تتجه أنظار العالم نحو استاد نوكامب في برشلونة في الساعة العاشرة و45 دقيقة مساء اليوم بتوقيت الإمارات لمتابعة المواجهة الساخنة بين برشلونة وضيفه ميلان للحصول على البطاقة الأخيرة في نهائي دوري أبطال أوروبا، ويسعى برشلونة الأوفر حظا ونجوما لتعزيز موقفه بعد أن كان قد فاز في الذهاب بميلان 1-صفر كما يسعى للثأر من ميلان الذي كان قد ألحق به خسارة مذلة بنتيجة 4-صفر في نهائي البطولة عام 1994.

لكن الأكيد انه ليس في نية ميلان الإيطالي الاستسلام بسهولة رغم أن وضعه هو الاسوء بالمقارنة مع أطراف الرباعي الذهبي الأخير خصوصا بعد أن تلقى خسارة على أرضه في سان سيرو في الذهاب وهاهو يذهب الى برشلونة وقد خسر جهود ثلاثة من ابرز لاعبيه بعد إصابتهم أمام ميسينا ضمن الكالتشيو الإيطالي وهم لاعب خط الوسط البرازيلي كاكا وقلب الدفاع الإيطالي اليساندرو نيستا ولاعب خط الوسط ماسيمو امبروسيني.. ولم يكن هؤلاء هم وحدهم «العطلانين» في صفوف ميلان فبعد المباراة تلقى اندريه شفشينكو أيضا العلاج.

بالإضافة إلى كافو وقال نادي ميلان في بيان له ان كلا اللاعبين لن تتأكد مشاركتهما إلا قبل ساعات من مباراة الليلة، ولم يتأخر النادي في تنظيم حملة «علاقات عامة» بدا بتصريحات كافو الذي قال «أنا بخير، أنا أشفى تدريجيا وساكون جاهزا لمباراة الأربعاء» بينما قال انزاغي انه «متاح» بعد أن غاب عن مباراتي ميسينا في الدوري الإيطالي وبرشلونة في دوري أبطال أوروبا بداعي الإصابة بفايروس، أما «العالمين بحال» ميلان فيقولون أن الهاجس الأكبر لمدرب الفريق انشيلوتي هو المدافع اليساندرو نيستا الذي يجب أن يكون جاهزا لمباراة الإياب وان لم يحصل هذا الأمر فان انشيلوتي سوف يركن إلى «ياب ستام» ليلعب بجنب الجورجي كالادزة في منطقة قلب الدفاع.

وفي الطرف الآخر فإن تأجيل مباراة برشلونة واشبيلية ـ رغم قيام ريكارد بإراحة جميع لاعبيه الأساسيين من خوضها لتفادي الإصابة ـ بسبب عاصفة رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة حولت أرضية الملعب إلى بركة مياه، قد جاء لمصلحة برشلونة وقد قال المدرب ريكارد «لا اعرف إن كان قرار التأجيل صحيحا أم لا ولكن ما يمكنني قوله انه كان جيد لنا لكي نهيئ أنفسنا» لكن المدرب أبدى تذمره من مسالة الانتظار لمدة ساعة لكي يعرف مصير المباراة وهو ما شكل لديه نقطة سوداء وعبر عن امتعاضه منها.

لاعب خط الوسط في فريق برشلونة الفرنسي لودفيج جولي، وهو صاحب هدف المباراة الوحيد في مرمى ميلان في الذهاب، لم يخف شعوره بأن الفريق قد قطع نصف الطريق بالفعل، أما لاعب برشلونة البرتغالي ديكو فحذر زملاءه من الاستخفاف بالمباراة ودعاهم الى «أعلى درجات التركيز» لأنه يعرف حال الأندية الإيطالية حيث أنها تأتى إلى ملعب نو كامب وهي تعمل «بكامل طاقتها» ومن هذا المنطلق «ستكون المباراة اصعب من المباراة الاولى» لان الفريق الإيطالي «لا يملك أية فرصة ثانية» ويضيف ديكو أن مباراة اليوم لا تختلف عن مباراة برشلونة مع تشيلسي «نحن متقدمين عليهم بهدف، وهذه أفضلية دون شك، ولكننا يجب أن نكون جاهزين بنسبة 100% وأن نكون حذرين ونبعدهم عن تسجيل أية أهداف مبكرة، علينا أن نوقفهم عن اللعب وان نسيطر أكثر على مجريات المباراة بحيث يخسر ميلان أية فرصة للحصول على الكرة كما كان الحال معهم على أرضهم».

