عندما يبرز اللاعب في مركزه فهو بذلك يتحدى جميع أقرانه ومن هم معه في مركزه سواء في فريقه أو في الفرق المنافسة فذلك أمر لا شك فيه، ولكن الحال يختلف كثيراً عندما يثبت هذا اللاعب أنه «جوكر» في أي وقت وفي أي مكان أثناء اللعب وعندما يقلب الموازين فهو بذلك يتحدى نفسه.

كاظم علي الذي يعرفه جيداً جميع مدافعي وحراس الفرق المنافسة تحول بدون مقدمات إلى «ليبرو» يخشاه المهاجمون ولعله استمد نجاحه في هذا المركز من قراءته الجيدة لتفكير المهاجم الخصم على اعتبار أنه يعشق مركز الهجوم وأجبر على اللعب مدافعاً ولا مانع لديه من اللعب حارساً للمرمى! هذا ما يعرفه الجميع عن كاظم اللاعب ولكن تبقى جوانب شخصية عديدة لا يعرفها الجميع نعرضها لكم في حوارنا معه الذي كان من أبرز سماته الخلق الذي ظهر عليه اللاعب أثناء ترتيبات الحوار فوعد بالاتصال لاحقاً وأوفى قبل موعده بخمس دقائق وعند لقائنا تأخر عشر دقائق اتصل بنا ثلاث مرات للاعتذار هكذا كانت بدايتنا مع كاظم وإليكم التفاصيل. * بداية وقبل كل شيء يتساءل الجميع عن سر رقصة كاظم علي بعد إحرازه الهدف؟ يبتسم عرفت أنك ستطرح علي هذا السؤال وسأجيبك هي رقصة شعبية «بلوشية» أعجبتني عندما رأيتها في أحد الأعراس.

* حسناً لنبدأ بالشكل العام لدوري هذا الموسم ما رأيك فيه؟ ـ رغم كثرة التوقفات إلا أنه جيد ولكن لا أستطيع الحكم فمازال هناك وقت خاصة لتحديد اللقب ولكن أرى أن الوصل والوحدة والجزيرة الأقرب لتحقيق اللقب رغم أني أتمناه وصلاوياً. * وصلاوي! ولماذا؟ ـ أريد أن تبقى الدرع في دبي. * وماذا ينقص النصر للمنافسة على البطولات خاصة بطولة الدوري العام الذي غاب عنه كثيراً حتى أنت لم تذكر أي حظوظ لكم للمنافسة رغم أنها بالأرقام واردة؟. -لا ينقص النصر شيء فالإدارة متعاونة جدا معنا واللاعبون يبذلون ما بوسعهم ولكن يبقى التوفيق من الله ولا تنسى أن هناك فرقا كثيرة تطور مستواها في السنوات الأخيرة ودخلت في المنافسة وهذا في النهاية لصالحنا عامة بصرف النظر عن حظوظ النصر.

* بما أنك ذكرت الإدارة فهل تتعامل معكم بمبدأ الثواب والعقاب دائماً؟ ـ نعم بكل تأكيد فالمخطيء تتم معاقبته حسب تقدير الإدارة للخطأ وأما الثواب والمكافآت فنتسلمها مباشرة ولم يقصروا يوماَ في ذلك. * عادة يتولى أحد أفراد الإدارة مهمة الأخ والصديق للاعبين فمن يقوم بهذا الدور في النصر؟ ـ عبد الله خليفة مشرف الفريق نعتبره جميعاً أخاً لنا فهو قمة في التواضع والإنسانية لدرجة أنه يصر أحياناً على دعوتنا إلى منزله فهو حقاً أخ ولن نوفيه حقه من الشكر. * وما هو أسوأ ما في دورينا هذا الموسم؟ ـ ترتيب فريق العين فهو أمر يحزنني حقاً وأتمنى أن يعود لسابق عهده ومستواه، وكذلك مستوى التحكيم. * هل ترى حقاً أن هناك مشكلة في تحكيمنا؟ ـ الخطأ دائما وارد والحكم جزء من اللعبة كما يخطئ المدافع والحارس فالحكم معرض أيضا للخطأ ولكن عندما يكون الخطأ نتيجة تقصير في الحكم كمكان التمركز وضعف اللياقة الموازية للياقة اللاعبين يصبح الخطأ ثقيلا يصعب تجاهله وقد يفقد فريقاً اللقب أو يأمر بهبوط فريق للدرجة الثانية.

