بصراحة

عودة الهارب!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ـ شاءت الظروف أن يعود المدرب الهولندي أدفوكات إلى الإمارات من جديد وهو الذي غادرها «هرباً» وسط الظلام إلى كوريا الجنوبية للتعاقد مع الاتحاد الكوري ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف واللوائح والنظم وحتى القوانين التي كانت تفرض عليه كمدرب محترف التعامل باحتراف مع مسألة إنهاء عقده مع اتحاد الإمارات قبل أن يهرب إلى كوريا، ولكن وعلى ما يبدو أن إغراءات المادة وأضواء المونديال كانت أقوى على أدفوكات من مسألة اللوائح والأعراف.

ـ إن ما جعلنا وما دفعنا لأن نخوض في موضوع المدرب الهارب الذي وضعنا في موقف لا نحسد عليه منذ الصيف الماضي، وجوده على أرض الدولة التي وصلها بالأمس برفقة المنتخب الكوري الذي سيلاقي منتخبنا غداً في مباراة دولية ودية استعداداً لمونديال ألمانيا وتصفيات كأس آسيا، وعودة أدفوكات للإمارات والصدف التي جعلته يلاقي منتخبنا وجهاً لوجه هي سبب عودتنا من جديد لأحداث الصيف الماضي التي كانت ساخنة بين هرب أدفوكات وهروب لاعبينا الثلاثة لسويسرا، وجميعهم عاد للإمارات، وكأننا نتابع مسلسل «عودة الهارب».

ـ وبالعودة لموضوعنا الرئيسي، نحن نعترف أن التواجد في المونديال أمنية أي مدرب، وهل هناك أهم من التواجد في كأس العالم الحدث الأهم والأبرز عالمياً، خاصة وأن ذلك تحقق لأدفوكات وكأنه حلم، لأنه لم يبذل أي مجهود يذكر مع المنتخب الذي وصل للنهائيات بفضل مجهودات مواطنه بونفرير الذي جاب ثلثي القارة بحثاً عن بطاقة التأهل إلى أن عثر عليها بعد جهد جهيد، قبل أن يذهب كل جهده على طبق من ذهب لأدفوكات «المحظوظ» الذي سيستقطب أنظار العالم في ألمانيا ولن يكون أمام مواطنه بونفرير سوى الحسرة.

ـ إننا لسنا ضد أدفوكات، ولم نكن ضد أن ينهي عقده كمدرب لمنتخبنا الوطني، حتى وإن كان الاتفاق المسبق يمنحه هذا الحق، ولكن نقطة خلافنا كانت متمثلة في الطريقة، وخلافنا الأساسي على المبدأ، فالأسلوب الذي اتبعه المدرب معنا لم يكن أسلوباً راقياً ولا يبدر من مدرب له اسمه وسمعته وتاريخه. وكان بإمكان أدفوكات أن يخرج من الباب كما دخل بدلاً من الخروج من الباب الخلفي كما فعل.

ـ كنا حريصين بالأمس على ملاقاة المدرب الذي عاد للإمارات على رأس الجهاز الفني للمنتخب الكوري وسؤاله عن انطباعه حول عودته للإمارات من جديد، خاصة بعد ما بدر منه، حيث قال بالحرف الواحد: لقد قدمت اعتذاري لكم وارتباطي بالإمارات كبلد كبير جداً، ولكن فرصة التواجد ضمن أفضل 24 مدرباً في المونديال لا أعتقد أن هناك مدرباً في العالم يرفضها.

ـ ونحن بدورنا نقول لك يا أدفوكات أهلاً بك في الإمارات التي تفتح قلبها للجميع، كما أننا لسنا ضد أن تكون واحداً من أفضل المدربين في العالم، وكان بالإمكان أن تصل إلى ما وصلت إليه في وضح النهار وليس في ظلمة الليل خاصة أن ما بدر منك كان ولا يزال سبباً مباشراً في معاناة منتخبنا الوطني الذي توالت عليه الأجهزة الفنية دون وجود للاستقرار الذي من شأنه إنجاح البرنامج الخاص بإعداد المنتخب.

ـ منتخبنا سوف يواجه كوريا غداً بمدرب جديد، وبانتظار وصول ميتسو الذي لا نعلم متى يصل أم أنه سيغير رأيه حتى يونيو المقبل، وسيتركنا هو الآخر ويهرب ليلاً كما حدث مع أدفوكات.

كلمة أخيرة

ـ إذا كان هناك من يعتقد أننا ضد مسألة احتراف راشد عبدالرحمن في نادي الجزيرة أو أي ناد آخر، فإنه واهم، لأننا عندما تطرقنا لموضوع الهروب السويسري منذ اليوم الأول له، لم يكن هدفنا سوى إثبات أن ما يحدث مسرحية كتبت فصولها محلياً، وإذا كانت بعض المشاهد الخارجية صورت في سويسرا، فإن الأحداث الرئيسية والنهاية ستكون في الإمارات، حيث المقر الرئيسي لكاتب السيناريو ومعده ومخرجه أيضاً!

mjasim@albayan.ae

Email