و يذكر ديكو أن ما سيحدث على الساحة الليلة لن يقتصر على مباراة الليلة محذرا من البطاقات الصفراء وخصوصا لماركيز وبويول لأن أية بطاقة صفراء ستعني ضربة لجهود برشلونة في مباراة باريس غير انه يؤكد «حينما تكون على الساحة فمن الصعب التحكم في هذه الامور، غير أن فقدان فرصة الظهور في النهائي سيكون ضربة قوية، على العموم هو لاعبون ذوي نوعية جيدة وسينجحون في الدخول إلى المباراة وعدم ارتكاب أخطاء فيها».

رونالدينيو جاهز

بات بحكم المؤكد عودة رونالدينيو إلى المباراة بعد أن شوهد الاثنين وهو يتدرب مع الفريق قبل 48 ساعة فقط من موعد المباراة مع ميلان وقد طمأن موقع النادي المشجعين بان اللاعب البرازيلي في جاهزية كاملة للمباراة غير ان الاتجاه سيكون إشراك رونالدينيو كبديل في المباراة كما شوهد لارسون أيضا يتدرب ولم يتم معرفة ان كان سيكون جاهزا لهذه المباراة أم لا.

وأكد لاعب برشلونة انيستا أن تاجيل مباراة فريقه مع اشبيلة كان له ابلغ الأثر في كون برشلونة أكثر استعدادا لمباراة ميلان غير انه يؤكد «نتيجة مباراة ميلان سوف تكشف لنا إن كان تأجيل مباراتنا مع اشبيلية قرارا صائبا» وأضاف اللاعب انه مستعد للمباراة «فقد خضت 6 مباريات متتالية حتى الآن وان كلي ثقة بما يخص مباراة الأربعاء، غير أن قرار إشراكي سيكون بيد ريكارد» ويعيش انيستا أحلى أيامه بعد أن قال اكسافي هيرنانديز من بين آخرين أن انيستا يستحق مكانا في تشكيلة إسبانيا المشاركة في كأس العالم المقبلة منتصف العام الجاري.

انشيلوتي متفائل

بالانتقال إلى قلعة ميلان فان مدرب الفريق الإيطالي كارلو انشيلوتي متفائل بعد اقتراب ميلان من يوفنتوس في لائحة صدارة الدوري الإيطالي فقائد «الروزانيري» وصيف البطل الإيطالي حاليا يرغب أن يضمن مكان «الوصيف» على الأقل على المستوى الأوروبي عبر مباراة اليوم وهو يقول «مازلت أؤكد أن فرصنا أفضل في التأهل» ويرى انشيلوتي أن فرصه في دوري الأبطال اكبر من تلك الخاصة بالدوري الإيطالي خصوصا وان هناك 3 نقاط كفارق بينه وبين السيدة العجوز مع بقاء 3 مباريات في الدوري الإيطالي.

وقد مدد ميلان عقد مدافعه كافو حتى 30 يونيو 2007 وينتظر منه الكثير في مواجهة خط هجوم برشلونة الليلة في المقابل عاد ميلان وأكد للمرة الثانية بان انشيلوتي لن يغادر الفريق بعد أنباء تحدثت عن قرب انتقال الأخير إلى ريال مدريد الموسم المقبل، حيث سبق وان نقل راديو «كاندينا سير» أنباء عن توصل الريال لاتفاق لجلب انشيلوتي الى برنابيو مع نهاية الموسم الحالي مع قرب «نهاية حملة ميلان في دوري الأبطال» حسب تعبير الإذاعة الإسبانية وهو ما دعى نائب رئيس ميلان ادريانو جيلياني للقول «انشيلوتي مازال مدربنا» مضيفا «مازالت أمامه سنتان لكي ينتهي عقده، وأنا أؤكد ذلك، فعلى الرغم مما يقوله البعض فانه سيبقى مدربا في ميلان».

على العموم يجب أن نذكر ان ميلان عام 1994 نجح في تحطيم أسطورة فريق «الدريم تيم» وهو الاسم الذي أطلق على برشلونة بعد ان نجح تحت قيادة الأسطورة يوهان كرويف في تحقيق العديد من الألقاب القارية والمحلية منها 4 ألقاب متتالية في الدوري واللقب الوحيد في دوري أبطال أوروبا 1992، وقد فاز ميلان «ببساطة» في نهائي دوري الأبطال تلك السنة بأربعة أهداف دون رد والنتيجة كانت بمثابة «الإذلال» للاعبي برشلونة، وإذا نجح برشلونة في التأهل للنهائي الليلة فسيكون أول فريق ينجح في إخراج فريق إيطالي من الدور نصف النهائي في تاريخ دوري أبطال أوروبا منذ انطلاقتها عام 1955.