* هل معنى هذا أن حكامنا ضعفاء؟

ـ لا أعني ذلك تحديداً ولكن لابد من إعادة النظر وكلنا ثقة بلجنة الحكام لتدارك الخطأ حسب رؤيتها.

* ومن من الحكام ترتاح عند معرفتك بأنه سيدير اللقاء؟

ـ علي حمد وفريد علي ومحمد عبد الكريم.

* وبعد سماعك عن دوري المحترفين الذي أصبح ضرورة لا بد منها هل تعتقد أننا نملك مقومات النجاح حاليا؟

ـ بكل تأكيد وبإذن الله سننجح ولكننا نحتاج إلى فترة طويلة نسبياً لا تقل عن 5 سنوات.

* ولماذا؟

ـ نحتاج إلى تثقيف اللاعبين بمعنى الاحتراف الحقيقي خارج الملعب قبل داخله.

* ذكرت الاحتراف خارج الملعب هل تعني سلوكيات اللاعبين؟

ـ نعم.

* وهل لديك ملاحظات على تصرفات وسلوكيات زملائك اللاعبين سواء في النصر أو في الفرق الأخرى؟

ـ يبتسم ويؤكد، نعم.

* أذكرهم.

ـ يضحك، مستحيل ويعاود الضحك.

* ولكن ألا تعتقد أنها حرية شخصية ؟

ـ كلا، لا يمكن اعتبار ذلك حرية شخصية لأن اللاعب أصبح ملكاً لمحبيه وعليه أن يغير نفسه من أجلهم إذا كانت لديه بعض التصرفات والسلوكيات التي هي بالأساس مؤثرة جدا على مستواه، ضف إلى ذلك أن اللاعب يمثل دائماً قدوة خاصة للصغار ولابد أن يكون خير قدوة.

* حسناً نعود إليك كيف استسغت فكرة اللعب في قلب الدفاع وأنت مهاجم صريح؟

ـ أولاً أود أن أخبرك بأني لا أجد نفسي إلا في موقع الهجوم ولكن في عهد المدرب باكلسدورف تعرضنا لمشكلة في خط الظهر وعند تجربتي اقتنع المدرب ولله الحمد وفقت في هذا المركز بشهادة الجميع ولكني حقاً لا أرى نفسي إلا في الهجوم.

* وكيف كانت العودة إلى مركز «هز الشباك»؟

ـ في غياب زملائي وليد مراد وإيقاف نيناد يستروفيتش أحسست بأنها فرصتي للعودة إلى مركزي وحاول زملائي منهم محمد إبراهيم ومحمد خميس إقناع المدرب بأن الهجوم هو مركزي بالأساس وأستطيع أن أسد النقص في هذا المركز ولله الحمد أحرزت هدفين في مباراة الشارقة نالا إعجاب وتقدير «ألفارو» رغم اندهاشه.

* على ذكر نيناد يستروفيتش ألا ترى أن الصدفة الغريبة جمعتك بغريمك تحت لواء واحد؟

ـ يضحك من قلبه: نيناد أصبح الآن أكثر من صديق وهو إنسان «حبوب» ورائع فعلاً ودائماً قبل التمرين تحدث بيننا «قفشات» جميلة تضفي روح الألفة بيننا فهو «صاحب نكته» ويطلق علي لقب «السنجاب» وأحياناً يرفعني عاليا بل ويهدنني بإلقائي أرضاً أو في سلة «المهملات»!

