في إطار الاحتفالات التي يقيمها المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة تقرر إقامة احتفالية خاصة لتكريم الأديب «زكي مبارك» في شهر سبتمبر المقبل، تقديراً لإسهامه الفكري في النهوض بالثقافتين المصرية والعربية في النصف الأول من القرن الماضي.
ومن المنتظر أن يشمل الاحتفال ندوات وجلسات بحث موسعة، واستعراض الدراسات الجديدة لأدب مبارك وكتاباته المتنوعة من خلال مشاركة عدد من الأكاديميين في الجامعات المصرية والعربية، ومن المعروف أن زكي التحق بالأزهر عام 1908.
ولقب بـ «شاعر الأزهر»، ومن مؤلفاته «العشاق الثلاثة»، «عبقرية الشريف الرضي»، «ألحان الخلود »، «الموازنة بين الشعراء»، وقد منح وسام الرافدين العراقي في العام 1947، وحاز على جائزة في الآداب عام 1921، ثم حصل على ثلاث درجات دكتوراه ولقب بـ «الدكاترة» زكي مبارك.
وتولى مبارك منصب المحرر الأدبي لجريدة «البلاغ» عام 1923، وترأس تحرير جريدة «الأفكار»، لكنه لم ينل حظه من المناصب في مصر، لكثرة معاركه الأدبية مع مفكري عصره مثل «طه حسين، إبراهيم المازني، وغيرهما . وقد نذر مبارك نفسه للتأليف والكتابة باللغتين العربية والفرنسية.
وله دواوين شعرية رومانسية، أشهرها «مدامع العشاق»، كما نشر إبداعاته النثرية والشعرية في كل المجلات والصحف، وآخر مقالاته «الحديث ذو شجون» وبهذه المناسبة التقينا مع «كريمة زكي مبارك» ابنة الشاعر زكي مبارك، وهى مذيعة في قسم الاستماع السياسي.
وأشارت كريمة إلى غاية كتابة زكي مبارك في الحب، مؤكدة أنه كان يريد أن يصل إلى تحبيب الشباب في اللغة العربية، ليشعر شبابنا بأن لغتهم مازالت غنية، وأن فيها كتابا وشعراء يعرفون مواسم القلوب .
والجدير بالذكر أن زكي مبارك كان خفيف الظل، ولهذا اتسمت كتاباته وأشعاره بخفة الظل، وربما أيضاً ببعض الدعابات المحببة للقارئ بالنسبة لطريقته في الكتابة، وأوضحت الشاعرة كريمة أن الشاعر زكي مبارك يكتب في معظم الأحيان مقدمات نثرية لقصائده، في ذكر مرة المكان الذي نظم فيه القصيدة أو الزمان.
ويتحدث عن الديار وأهل الديار الذين رحلوا عنها، ويتحدث عن صاحبة الوحي قد يطيل وقد يكتب أسماء كاسم صفية أو سعدية أو ليلى، وأحياناً لا يكتب مقدمات نثرية لقصائده . وأضافت كريمة أنه من مبادئ «زكي مبارك» الصدق والثقة ومداومة القراءة والكتابة، وأن له ما يقرب من 20 إلى 30 مؤلفا خلال حياته الإبداعية.
القاهرة ـ داليا فاروق: