فاروق جعفر يقرأ «طالع» طرق اللعب في المونديال الإفريقي

«العنف التكتيكي» .. السلاح السري في القارة السمراء!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما اختار شيخ المدربين العرب والمصريين الكابتن طه اسماعيل فاروق جعفر نجم الزمالك الاسبق ومهندس خط الوسط لمنتخب مصر طوال حقبة السبعينات من القرن الماضي مساعدا له في قيادة منتخب مصر الاول خلال بطولة الأمم الافريقية التي استضافتها تونس في العام 1994 , سأله الصحافيون عن سر اختياره خصوصا وان فاروق جعفر لم تكتمل له الخبرة التدريبية الواسعة لتدريب منتخب مصر ..

فنظر إليهم الكابتن طه وقال جملة واحدة »لانه احسن واحد بيفهم كورة في جيله«

والكابتن فاروق جعفر الذي يمتلك الان خبرة قيادة الاندية والمنتخبات بعدما تولي مهمة المدير الفني للفريق الاول في كبريات الاندية في مصر والوطن العربي إضافة لقيادته لمنتخب مصر , تبقى شهادته في الكرة الافريقية مهمة ,

فهو إلى جانب الخبرة في التكتيك والاداءالافريقي شارك في 4 نهائيات لكأس الامم الافريقية عندما كان لاعبا وبلغ مستواة الفني درجة جعلت الناقد الرياضي الكبير الراحل نجيب المستكاوي يكتب مانشيتا في الصفحة الرياضية بجريدة الاهرام يقول فيه فاروق جعفر يهزم منتخب زامبيا 2/1 في مباراة غاب عنها كل نجوم المنتخب تقريبا .. باختصار نحن امام »شاهد شاف كل حاجة« في افريقيا.

»البيان الرياضي« التقاه خلال زيارته للامارات بدعوة من قناة دبي الرياضية وفتح معه ملف كأس الامم وسأله ماهو الجديد المنتظر من منتخبات القارة السمراء في البطولة التي ستنطلق بعد 48 ساعة بالقاهرة؟

بشكل عام يري الكابتن فاروق جعفر انه لا يوجد هناك مسميا علميا لكلمة اسلوب لعب في اللعبات الجماعية فالاسلوب هو في نهاية الامر سلوك كما يشير علم الاجتماع وكما نلاحظ في اللعبات الفردية حيث نجد فوارق بين سلوك اللاعبين في الاداء ..

لكن الصحيح هو فرض النواحي التكتيكية على المنافس .. ويقول ان منتخبات القارة السمراء ستخوض المنافسات بأساليب لعب مختلفة هي:

1ـ اولها والاكثر تداولا حاليا هي ما يعرفه جمهور الكرة بطريقة 4/4/2، وهي شكل نظري لتوزيع اللاعبين داخل المستطيل الاخضر لكن جوهرها يكون بتمركز اللاعبين وفقا لشكل 4/2/2/2 وهي اسلوب هجومي بحت تلجأ اليه الفرق عندما تواجه اخرى اقل منها في السرعة واللياقة والمهارات الفردية..

وهي تحتاج دائما من اللاعبين الضغط على منافسيهم في كل ارجاء الملعب عند فقدان الكرة ويلعب بها منتخبات كل من غانا وتونس والكاميرون ونيجيريا وساحل العاج , وأغلب دول وأندية العالم تلعب بهذه الطريقة.

2- أما الطريقة الثانية فتتم وفقا للشكل النظري 3/5/2 لكن توزيع اللاعبين يتم وفقا لشكل 3/4/1/2 وهي طريقة هجومية عند الاستحواذ على الكرة فقط , وعند فقدانها يؤمن شكل توزيع اللاعبين عمقا دفاعيا يقي فريقهم الهجمات المرتدة المباغتة ,

ودائما ما تكون السيطرة على مجريات الامور متبادلة بين صاحب هذا التوزيع ومنافسه داخل الملعب .. وهي تعتمد على وجود 3 مدافعين و4 لاعبان في منتصف الملعب ولاعبين اثنين تحت قلب الهجوم , وبتفصيل اكثر تضم الطريقة ليبرو وامامه 2 مساكين وبعد ذلك لاعبين في الارتكاز وإلى جوارهما طرفي ملعب يمين ويساروأمام هذا الرباعي 2 من صناع اللعب ( مثل ابو تريكة وبركات في الاهلي المصري) وأخيرا مهاجم صريح هداف ولديه المهارة العالية .. وتلك الطريقة لا تتلاءم مع البطولات الكبيرة وهي اكثر تماشيا مع الفرق التي تلعب في الدوري المحلي.

3- المانيا والارجنتين مثلا يلعبان باستوبر (الظهير القشاش) وامامه 4 مدافعين وامامهم 4 في خط الوسط من بينهم طرفان في الجهتين اليمنى واليسرى يتميزان بالسرعة والارتداد عند الاستحواذ على الكرة ثم مهاجم واحد صريح (1/4/4/1).

