المشروع الأول من نوعه في العالم العربي للشعر النبطي

«شاعر المليون» ينطلق من أبوظبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث؛ أُعلن في أبوظبي مساء أمس الأول، انطلاق فعاليات وأنشطة مشروع «شاعر المليون» للشعر النبطي الذي ترعاه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.

وسيرافق المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي، ظهور مجلة وبرنامج تلفزيوني يبث من قناة أبوظبي تحت نفس المسمى، وموقع إلكتروني لاستلام المشاركات والتصويت، تحت إشراف لجنة تحكيم من الباحثين في الشعر النبطي من الإمارات ودول الخليج، جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي شهده مسرح شاطئ الراحة ـ المقر الرسمي للمشروع ـ بحضور حشد من وسائل الإعلام المحلية والعربية.

افتتح كلمات المؤتمر محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، الذي أشار إلى انطلاقة مشروع «شاعر المليون» من مقره الرسمي في مسرح شاطئ الراحة، باعتباره مشروعاً كبيراً لإحياء وتقديم الشعر النبطي، وهو أول مشروع من نوعه يتخصص في هذا المجال، وأوضح المزروعي مراحل إنجاز المشروع بقوله: يبدأ مشروعنا بإطلاق موقع إلكتروني.

ويشهد شهر سبتمبر انطلاق مجلة أسبوعية تحمل اسم «شاعر المليون» ستكون مفتوحة على أجواء المسابقة والمهرجان ومحبي الشعر النبطي، فيما سيشهد شهر نوفمبر انطلاق البرنامج التلفزيوني للمشروع من شاشة قناة أبوظبي ومن مسرح شاطئ الراحة.

ويعد هذا البرنامج هو الأضخم إنتاجياً في السنوات الأخيرة، وسيقدم هذا البرنامج بأغلب حلقاته على الهواء مباشرة، أما في أبريل 2007م فستنطلق الدورة الأولى من مهرجان «شاعر المليون» باجتماع شعراء النبط من دول الخليج والعالم العربي، وسيكون المهرجان الذي سيقام على شاطئ الراحة الأول من نوعه في تخصصه بالشعر النبطي، وتصديره لثقافة هذا الشعر للعالم العربي.

أشار المزروعي بعد ذلك إلى القيم الأصيلة التي يبغي المشروع المحافظة عليها، فقال: تاريخنا حافل بتراث عظيم يجب أن ندرك قيمته وتأثيره دوماً، لذلك فإن «شاعر المليون» ما هو إلا خطوة أولى نحو تقديم تراث الإمارات في صيغة تصل إلى العالم العربي بأكمله، وإلى العالم أيضاً. وختم المزروعي كلمته بشكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وولي عهده الأمين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعمهما المتواصل في الحفاظ على التراث والتقاليد الثقافية الأصيلة لأبناء الإمارات.

برنامج تلفزيوني

ثم ألقى علي الأحمد مدير تلفزيون أبوظبي، كلمة مقتضبة نيابة عن أحمد علي البلوشي مدير عام مؤسسة الإمارات للإعلام الجهة الراعية الرئيسية للمشروع، أشار فيها إلى دور قناة أبوظبي في إنجاز المشروع وإيصال صوت الشعر النبطي للعالم العربي لا باعتباره شكلاً أدبياً فحسب؛ بل باعتباره ناطقاً ثقافياً أصيلاً للأدب الإماراتي.

كما أكد الأحمد أن برنامج «شاعر المليون» الذي سيبثه تلفزيون أبوظبي في شهر نوفمبر المقبل، سيكون النافذة الثقافية للتواصل بين أجيال العالم العربي بتعدد لهجاتهم وثقافاتهم، كما أنه سيكون جسراً لتقريب المسافات بينهم وتذويب الاختلافات الناجمة عن الظروف الجغرافية والتاريخية والسياسية.

«نشوة»

بعدها تحدثت الإعلامية نشوة الرويني المدير التنفيذي لشركة «بيراميديا» المشرفة والمنتجة لمشروع «شاعر المليون»، حول آلية تنفيذ العمل في الموقع الإلكتروني والمجلة الخاصة بالمشروع وآلية التصويت في البرنامج الذي سيبث اعتباراً من نوفمبر، فقالت: سيشكل برنامج «شاعر المليون» علامة فارقة في البرامج الخليجية، خاصة أننا لن نكتفي ببث مباشر كل أسبوع، بل بمتابعة شبه يومية لنشاطات الشعراء المشاركين في البرنامج.

كما سنستخدم أحدث تكنولوجيا للتصويت داخل المسرح من قبل الجمهور الذي سيحضر البث المباشر الأسبوعي، وسيكون لهذا التصويت نسبة تصل إلى 10% في اختيار الشعراء الفائزين، أما مهرجان «شاعر المليون» فسيكون التتويج لكل عناصر القوة في المشروع، وسيكون حافلاً بالأنشطة الثقافية، وسيجمع نجوم الشعر النبطي من دول الخليج والعالم العربي. وختمت الرويني حديثها بالقول: أؤكد لكم «كإعلامية» عاصرت الكثير من المشاريع الإعلامية الضخمة، أن شاعر المليون سيكون الأضخم في المنطقة وبمستوى عالي الجودة.