* وهل تعمدت حقاً مضايقته أو استفزازه عندما كان محترفاً في صفوف العين؟

ـ جميعنا معرض للاستفزاز في الملعب وفي أي مركز يلعب به ولكن نيناد سهل الاستفزاز خاصة أنه يثور بمجرد أن أحرك له حواجبي أو بعض الحركات في وجهي و«صار اللي صار».

* السؤال التقليدي لأي مهاجم من هم المدافعون الذين تخشاهم والعكس نسأل من تخشى من المهاجمين وفي حالتك الخاصة نحن مضطرين أن نسألك السؤالين؟

ـ يبتسم ويقول كمدافع فرهاد مجيدي «يلعوزني» فتحركاته بدون كرة كثيرة ومراقبته صعبة أما وأنا في الهجوم فأنا لا أخشى أحدا أبداً فأنا أحب أن أخاطب الشباك مباشرة ولا أحد يمنعني من مخاطبة من أحب!

* وما رأيك في المحترفين هذا الموسم سواء مع النصر أو فرق أخرى؟

ـ أرى أن مستوياتهم متفاوتة ولكن غالبيتهم غير مقنعين ولدينا لاعبون مواطنون أحق منهم في التشكيل الأساسي ولكني معجب بجريجوري وتوني وشجاعي.

* وبنظرك لماذا فشل فرهاد مع النصر رغم أن نجوميته لا يختلف عليها اثنان؟

ـ لم يكن هناك صانع ألعاب حقيقي فيضطر للعودة لبناء الهجمة فتقل خطورته كمهاجم.

* ولماذا لم تتعاقد الإدارة مع صانع ألعاب وأصرت على التعاقد مع مهاجمين ـ اثنين وكلاهما فشل مما يدل على صحة حديثك عن صانع الألعاب؟

هذا أمر يخص الإدارة وحدها والجهاز الفني.

* ومن من اللاعبين ممكن أن تطلق عليهم صفة «المظلومين» في دورينا؟

ـ هم كثر، وأذكر منهم زميلي وتوأم روحي محمد إبراهيم وعيسى جمعة وسمير إبراهيم لاعب الشعب ووليد عبيد لاعب دبي.

* وماذا عن المدربين المواطنين؟ ومن هو المدرب الذي تأثر كاظم بأسلوبه؟

ـ أولاً أود أن أشير إلى أنه إذا كان اللاعب المواطن مظلوماً مرة فالمدرب المواطن مظلوم مائة مرة وهذا أمر محزن حقاً، أما عن المدرب الذي تأثرت به فبلا شك ميلان ماتشالا.

* ولماذا؟

ـ لأنه يعشق اللعب الهجومي وطريقة تحفيزه وتشجيعه لنا مميزة يمنحك قبل اللقاء شعوراً بأنك منتصر لا محالة.

* وهل كاظم علي يعتبر نفسه مظلوماً؟

ـ أنا مظلوم من ناحية المنتخب أما في النادي فأنا مستعد للعب حارس مرمى المهم أن أشارك مع الفريق وأكره دكة البدلاء اعتبرها مقبرة فإما اللعب أساسي أو الجلوس في المدرجات.

* حارس مرمى؟

ـ لا تستغرب أنا لا أمزح فقد كنت حارس مرمى في الصغر أثناء اللعب في «الفريج».

* وهل ترى في نفسك القدرة على إضافة الجديد للمنتخب؟

ـ سامح الله باكسلدورف رغم احترامي وتقديري له فلو أبقاني في مركزي كمهاجم لكنت ضمن صفوف المنتخب رغم أنني نجحت في مركز الدفاع ولكني أثق بقدراتي في الهجوم أكثر كما أسلفت ولكنها مشيئة الله وأنا غير معترض ويبقى لدي أمل وأشعر بتحقيقه ،أصبح قريبا.

* بخصوص المنتخب كيف كنت تتابع مباريات كأس الخليج التي حصد فيها منتخبنا اللقب؟

ـ في المنزل أو في النادي وذهبت إلى الملعب في مباراة السعودية والمباراة النهائية.

