المكتب التنفيذي لوزراء الشباب يتصدّى للقضية الشائكة اليوم

من ينظّم دورة الألعاب العربية 2007؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدأ اليوم اجتماعات المكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة العرب في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة وهي التي تحمل رقم 48 ويرأسها الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية المصري خلفاً لوزير الشباب السابق ممدوح البلتاجي والمعروف ان مصر ترأس المكتب التنفيذي دائماً بحكم أنها دولة المقر.

وتشارك في الاجتماع 9 دول هي اعضاء المكتب التنفيذي ويتم اختيارها وفقاً لنظام معين كل أربع سنوات وهي: دولة الإمارات ـ الأردن ـ السعودية ـ السودان ـ سوريا ـ سلطنة عمان ـ الكويت ـ المغرب ـ مصر.

ويمثل الإمارات سلطان صقر السويدي الأمين العام لهيئة الشباب والرياضة، في حين تأجل وصول معالي الوزير عبدالرحمن محمد العويس إلى الغد ليشارك في اجتماع مجلس وزراء الشباب والرياضة الذي من المقرر ان يعقد الاربعاء.

ويضم وفد الإمارات الدكتور محمد سالم سهيل الوكيل المساعد ومحمد خليفة بالهول مدير إدارة الشباب ومحمد الصلاقي مدير إدارة الإعلام.ويحمل وفد الإمارات توجهاً محدداً فيما يخص القضية التي تستأثر بالاهتمام وتتعلق باختيار الدولة التي ستنظم دورة الألعاب العربية الحادية عشرة عام 2007، وهو توجه يتفق مع موقف دول مجلس التعاون الخليجي.

ولن يصدر عن المكتب التنفيذي قرار في هذا الشأن، بل توصية يتم عرضها على اجتماع مجلس وزراء الشباب العرب المناط به اعلان اسم الدولة، ويتنافس على استضافة الدورة كل من مصر وسوريا ولبنان ولأول مرة في تاريخ الدورات العربية تأخذ المنافسة على التنظيم هذا المنحنى التنافسي الرائع،

مما دفع الجامعة العربية لإجراء جلسة مناظرة حضارية يوم 31 ديسمبر 2005 في فندق هيلتون النيل استمرت 6 ساعات متواصلة، تبارت خلالها الدول الثلاث في عرض ملفاتها واستعراض ما تملكه من بنية أساسية وخبرات إدارية ورياضية.

وبسبب المنافسة تم تشكيل فريق تفتيش من أعضاء اللجنة الرياضية المعاونة للوزراء ومن بين أعضائها الدكتور محمد سالم سهيل، وقام الفريق بجولات في مصر من 9 إلى 12 فبراير وتزامنت مع نهائي بطولة الأمم الإفريقية، وفي سوريا من 21 إلى 24 واختتم الجولة في لبنان من 25 إلى 28 فبراير.

مفاجأة التفتيش

وتمشياً مع العادات العربية في عدم الاستقرار تلقت لجنة التفتيش مفاجأة غير سارة عندما صدر التعديل الوزاري في المملكة الأردنية، وبموجبه خرج الدكتور مأمون نورالدين رئيس المجلس الأعلى للشباب من منصبه

وهو من محاور العمل في الجامعة العربية وكان نائباً لرئيس المكتب التنفيذي لوزراء الشباب ورئيس اللجنة الرياضية وكذلك المسؤول عن فريق التفتيش. والمفارقة أنه تلقى خبر اقالته خلال قيامه بالجولة في سوريا مع فريق التفتيش، فودع الأعضاء وعاد إلى بلاده مسرعاً!

لا توصيات

وفي تصريحات خاصة للدكتور حمدون في القاهرة قال ان فريق التفتيش عقد جلسة تشاورية مساء السبت للتعارف على ساري حمدان رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الأردني بالوكالة والذي تسلم مناصب سلفه.

وفي التاسعة من صباح الأمس ـ الأحد ـ عقد المفتشون اجتماعاً لصياغة تقرير مطول حول مشاهدات الجولة في الدول الثلاث ولم يتطرق إلى إبداء الرأي بل كان الاطار محدداً في استعراض المنشآت لدى كل دولة وقدراتها المخصصة للتنظيم، وكان تقريراً فنياً في الأساس يغلب عليه الطابع الميداني.

وفي الحادية عشرة صباحاً عقدت اللجنة الرياضية اجتماعهاً وترأسه لأول مرة ساري حمدان، والمح الدكتور حمدان إلى ان اللجنة التي تضم 19 عضواً ناقشت تقرير التفتيش واضافت إليه بعض الملاحظات وتدارست اوجه التمايز في كل دولة، واشارت اللجنة بتوافر هذه الاعداد الكبيرة من المنشآت في الدول العربية وأوصت بإسناد الدورة العربية إلى الدول الثلاث أعوام 2007 و2009 و2011.

وحرصت اللجنة الرياضية كما أوضح الدكتور حمدون لـ »البيان الرياضي« على عدم تقديم توصية باسم الدولة الأفضل، واتفق الاعضاء على ترك هذه المهمة إلى المكتب التنفيذي اليوم منعاً للحرج وعدم إثارة الحساسيات.

الملف اللبناني

الملف اللبناني كما يقدمه زيد الخيامي المسؤول التنفيذي يقطر سياسة ويعتمد على عناصر وعوامل يغلب عليها الطابع السياسي والبداية من الاسم، فقد اطلق عليه اسم »دورة الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري«

والصفحة الأولى من الملف عبارة عن صورة مكبرة للملعب البلدي عندماً تعرض للقصف الجوي عام 1982 من جانب الطائرات الاسرائيلية، وفي الصفحة التالية صورة لنفس الملعب عقب اعادة بنائه مع افتتاح دورة الالعاب العربية الثامنة عام 1997 مع صورة ضخمة للشهيد.

