بدون ألوان

الهروب الكبير

ت + ت - الحجم الطبيعي

ــ استيقظ الشارع الرياضي يوم أمس على خبر كان أشبه بالصاعقة التي نادراً ما تحدث. فقد غادر نجم النادي الأهلي والمنتخب الوطني فيصل خليل سرا إلى فرنسا للاحتراف ضمن صفوف أحد فرق أندية الدرجة الثانية فيها. ورغم سرية سفره إلا أن الخبر سرعان ما انتشر في كافة الأوساط وبات القاسم المشترك للأحاديث في كافة المجالس، في مشهد كان من الواضح أنه خطط له بشكل جيد.

ــ وأمام السرية التي فرضت على هذا التصرف منذ وصول العرض وحتى المغادرة دون إبداء ما يثير الشك حتى عند أقرب الأقربين لفيصل، فإنه يمكن القول إن الأمر خطط له بحنكة وذكاء شديدين، ولا أستبعد في ضوء ذلك أن ينسحب التخطيط والترتيب لكل ما سوف يصدر من تصريحات عبر فيصل أو أقاربه في المرحلة المقبلة بما يضمن عدم الوقوع في الأخطاء التي وقعت ممن سبقوه في الهروب دون سابق إنذار.

ــ وما كامل احترامنا وتقديرنا لما صدر عن أحد أقاربه كما هو منشور في البيان اليوم بأن سفره إنما هو سعي لتأمين مستقبله وليس هروبا، فهذا القول منافٍ للواقع والحقيقة ولا يتفق مع الأصول والأعراف والمبادئ التي تسير الأمور داخل النادي الأهلي. فقد قفز فيصل فوق هذه المبادئ وأقدم على تصرف لا ينسجم والأعراف، ولم يتبع الأصول التي كانت تفرض عليه وعلى بوضياف وكيل الأعمال عرض الأمر على النادي الأهلي لمناقشة هذا العرض ومدى جديته وصلاحيته، وطبقا لموقف النادي يكون رد الفعل.

ــ لقد سبق أن أعلن عن رغبة أحد الأندية المحلية في شراء فيصل خليل مقابل 7 ملايين درهم، ولكن لم يصدر عن النادي الأهلي أي قرار بهذا الشأن لسبب بسيط وهو أنه لم يتسلم أي عروض رسمية وإنما مجرد كلام، ولكن هذه المرة كان يجب على أبو ضياف عدم تجاهل النادي وأن يعرض الأمر على المسؤولين فيه حفاظا على المصداقية وعلى أكل عيشه، لأنه بهذه التصرفات البعيدة عن الأصول يخلق المشاكل لأنديتنا ويلعب بمشاعر وعواطف اللاعبين.

ــ لا جدال في أن فيصل خليل أخطأ في حق ناديه وفي حق جماهير النادي والمنتخب الوطني، وفي حق الإعلام الذي وقف إلى جانبه كثيراً وسانده في الكثير من المواقف سواء ضد مدربي المنتخب الوطني الذين تجاهلوا انضمامه للمنتخب، أو ضد مدربي الأهلي وآخرهم بيلاتشي الذي ربط بقاءه مع الفريق بابتعاد فيصل عنه.وما كان يجب على الإطلاق أن يسيء إلى النادي بهذا الشكل، وأن يسبب له هذا الإحراج الشديد على الرغم من المواقف الإيجابية الكثيرة للنادي معه.

ــ وبعيدا عن هروب فيصل خليل الذي من المؤكد أنه سيفتح أبواباً جديدة من النقاش في قضية الاحتراف التي لم تقفل بعد. فقد نجح المصريون في عبور أول حاجز في طريق المنافسة على لقب كأس الأمم الإفريقية بالفوز الكبير على المنتخب الليبي، والذي خالف عادة المباريات الافتتاحية التي تنتهي عادة إما بالتعادل أو فوز أحد أطرافها بهدف أو هدفين، وبذلك أكمل الفراعنة سيمفونية اليوم الأول التي بدأت بحفل افتتاح منظم وبلا مشاكل (متعوب عليه) حمل رسالة مهمة إلى رجال الفيفا سوف تظهر تبعاتها في المرحلة المقبلة، والمهم ألا ينخدع أبناء مصر بالنجاح الأول وأن يواصلوا المسيرة بالروح نفسها حتى اليوم الأخير.

refaat@albayan.ae

Email