق القفال «صير بو نعير» محطة مهمة عند وسائل الإعلام بمختلف فئاتها ومن مختلف دول العالم نظراً لما وصل إليه سباق القفال من نجاحات واستمرارية رائعة من أبناء الدولة جعلت من منافساته مهرجاناً شراعياً ندر وجوده في العالم.

وبالإضافة الى وسائل الإعلام العالمية ستكون قناة المشاهير دبي الرياضية على موعد جديد مع القفال وتعد في نسخته السابعة عشرة بالتميز في نقل وقائعه ونقل لقاءات البحارة والنواخذة قبل السباق ومن ثم نقل وقائع المؤتمر الصحفي السنوي لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة راعي الحدث بالإضافة الى الاستوديو المباشر الذي تعده من صبيحة يوم السباق وحتى ختامه. - 3 آلاف بحَّار يشاركون في الملحمة ويحيون ذكرى الماضي بالحاضر - 6 ملايين درهم جوائز الفائزين في النسخة 17 : نستطيع القول إن سباق «القفال» يبعث الحياة والضجيج في جزيرة صير بونعير الهادئة ويعيد لها الضجيج والحركة سنوياً بعد أن كانت تعيش في سكون وهدوء. وكان أعضاء اللجنة المنظمة قد وقفوا أول من أمس على كل الترتيبات والتجهيزات التي تمت طوال الأيام الماضية بعد أن غادروا الميناء السياحي على متن اليخت القفاي الذي حلّ بديلاً عن اليخت زعبيل الذي ارتبط طوال السنوات الماضية بهذه الرحلة.

ونودّ أن نشير إلى أن خط سير السباق في النسخة 17 يختلف عن المواسم الماضية حيث سيتم إجبار السفن على المرور على خط النهاية عند نقطة الكايد البحري ووضعت اللجنة المنظمة للسباق عوامتين برتقاليتي اللون لتمر السفن بينهما ومن ثم تتوجه إلى خط النهاية في الميناء السياحي.

«براق» تسطر اسمها

وتُعد السفينة «براق» هي الأكثر فوزاً حيث سبق ونالت اللقب أربع مرات وكانت البداية في عام 1994 بمعرفة النوخذة أحمد راشد مصبح الرميثي الذي سجل الثنائية في عام 1995 ليصبح أول النواخذة الذين نالوا شرف الفوز مرتين على التوالي كما تمكن من بعد النوخذة أحمد محمد راشد الرميثي في عامي 2001 و2002 من تحقيق الفوز الثاني على التوالي لتسجل السفينة «براق» رباعية في مسيرة القفال.

قوارب ثم سفن

وكما هو معروف فإن بداية سباقات صير بونعير كانت تُقام للقوارب الشراعية التراثية من فئة 43 قدماً في عام 1991 حيث استطاع قارب «العوير» لمالكه محمد الطاير والنوخذة إبراهيم علي محمد من تحقيق الفوز ليسجل اسمه كأول حامل لقب لسباق القفال. أما القارب «فارس» لمالكه ونوخذته عبيد سعيد الطاير فتمكن من نيل اللقب في النسخة الثانية عام 1992.

وفي السباق الثنائي الذي أقيم في عام 1993 للقوارب الشراعية فئة 43 قدماً والسفن الشراعية 60 قدماً استطاع القارب «الأزيب» لمالكه محمد خلفان الروم والنوخذة محمد حسن عبدالله من تحقيق اللقب في فئة 43 قدماً ونالت السفينة «منصور» للمالك والنوخذة راشد سعيد الطاير لقب أول المتوجين في فئة 60 قدماً.

تواصل التألق والإبداع

واستطاعت سفينة «براق» للمالك والنوخذة أحمد راشد مصبح الرميثي من نيل اللقب في موسمي 94 و1995 وحققت السفينة «سردال» لصاحب السمو رئيس الدولة اللقب مرتين على التوالي في عامي 96 و1997 بمعرفة النوخذة أحمد ثاني مرشد غنام الرميثي لتصبح بذلك السفينة الثانية بعد «براق» التي تنال اللقب في سباق «القفال» مرتين على التوالي.

وحققت السفينة «الجيون» للمالك والنوخذة أحمد حسن عبدالله اللقب في سباق عام 1998 واستطاعت السفينة «داس» للمالك والنوخذة سلطان أحمد سلطان غنوم الهاملي من الفوز في عام 1999. وتمكنت السفينة «الرائد» لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان من احتلال المركز الأول في عام 2000 مع النوخذة ماجد عتيق ماجد المهيري.