بعد الكلمات فتح باب الحوار بين الإعلاميين ولجنة المشروع، واستمر الحوار لأكثر من ساعتين تشعب إلى العديد من الأسئلة حول طبيعة المشروع، حيث تم التطرق إلى مسألة العمر بالنسبة للمشاركين التي تحدده بسن 45 كحد أعلى، وتمت الإجابة على أن الشاعر الذي تجاوز هذا السن ينبغي أن يكون مدرسة شعرية وليس هاوياً، أما التساؤل حول آلية فرز القصائد.

فقد أشارت لجنة التحكيم أنها ستكون بصورة واضحة وبعيدة عن السرية في اختيار الشعراء، أما البرنامج التلفزيوني الذي رأى فيه البعض قرباً من آلية عمل تلفزيون «الواقع»، فقد ردت اللجنة بقولها ان البرنامج لن يكون نسخة من تلفزيون الواقع بقدر ما سيكون وسيلة لإيصال صوت الشعراء إلى العالم العربي.

كما أشار الدكتور غسان الحسن ـ عضو لجنة التحكيم ـ إلى أن المشروع لا يهدف إلى صناعة «شاعر» بل إلى تحقيق شهرة ونجومية لشعراء ينبغي أن لا يبقوا في الظل، وأن تخصيص جائزة مالية يأخذ بعين الاعتبار إبعاد شبح الرداء الذي يرتديه الأدب والثقافة العربية باعتبار الأدباء يجب أن يعيشوا في حالة من فقر مدقع، كما أجابت لجنة التحكيم عن التساؤل حول مشاركة الشخصيات الرسمية من شعراء الخليج.

ومدى تأثير ذلك في قرار الإقصاء والمشاركة والقصائد المختارة، فأجابت اللجنة: أن معايير اختيار القصائد بالنسبة للجنة التحكيم هي واحدة ويؤخذ بعين الاعتبار مدى جودة الشعر والقصيدة وليس اسم الشاعر، بغض النظر عن مستواه الرسمي، كما قدم بعض الإعلاميين مداخلات حول إشكالية المشاركة النسوية في المسابقة، لاسيما أن العديد من شاعرات الخليج ما زلن يكتبن بأسماء مستعارة.

شاعر المليون في سطور

ـ يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي.

ـ يمكن الاشتراك والاستفسار حالياً عن طريق موقع شاعر المليون www.nabati.ae، أما صندوق البريد فهو 2380 في أبوظبي مسابقة شاعر المليون.

ـ مجلة «شاعر المليون»، أسبوعية، تصدر في سبتمبر وتتابع أحداث المشروع بجميع تفاصيله.

ـ برنامج «شاعر المليون» يبدأ ببث حلقاته من قناة أبوظبي في نوفمبر المقبل، بعد أن تختار لجنة التحكيم 48 شاعراً في التصفية الأولى، ليتبقى منهم 24 شاعراً يصوت عليهم الجمهور أسبوعياً، حتى الوصول إلى اختيار ثلاثة شعراء، يفوز الأول بلقب شاعر المليون ومليون درهم إماراتي، مع طباعة لديوانه وتوفير لحن غنائي لقصيدته، وينال المركز الثاني جائزة نقدية بقيمة 300 ألف درهم، أما الثالث فيحظى بجائزة نقدية بقيمة 200 ألف درهم، وسيجري الحدث في أبريل من عام 2007م على مسرح شاطئ الراحة.

ـ ترسل القصائد على العنوان الإلكتروني السابق خلال شهري يوليو وأغسطس من هذا العام، يبدأ بعدها فريق البرنامج ولجنة التحكيم جولة داخل الإمارات والدول العربية لاختيار الشعراء الذين سيشاركون في المرحلة الأولى للبرنامج.

ـ مسابقة «شاعر المليون» مفتوحة لجميع الشعراء النبطيين من الجنسين، يجب ألا يقل عمر المتقدم عن 18 سنة ولا يتجاوز 45 سنة، وأن لا تكون القصيدة قد نشرت سابقاً في أي وسيلة مسموعة أو مطبوعة أو مرئية، شرط ألا تتجاوز القصيدة 20 بيتاً.

ـ تتألف لجنة التحكيم من الباحثين: الدكتور غسان الحسن من الأردن، سلطان العميمي من الإمارات، تركي المريخي من السعودية، علي المسعودي من الكويت، حمد بن فطيس المري من قطر.

ـ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، صاحبة المشروع وراعيته الأولى، إضافة إلى شركة «بيراميديا» التي ترأسها الإعلامية نشوة الرويني التي يقع على عاتقها تنفيذ وإنتاج المشروع، كما تشارك مؤسسة الإمارات للإعلام بإنتاج برنامج «شاعر المليون».

أبوظبي ـ محمد الأنصاري:

Email