نقاط فوق الحروف

لماذا لم يصبر فيصل خليل؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

* هروب نجم النادي الأهلي فيصل خليل ـ إن صحّ التعبير ـ بـ «المانشيت» الصحافي المثير أو لم يصح، وسفره إلى فرنسا للاحتراف ضمن صفوف أحد فرق الدرجة الثانية هناك، ومغادرته البلاد بنفس طريقة أسلافه اللاعبين الثلاثة راشد عبدالرحمن ومحمد راشد سرور (الشعب) وحارس المرمى عبيد الطويلة (دبي) في رأيي لم يكن «مفاجأة» حتى بالنسبة لمعظم إداريي النادي الأهلي الذين يعلمون جيداً «سِرّه في بطنه» وإن أظهر بعضهم دهشته، إلا أنهم في قرارة أنفسهم فرحوا عند سماعهم وتحققهم من صحة رحيله!

* لأنهم يعتقدون أنه ظل «خميرة عكننة» لمجلس إدارتهم لمطالبته المتكررة بالاحتراف وضرورة توقيع عقد حقيقي معه ورفضه التفرغ لأنه أصلاً متفرغ للعب كهاوٍ وليس لديه عمل أو وظيفة يتكسّب منها رزقه.

* ولأنه كذلك يعكّر صفو فريقهم والمدرب الذي يتولى أمرهم باعتداده بمستواه واعتزازه بنفسه وموهبته التي حباه الله بها.

* وهي موهبة نادرة في لاعبي الإمارات، فمن بين خمسين مهاجماً تجد واحداً أو اثنين على شاكلته، وإن اختلفت طريقة اللعب والمهاجمة والتسديد.

* لعل شباك معظم فرق الأندية بالدرجة الأولى كانت تعتبره الخصم اللدود الذي لا تدري من أين يأتي منه الخطر! وفي الوقت نفسه تعتز بصداقتها له لأنه يمتعها أحياناً بولوج الكرات التي يسددها ببراعة بإحدى قدميه أو بلدغات رأسية متقنة.

* أعود إلى القول إن سفره لم يكن مفاجأة بقدر ما أحدث «صدمة» لجماهير النادي العريق التي كانت تأمل بعد خروج الفريق من مسابقتي الكأسين بأن يعوض لها مع زملائه المبدعين الآخرين وبجانب المحترفين الأجنبيين بطولة الدوري واسترداد درعها التي طال انتظارها.

* ولكن لماذا لم يصبر فيصل خليل أكثر مما صبر؟ ربما خشي أن تضيع منه فرصة الاحتراف الخارجي التي جاءته مهرولة من فرنسا مجدداً وعلى طبق من ذهب تحمل عرضاً قيمته ثلاثة ملايين دولار، وملكية شقة في قلب باريس، وهي التي ظل يبحث عنها بالإيجار في القصيص والصفيّة!

* ولهذا سافر.. أو هرب سراً ليحقق حلمه بتوقيعه عقداً أمس ضمن له اللعب كمحترف حقيقي وأمن له حاضره ومستقبله! والقانون الدولي في صفّه.

كلمات لها إيقاع

* إن إدارة النادي الأهلي تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية رحيل لاعبها وفي اتخاذه هذا القرار الانفرادي لأنها تلكأت في حل مشكلته وتجاهلت أهم مطالبه وهي إيجاد صيغة احترافية له، ولم تسع للمحافظة عليه كسعيها للتعاقد مع الأجنبي الثاني الذي دفعت له كل «حيلتها» باليورو، واعتبرته وزملاءه موظفين متفرغين برواتب مقطوعة بلا امتيازات!

* فكانت الخسارة مزدوجة للفريقين الأحمر والأبيض.

kamaltaha@albayan.ae

Email