عودة ثنائية لـ «براق»

وسجلت السفينة «براق» للمالك مصبح راشد مصبح الفتان والنوخذة أحمد محمد راشد الرميثي ثنائية أخرى عندما نالت اللقب في عامي 2001 و2002. ونالت السفينة «الزير» للمالك خليفة عبدالله الهاملي والنوخذة محمد راشد بن شاهين اللقب في عام 2003 وتمكنت السفينة «غازي» للمالك عبدالله المسعود والنوخذة أحمد سعيد سالم الرميثي من تحقيق الفوز في عام 2004. وعادت السفينة «الزير» لتقبض على اللقب في عام 2005 مع محمد راشد بن شاهين ليسجل فوزه الثاني في «القفال» وفاز «غازي» باللقب في عام 2006 مع النوخذة أحمد سعيد سالم الرميثي.

توقعات بمنافسة ساخنة

ويُتوقع أن تشهد النسخة 17 لسباق القفال صراعاً قوياً ومثيراً بين المشاركين خاصة إذا كانت الأحوال الجوية مساعدة على ذلك. وأوضح سعيد حارب المدير التنفيذي لنادي دبي الدولي للرياضات البحرية أن المتسابقين من المنتظر أن يصلوا إلى خط النهاية في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم إذا لم يكن هناك هواء يساعد السفن، أما إذا حدث العكس وتغير الطقس وتحرك الهواء فمن المحتمل أن ينتهي السباق بعد منتصف نهار اليوم والعلم عندالله.

عبيد الطاير : القفال فرحة الجميع

عرف المجد مع القفال في بدايته ومرتين على التوالي وفاز بلقب النسختين الأولى والثانية وقت ما كانت المنافسة على لقبه تقام بالقوارب الشراعية التراثية من فئة 43 قدما، عرفه الجميع من أهل البحر بالبطل الأول والثاني وحسبوا له ألف حساب في السباقات البحرية منذ ذلك الوقت.يعرف الكثير عن البحر وتقلبات رياحه وكيفية التعامل معها كونه واحداً من أهل الإمارات الذين اتخذوا من البحر مصدراً للهواية والغوص في غمامه من أجل الاكتشاف فيه أكثر فأكثر.

هو عبيد سعيد الطاير البطل الأول لسباق القفال (صير بونعير) التظاهرة الأكبر على صعيد الشراعية التراثية التي انطلقت في العام 1991 ووصلت حتى يومنا هذا من العام 2007 الى النسخة السابعة عشرة. وقال الطاير: «الصير جزيرة الخير لجميع أهل الإمارات وجوائز السباق فيها خير للجميع أيضا ونحن نوجه الشكر مرة جديدة لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم على رفعه للجوائز في العام قبل الماضي». ولكن التكلفة زادت في أيامنا هذه وارتفعت التحضيرات وهناك عمل دائم والجميع يطمح للفوز والسمعة مهمة والشيوخ ترعى السفن باسمها فكل هذه عوامل تجعل من سباق الصير الأغلى».

محمد الروم.. بطل البروفة الأخيرة للصير

بدأ الروم مسيرته مع القفال في العام 1993 وكان يبلغ 14 سنة من العمر وشاءت الأقدار وقتذاك ان يكون السباق الأول للسفن الشراعية من جزيرة الصير مختلطاً مع القوارب الشراعية من فئة 43 قدماً وتمكن وقتذاك بصفته كبحار مساعدة قارب الأزيب للنوخذة محمد خلفان الروم بالفوز في المركز الأول عن فئة 43 قدم ليسجل اسمه على لائحة البحارة الذهبية الذين فازوا في سباق القفال ومن ذلك الوقت شارك الروم في القفال وبات نوخذة ومالك لسفينته أطلس في العام 2001 وتمكن من الوصول الى المركز الثاني والمركز الثالث في سباق الصير.