* ألم تشعر بحزن لعدم تواجدك معهم؟

ـ صدقني أنني كنت سعيدا لهم وأتمنى لهم دائماً التوفيق فهم زملاء ومن بينهم العديد من الأصدقاء المقربين لي وقبل ذلك كله يمثلون وطني الغالي وأي حالة حزن لعدم تواجدي معهم بلا شك تلاشت بعد فوزنا باللقب.

* حسناً لنتحدث الآن عن علاقتك بالإعلام، فعند اتصالي بك ذكرت بالحرف «لم يعطوني حقي» ماذا كنت تقصد؟

ـ لعبت في النادي بمركزين مختلفين ومع اقتراب موعد اختيار قائمة المنتخب كنت أمني نفسي بمتابعة إعلامية تعطيني حقي وتلفت نظر ميتسو لي لكن للأسف شاءت الظروف أن يكون وجودي وقتها في خط الظهر ويبدو أن الإعلام لا يركز إلا على المهاجمين والآن عندما عدت لمركز الهجوم لم يتوقف هاتفي عن الرنين.

* هل فكرت يوماً بترك الملاعب نهائيا سواء لظروف النادي أو إصابة قوية أو حتى لأمور عائلية؟

ـ لم أفكر في ذلك مطلقاً فأنا أعشق كرة القدم.

* ألن تعتزل؟

ـ يرد مبتسماً، لا.

* كيف؟

ـ سألعب حتى أجد نفسي لم أعد استطيع ركل الكرة، وانظر إلى روماريو اقترب من الهدف الألف ولا يزال لديه المزيد.

* ألا تؤثر الكرة على علاقاتك الأسرية والاجتماعية؟

ـ إطلاقاً.

* والآن هل لنا بجولة معك عبر أسئلة خفيفة؟

ـ تفضل.

* هواياتك خلاف كرة القدم طبعاً؟

ـ أعشق «الحداق» صيد السمك وكذلك رحلات البر وسياقة الدراجات الرملية.

* قدوتك؟

ـ عدنان الطلياني.

* أعز صديق؟

ـ سلطان راشد لاعب العين.

* صديق من خارج الوسط الرياضي؟

ـ الفنان عبد الله بالخير.

* لاعب تتمناه في النصر.

ـ دياكيه وجريجوري وعثمان العساس.

* لو طلب منك أن تختار أن تلعب لفريق آخر غير النصر.

ـ لن أفكر في اللعب لفريق آخر بتاتاً.

* من تشجع غير النصر محليا؟

ـ لا يوجد.

* ولكني مصر؟

ـ الوحدة.

* خليجياً؟

ـ الهلال السعودي.

* عالمياً؟

ـ أي فريق يلعب له لاعب أرجنتيني فأنا أشجعه.

* ما رأيك في هؤلاء اللاعبين؟

ـ اسماعيل مطر: سوبر ستار ويستحق اللعب عالمياً.

ـ سالم عبد الله: حارس يشعرك بالراحة وهو خلفك في المرمى.

ـ سمير إبراهيم: توأمي في ظروف اللعب في مركزي الدفاع والهجوم.

ـ وليد مراد: هداف رائع وصديق مخلص.

ـ محمد إبراهيم: من أعز الأصدقاء وهو موهبة تستحق الإنصاف.

* موقف طريف لم ولن تنساه؟

ـ كنا في جمهورية مصر العربية في رحلة سياحية أنا وسلطان راشد وأحد الأصدقاء وتوجهنا إلى الأهرامات وعقدوا العزم على ركوب الخيل وهم يعرفون أنني لا أجيد ذلك وما أن انطلق بي الخيل حتى بدأت أتتطاير يميناً وشمالاً واستجديهم بأن يوقفوه ولكنهم لم يستجيبوا لذلك بل أوعزوا لصاحب الخيل أن يستفزه ليزيد سرعته فإذا به «يطير» وكاظم يطير فوقه وعندما نزلت وجدت سلطان راشد غارقاً في دموع الضحك!

* كلمة شكر لمن توجهها؟

ـ إلى سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان وإلى إدارة نادي النصر ولجريدتكم الموقرة

حوار : مالك عبدالكريم