اللاعبون الأكثر خبرة

يعتبر لاعب نادي ميلان الإيطالي باولو مالديني اللاعب الأكثر خبرة في صفوف الفريقين اليوم مع عدد مباريات في دوري أبطال أوروبا يصل إلى 96 مباراة أي أنه بحاجة إلى أربع مباريات للوصول إلى مصاف لاعبي النادي المئوي، ويأتي الهولندي كلارينس سيدروف في المركز الثاني حيث خاض 81 مباراة مسجلا 6 أهداف ثم الأوكراني اندريه شفشينكو الذي خاض 78 مباراة مسجلا 43 هدفا ويحل كل من الإيطاليين اليساندرو نيستا واليساندرو كوستا كورتا في المركز الرابع برصيد 63 مباراة ثم الهولندي ياب ستام برصيد 61 مباراة.

اما صفوف برشلونة فتبدو اقل خبرة من صفوف ميلان حيث يعد الإسباني اكسافي الأكثر خبرة برصيد 57 مباراة مسجلا هدفين يليه مواطنه كارلوس بويول برصيد 55 مباراة ثم البرتغالي ديكو برصيد 51 مباراة مع 11 هدفا وهي اكبر حصيلة من الأهداف في صفوف برشلونة بالمشاركة مع البرازيلي رونالدينيو الذي خاض حتى الآن 17 مباراة في دوري أبطال أوروبا.

برشلونة أمام الأندية الإيطالية

أول إحراج إيطالي للنادي الكتالوني يعود إلى موسم 1969/1970 في كأس المعارض حيث خرج على يد فرق الانتر من الدور ثمن النهائي تلى ذلك في نفس المنافسة ومن دور الـ 32 أمام يوفنتوس الإيطالي ثم في عام 1993/1994 التقى برشلونة وميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا وانتهت المباراة لمصلحة الفريق الإيطالي ثم في موسم 2002/2003 خرج برشلونة على يد يوفنتوس الإيطالي في الدور ربع النهائي من البطولة.. الفريق الكتالوني خاض 36 لقاءا مع الأندية الإيطالية في تاريخ المنافسات الأوروبية أنهى 50% منها لمصحلته بالفوز و8 بالتعادل و10 بالخسارة مسجلا 64 هدفا ومستقبلا 39 منها 16 لقاءا في النيوكامب حيث أنهى 9 مباريات بالفوز و5 بالخسارة مسجلا 35 هدفا ومستقبلا في شباكه 17 هدفا.

ميلان أمام الأندية الإسبانية

خرج ميلان في عدة مناسبات على يد الفرق الإسبانية منذ أول مشاركة له في البطولة فقد خرج على يد ريال مدريد في الدور نصف النهائي 1955/1956 وثم مركز الوصيف بعد أن خسر أمام الريال في 1957/1958 ثم خرج على يد برشلونة من الدور الأول لموسم 1959/1960 وكل هذا في دوري أبطال أوروبا، ثم عاد في موسم 1963/1964 وخرج على يد ريال مدريد من الدور ربع النهائي، وفي موسم 1976/1977 خرج من كأس الاتحاد الأوروبي ومن الدور ثمن النهائي على يد اتلتيكو بلباو وفي موسم 1977/1978 خرج على يد ريال بيتيس من دور الـ 32 ثم على يد اسبانيول من الدور ذاته في كاس الاتحاد الأوروبي في موسم 1987/1988 وأخيرا خرج من الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا في موسم 2003/2004 على يد ديبورتيفو لاكرونيا ولم يسبق له الخروج كما هو حال بقية الأندية الإيطالية الأخرى من الدور نصف النهائي من المنافسة فهل يكون برشلونة أول فريق يحقق ذلك.

اللقاءات السابقة بين الفريقين

يعود أول لقاء بين الفريقين الى موسم 1959/1960 في الدور الأول من بطولة دوري أبطال أوروبا «كأس الأبطال حينها» وفاز برشلونة بأول لقاء بين الفريقين بنتيجة 2/صفر في 4 نوفمبر 1959 ثم كرر النتيجة في الإياب بنتيجة 5/1 ليتأهل إلى الدور التالي على حساب النادي الإيطالي في 25 نوفمبر 1959 وبعد 35 عاما عاد الفريقان ليلتقيا في نهائي دوري الأبطال في 18 مايو 1994 وانتهى اللقاء بأربعة أهداف نظيفة، وفي 26 سبتمبر 2000 فاز ميلان على برشلونة بهدفين دون مقابل في الدور الأول من البطولة ثم انتهت مباراة الإياب بينهما ضمن نفس الدور بالتعادل 3/3، وفي موسم 2004/2005 تكرر اللقاء بين الفريقين حيث فاز ميلان في الذهاب 1/صفر في 20 أكتوبر 2004 وفاز الفريق الكتالوني في الإياب 2/1 في 2 نوفمبر 2004 وقد عاد الفريقان هذا الموسم ليلتقيا في مباراتهم الثامنة التي انتهت لمصلحة برشلونة في سان سيرو 1/صفر في ذهاب الدور نصف النهائي الذي جرى في 18 أبريل 2006.

زيد بنيامين