بعد فوزه في سباق الميناء السياحي البروفة الختامية لقفال الموسم الجاري كان لا بد لنا من الوقوف عند أبرز ما في ذاكرة الروم وأبرز ما عنده من تحضيرات للقفال ليخبرنا عن تفاصيلها في الحوار التالي:

* ما هو معنى سباق الصير بالنسبة لكم؟

ـ سباق الصير يعني الكثير بالنسبة لي كوني شاركت فيه كبحار وعرفت فيه طعم الفوز في المركز الأول مع الازيب ومن العام 2001 وانا أحاول ان أحصل على المركز الأول كمالك ونوخذة ولكنني لم أصل الى مرادي حتى الآن وأتمنى الوصول الى هذا الهدف، هذا ما يعنيه بالنسبة لي كسباق فيه منافسة أما ما يعنيه من قيمة ورسالة فهو بالنسبة لي خير تجمع للشباب والشواب على عزلة من زحمة البر ومشاكله واللجوء الى البحر والجزيرة لفترة من الزمن ومن بعدها العودة بسباق تراثي يحمل في أشرعته الكثير من العبر والمعاني التي تداولها أهلنا وأجدادنا في القدم وما زلنا من خلال هذا السباق خصوصاً نجسد رسالتهم من أجل البقاء على ممارسة عاداتهم وتقاليدهم.

* ومتى ستفوز بلقب القفال وماذا يعني ذلك؟ ـ علينا السعي والباقي عند رب العالمين فلا يمكن لأحد ان يقول انا سأفوز في سباق القفال لأنه يختلف بمساره وبمنافساته عن غيره من السباقات التي نقوم بالمشاركة فيها.

حارب : فكرة حمدان بن راشد أمانة ونتمنى التعاون من المشاركين

يقول سعيد حارب ان فكرة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة لرحلة القفال لم تكن مجرد فكرة بقدر ما كانت أمانة أراد من خلالها ان نوصلها بكل تأن الى الجيل الحاضر، أمانة تحمل في طياتها الكثير من المعاني السامية والتي تحملنا مسؤولية المحافظة على تراث الآباء والأجداد وهي الثروة القومية التي يجب ان نحافظ عليها ونوصلها الى الجيل الحالي، وهذا هو الجوهر الذي أوصل سباق القفال الى نسخته السابعة عشرة دون توقف.

وأضاف حارب: «القفال لا يجسد فقط البداية من جزيرة صير بونعير الى دبي بل هو موسوعة علمية في فن الإبحار وكيفية استخدام الوسيلة في فن الابحار ودائما يطلق على سباق صير بونعير معهد الابحار أسسه سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لكي تتخرج منه أجيال متسلحة بعلم التراث البحري بكافة شموليته وعليه فان الجميع مطالب بالمحافظة على هذا التراث البحري الذي أسس قواعده منذ قيام الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذي اكد في رسالته للشباب بان من ليس له ماض فلا حاضر له».

وتابع: «بمجرد قولنا ان الحدث وصل الى عامه السابع عشر دون توقف يعني بأنه عمل ناجح جداً والقفال نبع من فكر مخطط للمحافظة على التراث والرياضات الأصيلة وهو فكر سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم راعي الحدث، وبمجرد وصول القفال الى السنة ال17 دون توقف يعني لي شخصياً بأنه أصبح أكاديمية ناجحة جداً وطلابها تواقون يوماً بعد يوم للدخول إليها وتعلم الكثير من فنون العلم البحري وهذه هي رسالتنا أن تبقى شعلة الرياضات التراثية منورة في محفل تراثي مثل محفل صير بونعير».

وتمنى حارب من الإخوة المشاركين في سباق النسخة السابعة عشرة من سباق القفال الالتزام بالمحافظة على البيئة وجمال طبيعة الجزيرة أثناء التواجد عليها وبقربها تحضيرا للسباق باعتبارها محمية تراثية وموقعا سياحيا تراثياً لدولة الإمارات العربية المتحدة. ووجه حارب رسالة الى جميع إخوانه المتسابقين في سباق الصير متمنيا التوفيق لهم في البداية وطالبا منهم التقيد بالقوانين المتعلقة بالسباق وخصوصا بمبادئ السلامة الضرورية جدا في سباق القفال وضرورة تواجد زوارق القطر على بعد نظري من السفن في السباق الى جانب تواجد سترة النجاة مع كل بحار حفاظا على سلامتهم عند حدوث أي سقوط لمتسابق من أي سفينة.

وخص حارب بالشكر الكبير جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية المتواجدة دوما في سباق القفال من شرطة دبي وشرطة الشارقة وحرس السواحل والإنقاذ والدفاع المدني واليخوت الأميرية وقناة دبي الرياضية التي تبث السباق مع إقامة ستوديو مباشرة على الهواء ومختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وقال :« إن هذه المؤسسات هي القلب النابض للقفال منذ ولادته الى أن أصبح ناضجاً في عمر السابعة عشرة وجميعها كانت ولا تزال شريكة في النجاح الكبير الذي وصل إليه سباق القفال في يومنا هذا ونحن نتقدم لهم بجزيل الشكر على جهودهم وقدراتهم الموضوعة في تصرف اللجنة المنظمة من أجل إنجاح فكرة القفال النابعة من توجيهات وبعد نظر سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة.