4- وهناك طريقة دفاع المنطقة التي تتميز بها ايطاليا حيث تعتمد على وضع ثماني لاعبين في الثلث الاخير للملعب ..كذلك طريقة 4/3/3 مثلما نشاهد في منتخبي انجلترا وهولندا وناديي ريال مدريد ومانشستر يونايتد وهذة الطريقة في حاجة إلى لاعب ارتكاز قوي وقلب هجوم لديه كفاءة عالية في حين يقوم لاعبي الارتكاز الاخران بشغل الثلث الطولي على كل من جانبي الملعب.

ويري فاروق جعفر أن الكرة الأفريقية تتميز دائما بالعنف التكتيكي .. بمعنى تنفيذ النواحي التكتيكية بقوة تقترب من الخشونة المشروعة واحيانا غير المشروعة , وربما كان ذلك سببا في ان يكون عدد اللاعبين الافارقة الذين تتعاقد معهم اندية اوروبا أكثر من أي جنسية اخرى ..

فالافريقي يقاتل على كل كرة ومنضبط تكتيكيا ويتمتع بقوة هائلة عند تنفيذ المهام الهجومية ولديه احساس فطري بالمسؤولية الدفاعية عند فقدان الكرة .. وقد حسم الافارقة (في تقديري) الصراع بينهم وبين الاوروبيين وحاليا بدأنا نشاهد احسن لاعب في العالم يترشح من افريقيا بل افضل 5 لاعبين اغلبهم افارقة,

وإلى جانب تلك الصفات لتي تتمتع بها الكرة الافريقية بدأ منحنى المهارة الفردية يظهر وفي صعود مستمر لا ابالغ إذا قلت أن مهارة اللاعب الأفريقي بدأت تقترب بشدة من مهارة لاعبي اميركا اللاتينية , وحاليا سيجد من يتابع الدوري الاوروبي في انجلترا واسبانيا وايطاليا وغيرها من الدول ان اللاعب الافريقي اصبح صانع لعب الفريق واصبح المرشح الاول للعب الضربات الثابتة مع فريقه.

وقفات سريعة

٭ الكاميرون ونيجيريا يمتلكان لاعبين لديهم الخبرات والمهارات الخاصة الكفيلة بإنهاء أي مباراة لصالحهم .. لكن الاعداد النفسي لكلا المنتخبين ربما لا يكتمل على جانب الحافز المعنوي الذي يدفع اللاعبين إلى القتال داخل الملعب حتى اخر ثانية من عمر المباراة .. وإذا امتلكا هذا العامل فلا استبعد وصولهما للدور قبل النهائي على الاقل.

٭ مصر بطبيعة الحال مرشحة .. لكن فوزها باللقب يتوقف على نقطة واحدة اراها في غاية الاهمية , وهي ان يحب اللاعبون بعضهم البعض ويدافعوا عن زملائهم .. وإذا تم استبدال أحد منهم خلال مباراة لا يجب أن يخرج غاضبا بل عليه ان يعطي شعورا لبديله انه سيقدم افضل مما قدمه هو.

٭ انضمام حسام حسن للمنتخب له فائدة معنوية اكثر من الفنية .. فمن المهم جدا ان يكون داخل الملعب قائد ينفذ للمدرب كل تعليماته ولديه المقدرة على حل ومواجهة مشكلات اللاعبين خصوصا النفسية منها .. ومنتخب مصر في حاجة لمثل هذا القائد , أما أحمد حسن فقد يصلح لهذا الدور لكنه عصبي مع زملاءه احيانا ومع المنافسين كثيرا.

٭ منتخب تونس لن يكون بنفس الحالة الفنية التي كان عليها في بطولة 2004 التي فاز بلقبها لأن عقله في كأس العالم المقبلة بعد شهور قليلة وكل لاعب من المنتخب يريد بشدة اللعب في كأس العالم لكي يعرض بضاعته على السماسرة ومدربي الاندية الاوروبية.

٭ المغرب سيكون أفضل من تونس في هذه الدورة خصوصا ان الكرة ظلمته في بطولة العام 2004 امام تونس وتصفيات كأس العالم امام تونس ايضا .. وهو فريق منظم لديه مجموعة من اللاعبين الجيدين ومحترفون على مستوى عال لا يخشوا من الجماهير الغفيرة .. واتوقع وصول المنتخب المغربي للمربع الذهبي.

٭ اما ليبيا فكرتها متواضعة لكنها تحرز تقدما وفي حاجة لوقت ومزيد من الاحتكاك حتى تكتسب الخبرات اللازمة للمنافسة في بطولة كبري مثل بطولة أمم افريقيا.. لكن علينا الانتظار ان كرة القدم كل شيء فيها وارد

اتوقع ظهور لاعبين جيدين من انجولا وتوجو وغانا والجابون .. فهناك منتخبات أفريقية غامضة , وهي في مصطلحات كرة القدم تسمى بالمنتخبات المخفية ولديها محترفون عديدون قادرون على إحداث المفاجآت.

بشكل عام ستكون المنتخبات التي لم تصل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة بالمانيا أكثر حرصا على الفوز باللقب والكأس.. أما المنتخبات التي تأهت للمونديال فستتعامل في الدرجة الاولى مع البطولة باعتبارها فرصة كبيرة للاطمئنان على مستوياتها الفنية وعلى لاعبيها.

اجرى اللقاء: أحمد هاشم

Email