استياء رسمي شديد لمغادرة بلاتر المفاجئة
رئيس الفيفا يحرج «همام» ويربك مصر ويغيب عن افتتاح البطولة
استياء شديد ساد أوساط بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم قبل ساعات من افتتاحها بسبب القرار الغريب الذي اتخذه جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي بمغادرة القاهرة عصر امس بعد زيارة لم تتجاوز 28 ساعة بالتمام والكمال.
البيان الذي أصدره اورسي ليفس الامين العام للفيفا اكد ان تعديل موعد المغادرة يعود لأسباب صحية حيث يعاني بلاتر من ألم شديد في مفصل قدمه وبناء على نصيحة الاطباء تم تقليص الزيارة، هذا البيان لم يقنع السلطات الرسمية في مصر خاصة ان مكتب مدير الفيفا ارسل منذ ايام البرنامج الكامل للزيارة
والتي كان محدداً ان تستمر اربعة ايام وتم اتخاذ الترتيبات اللازمة في مصر ومن بينها استقبال الرئيس المصري مبارك لبلاتر لمدة 15 دقيقة، كما وافق رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد نظيف على حضور تدشين مركز المنتخبات الوطنية الذي يموله الفيفا بواسطة مشروع الهدف وهو الحدث الذي كان ينتظر وصول بلاتر.
واعربت اللجنة المنظمة للبطولة عن دهشتها من قطع بلاتر للزيارة ولم تعلق نظراً لحساسية القضية، إلا ان مصادر رسمية بالمجلس القومي اعربت عن الاستياء البالغ لتجاهل بلاتر الترتيبات الرفيعة التي تم اتخاذها لإنجاح زيارته.
وفي الاتحاد الافريقي اكد المتحدث الرسمي ان بلاتر وعد بالحضور في ختام البطولة للمشاركة في تدشين مركز المنتخبات!وأثار بلاتر علامات استفهام حول زيارته الخاطفة التي لم تحقق أي نتائج، ورغم الاستقبال الانيق له في المطار،
إلا انه توجه إلى غرفته بالفندق ولم يغادرها إلا مساء لإلقاء كلمة في الجلسة الاولى لاجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الافريقي ثم شارك لبعض الوقت في حفل العشاء الذي اقيم داخل السفينة العائمة »مكسيم«، وعاد إلى غرفته، ويوم امس شهد جانباً من اجتماع الكونغرس والتصويت على مقاعد اللجنة التنفيذية ثم اختفى في غرفته ومنها إلى المطار حيث قفل عائداً إلى سويسرا على متن الطائرة الخاصة بالفيفا!
التساؤلات أحاطت بالزيارة وعلقت دوائر مسؤولة في اتحاد الكرة الافريقي بأن عدم حضور بلاتر افتتاح بطولة افريقيا يوم غد يحمل في طياته تجاهلاً غير مبرر، كما انه تصرف غير لائق تجاه الدولة المنظمة خاصة ان الافتتاح يشهده قمة القيادة السياسية ورغم كل هذه الاعتبارات غادر القاهرة مكتفياً بالبيان المقتضب دون أي اعتذار.
وبسبب السفر المفاجىء تم الغاء المؤتمر الصحافي العالمي الذي كان سيعقده بلاتر وحياتو اليوم في ستاد القاهرة كما تم الغاء زيارة ودية كان مقرراًأن يقوم بها إلى النادي الاهلي والذي قام بوضع اللافتات المرحبة واعداد برنامج لاستقباله، اما الطامة الكبرى فتمثلت في تأجيل افتتاح مركز مشروع الهدف.
وفي حوار خاص لـ »البيان الرياضي« مع الدكتور طه اسماعيل مدير مشروع الهدف بشمال ووسط افريقيا قال لي: انه علم بتقليص زيارة بلاتر، قبل وصوله إلى القاهرة بساعات، وانه فوجىء تماماً بالقرار رغم اتخاذ كافة الترتيبات لتجهيز مركز المنتخبات الجديد وقال: ان برنامج بلاتر كان يتضمن ثلاث فقرات اساسية هي الكونغرس والهدف وافتتاح البطولة ولكنه اكتفى بالاولى فقط.
وشكك الدكتور طه في امكانية حضور بلاتر افتتاح المركز قبل ختام البطولة، لإجرائه جراحة في قدمه المصابة يمكن ان تحول دون عودته إلى القاهرة. وقال لي مسؤول رفيع في الاتحاد الافريقي على صلة وثيقة بالفيفا: ان بلاتر لن يحضر ختام البطولة في حال غياب منتخب مصر عن المباراة النهائية، لأنه سيتحول إلى مناسبة قليلة الأهمية لغياب قيادات الدولة وخلو المدرجات من الجماهير، أي ان عودته إلى القاهرة مشروطة.
همام والموقف الحرج
ووسط الارتباك الذي اثارته الزيارة المزعجة لبلاتر وجد محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي نفسه في موقف شديد الحرج، فقد وصل القاهرة خصيصاً من اجل افتتاح مركز مشروع الهدف الذي يرأسه، ولم يعلم مسبقاً بإلغائه ورحيل بلاتر المفاجىء،
وعلمت من هاني أبوريدة رئيس اللجنة المنظمة ان همام اقترح الاسراع بافتتاح المركز عقب سفر بلاتر، ولكن ادارة المراسم بالديوان الجمهوري افادت بأن عدم حضور بلاتر يعني تلقائياً الغاء حضور رئيس مجلس الوزراء والاكتفاء بايفاد مسؤول بدرجة وزير، ولهذا تم الغاء الاقتراح وانتظار التعرف على موقف بلاتر.
وقال لي الدكتور طه اسماعيل ان التأجيل يربك بدء العمل في مركز المنتخبات خاصة ان مشاريع اخرى للهدف سوف تفتتح الشهر المقبل في تونس والمغرب واريتريا.
وفي مغادرة بلاتر القاهرة لم يودعه سوى هاني ابوريدة وسمير زاهر، على العكس من استقباله حيث قابله ثلاثة وزراء وحشد من قيادات الرياضة المصرية والاتحاد الافريقي، وكان مشهد الوداع معبراً عن موقف القاهرة الرسمي من الزيارة المزعجة لرئيس الفيفا!
احد اعضاء الاتحاد الافريقي علق على ما حدث بان بلاتر يهتم فقط بلقاء ممثلي الاتحادات الوطنية في اطار سعيه للحصول على رضا وتأييد الاصوات الافريقية في الانتخابات القادمة اما حضوره افتتاح بطولة القارة، فتأتي في مرتبة اقل في دائرة اهتماماته! وهي شهادة سمعتها من عدة مسؤولين افارقة ابدوا انزعاجهم لما فعله بلاتر.
وللحق فإن بلاتر كان بادياً عليه الاصابة في قدمه ويضع حولها رباطاً طبياً لكنها لا تمنعه من استكمال الزيارة على الاقل احتراماً للدولة التي قابلته على مستوى رؤساء الدول.
القاهرة: علاء إسماعيل