حامل اللقب: جاهزون للمهرجان ونتمنى الوصول للهاتريك

مهمة صعبة ستكون على عاتق النوخذة الشاب المحنك في فنون الشراعية التراثية احمد سعيد سالم الرميثي الذي قاد سفينته غازي للفوز في أغلى الألقاب على قلبه في الموسم الماضي محققاً الحلم الذي يراود جميع أهل البحر للمرة الثانية بعد العام 2004. قال احمد سعيد سالم الرميثي: «إن سباق القفال يحمل الكثير من العبر والمعاني وأبرزها بأنه يأتي في السنة مرة واحدة ليس كغيره من السباقات التي تقام في الدولة وفيه فرحة كبيرة ننتظرها جميعاً كل سنة بفارغ الصبر من أجل تجمعنا أولاً في الجزيرة الغالية ومن أجل المنافسة على سباق يربطنا بأمر نحبه نحن أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة وهو السباقات الشراعية التي تذكرنا بتراثنا وأهلنا وأجدادنا ومن خلاله نتعرف يوماً بعد يوم على معاناتهم وتعبهم في التنقل في البحر في القدم بحثاً عن ما هو أفضل لعيشهم.

وأضاف:«سباق الصير تعلمنا فيه الاجتهاد وتعلمنا فيه نعمة الصبر وتعلمنا كيفية التجهيز وترتيب كافة الأمور التي تؤدي الى النجاح كما تعلمنا فيه بأن الوصول الى النجاح يتطلب التوفيق من رب العالمين وتعلمنا أيضا بأنه علينا القيام بدورنا بشكل كامل من جهد وتعب وسهر من أجل الفوز الذي يعني الكثير وخصوصاً بأنه يفينا تعبنا وتعب كل مجتهد ويبقى الفائز في النهاية مدار الحديث عند النواخذة وأهل البحر من وقت نهاية السباق الى وقت بداية نسخة جديدة منه».

ودون شك، فالوصول الى القمة والفوز في لقب القفال مرتين أمر كبير جداً ورائع وصعب جداً ويتطلب مسؤولية كبيرة من جميع العناصر المتواجدة على السفينة خلال السباق ولكن الأمر الأصعب من ذلك هو المحافظة على اللقب فعلينا مضاعفة جهودنا واللجوء الى جميع الحسابات لأن الجميع عازم على الفوز وتحقيق الفوز للسنة الثانية على التوالي أمر صعب وعندي تجربة شخصية في ذلك ولكنني أسعى وأتطلع بعون الله سبحانه وتعالى الى لقبي الثالث لأصل الى «الهاتريك» في سباق القفال بعد فوزي باللقب عامي 2004 و 2006.

جيلان مختلفان في جميع النواحي

لعله ومن أبرز الأمور المتواجدة في سباق القفال هذا الموسم أنه يحظى بمشاركة جيلين مختلفين كلياً في جميع النواحي ولكن هدفهما تراثي موحد، فالجيل الأول متمثل بحامل لقب النسخة الأولى من القفال والتي أقيمت في العام 1992 وكان وقتذاك النوخذة المخضرم عبيد سعيد الطاير. والجيل الثاني متمثل بالشباب الذي لم يبخل بقطرة عرق واحدة من أجل تكملة المسيرة مع الرسالة التراثية وأكد جدارته بالتفوق على الرعيل الأول وهو قد تمثل في السنة الماضية بقوة عبر النوخذة الشاب المحنك في فنون الإبحار عبر الشراع العربي أحمد سعيد سالم الرميثي.

العوير أول الفائزين وغازي آخر بطل

كانت بداية سباقات الصير تقام بالقوارب الشراعية التراثية من فئة 43 قدما، وكان ذلك في العام 1991 وتمكن وقتذاك قارب العوير للمالك محمد الطاير والنوخذة ابراهيم علي محمد من تحقيق الفوز ليدون اسمه في السجل الذهبي كأول فائز في سباق الصير التراثي، وتمكن القارب فارس للمالك والنوخذة عبيد سعيد الطاير من الفوز في النسخة الثانية التي أقيمت عام 1992 وأيضا من فئة 43 قدما.

