أيام وتلعب القارة السمراء أغلى منافساتها «2»

الأرض لا تلعب مع أصحابها .. أحياناً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

القواعد تتحطم كثيرا في القارة السمراء, خصوصا في منافسات كأس الأمم .. وأول ما يلفت الانتباه أن الارض لا تلعب مع صاحبها احيانا.وقد تقاسم اصحاب الارض مع الغرباء عنها عدد مرات الفوز بكأس افريقيا كما يشير لنا تاريخ البطولة .. فخلال 24 دورة أقيمت حتى الان فاز اصحاب الارض بكأس البطولة 12 مرة وخسروها 12 مرة أيضا ..

ولم تحقق دولة واحدة من تلك الأكثر استضافة للبطولة الافريقية (مصر وتونس وغانا واثيوبيا , 3 استضافات لكل منها ) العلامة الكاملة ولم تحصل واحدة منها على كل بطولة أقيمت على ارضها.

فمصر استضافت دورات 1959- 74-86, فازت بالكأس مرتين فقط في بطولتي 59 و86 وخسرت كأس دورة 1974 التي نظمتها بمشاركة ثماني منتخبات وفازت بكأسها زائير.

اما تونس فقد نظمت دورتا 1965-94-2004 خسرت اثنين ( دورتي 65و94) وفازت بواحدة في العام 2004 التي شهدت مشاركة 16 منتخبا , وتعد تلك البطولة من أقوى الدورات التي أقيمت في القارة السمراء نظرا لمشاركة كبار الكرة في افريقيا.

في حين نظمت غانا دورات 1963- 78 -2000 ( بالمشاركة مع نيجيريا)..وغانا واحدة من ثلاثة منتخبات تحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالكأس الافريقية (4مرات) إلى جانب مصر والكاميرون وقد استفادت من استضافتها للدورة ثلاث مرات وحصلت على البطولة الافريقية مرتين ,

واحدة في دورة 63 التي اقيمت في عاصمتها أكرا وحققت خلالها أول كأس للأمم الافريقية والثانية عام 78 بعاصمتها أكرا أيضا في حين فازت بالكاس خارج ارضها مرتين في دورتي 1965 بتونس و1982 بالعاصمة الليبية طرابلس عندما فازت على أصحاب الأرض في النهائي بضربات الترجيح.

أما أثيوبيا فقد استضافت بدورها البطولة الافريقية ثلاث مرات أعوام 1962 -68-76 لكنها لم تستغل وتستفد من اللعب على أرضها في المرات الثلاث سوى مرة واحدة في العام 1962 عندما كانت دورة كأس أمم افريقيا ترتدي ثوب السذاجة والبراءة الكرويتين واستطاعت الفوز بأول واخر كأس أفريقية في تاريخها حتى الان بعد أن فازت على مصر في النهائي 4/2.

الوصول لقبل النهائي

لكن السؤال لم ينته بعد .. فإذا كانت قاعدة كرة القدم في القارة السمراء تشير الى أنه ليس بالضرورة أن يحقق صاحب الأرض اللقب الغالي , فهل تشير إلى أن صاحب الضيافة يضمن على الأقل حجز مقعد ضمن الأربعة الكبار في ثالث أقوي البطولات الكروية في الدنيا.

أفريقية الوصول إلى الأدوار النهائية؟

النتائج السابقة للبطولات تقول ان صاحب الأرض خرج من الأدوار الاولى للبطولة 4 مرات من بين 24 دورة أقيمت حتى الان .. ولم تكن من باب المصادفات أن تشرع أول بطولة أمم تقام في افريقيا الا يحتل المستضيف وصاحب الأرض المركز الأول فيها, وكأنها ( كرة القدم السمراء) تؤكد لنا من المرة الأولى أنها لن تنحاز إلا للأقوياء ولن تلتفت إلى صاحب أرض أو تراعي حتى حدود اللياقة والتعامل مع الجمهور المضيف وتفتح له بوابات الكرم.

السودان كان أول ضحايا هذا التشريع الكروي غير المكتوب .. فخلال البطولة الأولى في العام 1957 خسرالسودان لقاءه الوحيد الذي لعبه أمام مصر بنتيجة 1/2وودع البطولة.. وجاءت أثيوبيا في العام 1976 لتنظم البطولة وتستضيف سبعة منتخبات تم تقسيمها إلى مجموعتين ..

ولم تعد أثيوبيا صاحب الأرض منتخبا قويا قادرا على رفع الرأس واحتلت المركز الثالث في مجموعتها بعد غينيا ومصر وودعت البطولة لتستمر احداثها وتتوالى مبارياتها يتيمة من دون جماهير المرة الثالثة التي خرج فيها صاحب الأرض من الأدوار الأولى كانت في العام 1984 عندما استضافت ساحل العاج البطولة رقم 14 .. وأيضا لم تقدم ساحل العاج أكثر من ما قدمته أثيوبيا في العام 76 واحتلت المركز الثالث في مجموعتها بعد مصر والكاميرون وخرجت غير مأسوفا عليها.

أما المرة الرابعة والأخيرة فكانت في العام 1994 خلال البطولة رقم 19 التي استضافتها تونس .. فرغم وقوع صاحب الأرض في مجموعة سهلة ضمت مالي وزائير إلا أنها فشلت في الصعود للادوار التالية واحتلت المركز لثالث والأخير بجدارة لتخرج من البطولة وتصيب جماهيرها العاشقة بصدمة لم يمحها إلا بطولة العام 2004 التي اقيمت في تونس وفازت بكأسها للمرة الأولى في تاريخها .. إذنا بحقائق تاريخ.

البطولة ونتائجها السابقة فإن ظاهرة خروج البلد المستضيف من الادوار الاولى تكررت بنسبة 16,6% من عدد 24 بطولة أفريقية أقيمت حتى الان. وفي المقابل فإن حظوظ بلوغ صاحب الارض الدور قبل النهائي ( على الأقل) تبدو مرتفعة ..

فمن أصل 42 دورة أمم نجح المنظمون في بلوغ الادوار النهائية ثماني مرات بنسبة 33.3% منها أربع مرات احتل فيها صاحب الأرض المركز الرابع في بطولات 68(أثيوبيا) و1988(المغرب) و1998(بوركينا فاسو) و2002(مالي)

ومنها مرتان للمركز الثالث خلال بطولتي 1972 (الكاميرون) و74(مصر)..

وايضا حقق صاحب الأرض المركز الثاني مرتين خلال دورتي 65(تونس)و1982(ليبيا). ومن خلال هذه الحقائق والارقام يتأكد للمهتمين والمتابعين لكرة القدم الافريقية أن الارض تضيف ما نسبته 83.3% من نسب ضمان الوصول للدور قبل النهائي/ 0 .

أعداد : احمد هاشم

Email