مطاردة في شوارع القاهرة لمندوب لوكوموتيف واستياء في الأهلي

هدية «البلوي» تحسم صفقة عمرو زكي لصالح الزمالك

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخذ الصراع بين الأهلي والزمالك شكلاً خطيراً من أشكال التنافس على شراء اللاعبين ولم تتوقف ردود الأفعال حول التعاقد المفاجأة الذي أوشك أن يتم بين الزمالك واللاعب عمرو زكي المسجل لنادي لوكوموتيف الروسي بعد أن كان مقرراً أن يتم لصالح الأهلي الذي شرب المقلب خلال ساعات.

وكان الأهلي قد بدأ الاتصالات مع اللاعب والنادي الروسي ووجد استجابة، فقدم دعوة ـ مدفوعة النفقات ـ إلى ممثل لرئيس النادي لاستكمال المفاوضات في القاهرة، ولم يلتزم الأهلي الحذر كعادته، بل أخطأ عدلي القيعي المسؤول عن التعاقدات وكشف عن هذه الخطوات مطمئناً إلى توافق الناديين وموافقة اللاعب على الانتقال إلى الأهلي.

وشهد مطار القاهرة مساء الثلاثاء مطاردة سينمائية فقد تواجد مرتضى منصور مبكراً، بينما تأخر عدلي القيعي بسبب وقوع حادث على جسر اكتوبر المؤدي إلى المطار لمدة 45 دقيقة، كانت كافية لضياع الصفقات كلها من الأهلي وعندما وصل إلى المطار، كان المندوب بصحبة مرتضى في طريقهما إلى أحد المطاعم وهو تونسي الأصل ويدعى رضا الدريدلي وغير مخول بالتوقيع لكن بالتفاوض فقط.

وفي اليوم التالي عقد الدريدلي اجتماعاً في النادي الأهلي مع محمود الخطيب ورفض بإصرار التنازل عن القيمة التي يطلبها النادي الروسي، ومن الأهلي توجه إلى الزمالك حيث وجد الأجواء مختلفة وقدم تسهيلات في تسديد المبلغ الذي يبلغ 7,1 مليون يورو أي ما يوازي 12 مليون جنيه مصري ويضاف إليهم 9,1 مليون جنيه للاعب مباشرة.

والمفارقة أن مندوب النادي الروسي أجرى اتصالاً خلال الجلسة مع رئيس النادي والذي وافق شفهياً ثم اتصل هاتفياً مع اللاعب عمرو زكي المتواجد في ألمانيا للعلاج على نفقة لوكوموتيف، فوافق بل صرح فرحاً بسبب المعاناة التي يمر بها منذ انتقل إلى موسكو، وأبدى سعادة غامرة باللعب إلى الزمالك! رغم انه قبل أيام صرح بأن حلم أي لاعب ارتداء قميص الأهلي.

والطريف أن مرتضى منصور اتصل هاتفياً مع عدلي القيعي وترك الخط مفتوحاً ليسمع تفاصيل المفاوضات ويتأكد من نجاح الصفقة لصالح الزمالك، وترك هذا التصرف أثراً سلبياً لدى الأهلي وغضب القيعي بشدة خاصة أنه يتحمل مسؤولية الفشل رغم أن الأهلي صاحب دعوة المندوب وتحمل نفقات السفر من موسكو!

وعصر الأربعاء عقد مؤتمر صحافي في نادي الزمالك تم الدعوة له بسرعة للإعلان عن تفاصيل الصفقة وكشف مندوب لوكوموتيف عن واقعة عن واقعة مطار القاهرة وهو يضحك وأكد أن الأهلي حاول المساومة واستغلال إصابة عمرو زكي لتقليص السعر لكنه يحمل تفويضاً محدداً باسترجاع المبلغ الذي دفعه النادي إلى لوكوموتيف وهذا ما حدث من الزمالك.

ولم يكشف رئيس الزمالك عن مصادر الأموال التي سيدفعها إلى لوكوموتيف، لكن تأكد أن منصور البلوي رئيس نادي اتحاد جدة أرسل قبل أيام 5,3 ملايين دولار هدية إلى مرتضى منصور لمساعدة نادي الزمالك على اجتياز الأزمة المالية وشراء لاعبين جدد، ولم يعلن عن هذه الهدية مراعاة لمشاعر الأهلي الذي سبق له أن رفض مليون جنيه قدمها البلوي لفريقه بمناسبة حصول الأهلي على كأس إفريقيا.

الصفقة المدوية حظيت باهتمام إعلامي كبيراً لكونها الأعلى في تاريخ الكرة المصرية ولما حفلت به من أحداث مثيرة ومطاردات في الشوارع، وفي الأهلي كان الغضب شديداً من الأسلوب الذي انتهجه مرتضى منصور في اختطاف المندوب من مطار القاهرة.

وأعلن عدلي القيعي أن لوكوموتيف لم يبدو مرونة لتخفيض المبلغ المطلوب وتمسك بـ 7,1 مليون يورو، وهو ما يتجاوز الحدود التي وضعها الأهلي لهذه الصفقة، وفي محاولة لاحتواء ردود الأفعال السلبية داخل الأهلي قلل القيعي من أهمية عمرو زكي وأشار إلى فشله في روسيا وإلى الإصابة الغامضة التي لم يتوصل الأطباء إلى تشخيص دقيق حولها، وأوضح أن الصفقة كانت أشبه بالمغامرة والمجازفة!! وألمح إلى أن مندوب لوكوموتيف عرض التعاقد مع أبو تريكة ولكن الأهلي طلب ستة ملايين يورو فلم يكرر العرض.

وعلى العكس تماماً ساد الارتياح داخل نادي الزمالك ليس لمجرد الحصول على عمرو زكي، بل للانتصار على الأهلي مما يكشف عن الأجواء السلبية التي تخيم على علاقة الناديين، وفي مشهد غريب حمل جمهور الزمالك على الأعناق مرتضى منصور، تعبيراً عن امتنانهم له في إبرام الاتفاق.

ويتصاعد الصراع لأقصى درجاته ويوم أمس أعلن الأهلي عن تفاوضه مع لاعب الجيش عبدالستار صبري الذي كان في طريقه للزمالك، وزعم أن مانويل جوزيه ـ الذي يمضي أجازة في البرتغال ـ متمسك به، واللافت أن عبدالستار صبري يبلغ 33 عاماً وكاد أن يعتزل قبل عام لولا انضمامه إلى طلائع الجيش.

وبناء على شكوى من نادي الزمالك استدعى اتحاد الكرة اللاعبين محمد صديق وطارق السعيد للتحقيق معهما حول انقطاعهما عن التدريب رغم أن عقدهما مازال سارياً.

ونفى اللاعبان ذلك وأكدا أن المدرب كاجودا يمنعهما من المشاركة في التدريب، وبناء على ذلك تقرر الاستماع إلى شهادة كاجودا.

القاهرة ـ علاء إسماعيل:

Email