ويقدم الدكتور أحمد فتفت وزير الشباب والرياضة الملف بكلمة تم توزيعها على الوفود ترتكز على ان لبنان يتقدم بطلب الاستضافة من اجل احياء ذكرى شهيدها

ويعبر عن ذلك بقوله: »عام 97 تحققت رؤية الحريري وتجمع العشاق من المحيط إلى الخليج وتجمعوا يداً واحدة، واليوم اغمض الحريري عينيه في حضرة ربه عز وعلا وهو لا يرى في بيروت سوى حورية البحر وعام 2007 سيجتمع العرب ليصفقوا لعرس بيروت«.

ويبدو الملف مدركاً لتساؤلات الآخرين فيفرد مساحة عن الأمن الذي يقلق الجميع، ويشير إلى تشكيل لجنة أمنية تضم ممثلين عن الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وكذلك أمن الدولة،

وتتبع مباشرة اللجنة المنظمة وتتولى رعاية وحماية البعثات والضيوف من وصولها لبنان، وتتابع حماية الملاعب والفنادق والسيارات الخاصة بالدورة، ويتم تقسيم الرعاية الأمنية إلى مستويات منظورة وغير منظورة.

ويبلغ الملف دقة كاملة ويتضمن برنامج تفصيلي لكافة فعاليات الدورة بكل لعباتها، باليوم والساعة، كما يشكف عن 26 لعبة تندرج ضمن المسابقات، ويستعرض الملاعب واهمها المدينة الرياضية في بيروت والذي يشهد حفل الافتتاح،

والملعب الاولمبي (50 الف متفرج) وملعب طرابلس (25 ألف متفرج) وملعب صيدا البلدي (22 ألف متفرج)، ثم ملعب بيروت البلدي الذي يقع في قلب المدينة (15 ألف متفرج)، إضافة إلى العديد من القاعات المغلقة وميادين الفروسية وغيرها.

الملف السوري

ويتميز الملف السوري بالانضباط في العرض ويحمل في عباراته روح حزب البعث ويردد شعارات سياسية تهدف إلى جمع التأييد من أجل تنظيم الدورة وتؤكد على الاستقرار الأمني والاقتصادي وعلى المسؤولية الوطنية والقومية التي تتحملها سوريا دوماً.

ويرأس الملف الدكتور فيصل البصري المسؤول الأول عن الرياضة وحضر إلى القاهرة مع فريق عمل من الرياضيين المثقفين الشباب للترويج وتقديم صورة جيدة عن قدرة سوريا لاستضافة الدورة،

ويشير الدكتور البصري في حملاته الدعائية إلى ان بلاده سبق وان تصدت لإنقاذ الدورات العربية من الضياع عندما استضافت الدورة الخامسة 1976 والسابعة 1992، وما بينهما نظمت دورة البحر المتوسط 1987.

ويبدو السخاء واضحاً في الملاعب والصالات الرياضية، ويحدد الملف عدداً منها للدورة العربية ومن بينها استاد العباسيين الشهير بدمشق (35 ألف متفرج)، ومدينة الفيحاء بها صالة قصير الرياضة (800 متفرج) ومجمع اللعبات النزالية والمسابح الدولية، ومدينة الجلاء ومنها صالة سعة 2000 متفرج،

ومجمع مدينة تشرين ذو المسبح الشتوي المغطى، وميادين الشرطة للفروسية والرماية في شبعا.وهناك منشآت مماثلة في حلب مثل مجمع الحمدانية الرياضي، وفي اللاذقية مدينة الأسد الرياضية.

الملف المصري

الملف المصري لا يتطرق إلى السياسة كثيراً ولا يعتبرها من عناصر الترويج لكنه يداعب مشاعر العرب المحبين للقاهرة ونهر النيل وكرم الضيافة فيها والعلاقات التاريخية الدافئة، ويقدم الملف في عبارات مبسطة لكنها بليغة بعيداً عن الشعارات ذات الأبعاد السياسية.

وأهم ما في الملف المصري ان المنشآت والملاعب المخصصة للدورة العربية في معظمها تقع في دائرة لا تتجاوز مساحتها خمسة كيلو مترات، باستثناء ميدان الرماية الدولي في نادي القوات المسلحة بالهرم، والممر البحري، لسباقات التجديف واليخوت في قناة السويس بمدينة الاسماعيلية.

وتتركز المنشآت في استاد القاهرة الأعظم على مستوى الشرق الأوسط والثالث على العالم من حيث سعة الجماهير (80 ألف متفرج) ومجمع الصالات الذي يضم خمس صالات احداها تسع (20 الف متفرج) وهي من اكبر الصالات في العالم، ومجمع المسابح والغطس وملعب الهوكي وكلها في دائرة مدينة استاد القاهرة الذي تقام به مسابقات العاب القوى.

كما توجد ملاعب وصالات قريبة في اندية الشمس والأهلي فرع مدينة نصر والقطامية والزهور.والملف المصري يلفت الاهتمام بحصوله على تسويق من »فودافون« والتي ستدفع ثلاثة ملايين دولار في حال حصول مصر على حق التنظيم، كما رصدت الحكومة سبعة ملايين جنيه، ويفخر الملف بالنجاح الذي تحقق مع استضافة بطولة الأمم الإفريقية مؤخراً.

القاهرة ـ علاء إسماعيل

Email