وأقيم في العام 1993 سباق ثنائي للقوارب من فئة 43 قدما وللسفن من فئة 60 قدما حسب توجيهات سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وحقق قارب الازيب للمالك محمد خلفان الروم والنوخذة محمد حسن عبدالله الفوز في فئة 43 قدما في حين كانت سفينة منصور للمالك والنوخذة راشد سعيد الطاير أول الفائزين في فئة ال60 قدما، وكان ذلك في العام 1993 وحققت سفينة براق للمالك والنوخذة أحمد راشد مصبح الرميثي الفوز في موسمي 94 و 95 وكانت سفينة سردال لصاحب السمو رئيس الدولة والنوخذة أحمد ثاني مرشد غنام الرميثي على موعد مع الفوز في موسمي 1996 و1997 على التوالي لتصبح السفينة الثانية بعد براق التي تحقق الفوز في سباق الصير مرتين على التوالي.

ونالت سفينة الجيون للمالك والنوخذة أحمد حسن عبدالله شرف الفوز في سباق الصير في العام 1998 وتمكنت سفينة داس للمالك والنوخذة سلطان أحمد سلطان غنوم الهاملي من الفوز في العام 1999 وحققت سفينة الرائد لسمو الشيخ سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان المركز الاول مع النوخذة ماجد عتيق ماجد المهيري في العام 2000 وعادت سفينة براق وهذه المرة للمالك مصبح راشد مصبح الفتان والنوخذة أحمد محمد راشد الرميثي لتحقق ثنائية ثانية وتفوز بلقب عامي 2001 و2002 .

وخطفت سفينة الزير للمالك خليفة عبدالله الهاملي والنوخذة محمد راشد بن شاهين فوزها الاول في العام 2003 قبل أن تتمكن سفينته غازي للمالك عبدالله المسعود والنوخذة الشاب أحمد سعيد سالم الرميثي من تحقيق الفوز في العام 2004 ليعود محمد راشد بن شاهين مع الزير في العام قبل الماضي للفوز بلقبه الثاني بلقب القفال قبل ان ينتزع منه النوخذة الثعلب أحمد سعيد سالم الرميثي لقبه الثاني محققاً الفوز في قفال الموسم الماضي.

براق الأكثر فوزاً

منذ انطلاقة سباقات صير بونعير حتى الآن تبقى سفينة براق الأكثر فوزا في الملحمة التراثية بفوزها أربع مرات بداية من العام 1994 مع والنوخذة أحمد راشد مصبح الرميثي والذي تمكن من تحقيق الثنائية في العام 1995 ليصبح أول النواخذة الذين ينالون شرف الفوز مرتين على التوالي، وفي العام 2001 مع النوخذة أحمد محمد راشد الرميثي والذي تمكن أيضا من تحقيق الفوز الثاني على التوالي عام 2002 مهديا سفينة براق اللقب الرابع في مسيرة الصير التراثية.

باب التسجيل أقفل على مشاركة قياسية

وكان باب التسجيل للمشاركة في سباق القفال قد أقفل يوم الأربعاء المنصرم وسجل البحارة والنواخذة وملاك السفن حضورا قويا في نادي دبي الدولي للرياضات البحرية لإجراء التسجيل والاستفسار عن الأمور الجديدة المواكبة لسباق الموسم الحالي، وقد حولوا النادي إلى خلية نحل مظهرين مدى اهتمامهم للمشاركة في سباق القفال الذي يعتبر مهرجانا تراثيا كبيرا بالنسبة لأبناء الدولة الأمر الذي أدى إلى مشاركة قياسية في النسخة السابعة عشرة لملحمة القفال.

دبي الرياضية .. ستوديو مباشر ونقل حي

ستقوم وكعادتها قناة دبي الرياضية بنقل وقائع سباق القفال الذي يعد أكبر مهرجان شراعي تراثي في العالم على الهواء مباشرة من لحظة انطلاقته في السابعة صباحا وحتى لحظة وصول السفن الى خط النهاية المتواجد في الميناء السياحي مقابل نادي دبي الدولي للرياضات البحرية. وستقوم قناة المشاهير أيضا بعرض برنامج خاص بسباق الصير خلال إقامته متمثلا باستوديو مباشر ينقل الوقائع التراثية إلى جميع المشاهدين حول العالم.

صير بونعير ـ صلاح عطا - زياد الحاج

Email