«إن مات مكتوم ما ماتت مكارمه»

شعر: عدنان صبحي شحادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشعب ينعي للخليقة شيخه

رجل المواقف مخلص الأفعالِ

الحزن عَمَّ بديرةِ المجد التي

قد خَصَّها المولى بخير رجالِ

مكتوم شهم طَيَّبَ الله الثرى

خُلُقٌ نبيلٌ من حميدِ خصالِ

ابن الإمارات الوفي بفعله

بيضٌ صنائعه بكل مجالِ

شيخ الأفاضل والكرام جبينه

لم ينحن إلا لربٍّ عالي

أحببت من شيم الفقيد فضائلاً

الطيب ثم الجود بالأموالِ

شهد الجميع لفعله يا سُعدَه

والله أفضلُ شاهدٍ متعالي

ذكراهُ في أرضِ العروبةِ كُلِّها

شرقاً وغرباً قبلةً وشمالِ

الخير كل الخير كان صَنيعه

لا ينثني بعشيةٍ وزوالِ

أضحت دُبي منارةً في عَهدِهِ

وأخضوضرت صحراؤها بجمالِ

يا روضة غَنَّاءَ فاحَ أريجُها

قد أغدقت بثمارها وظلالِ

ضَحَّى وقدمَّ للبلاد جُهودَه

فبدت نتائجها بكل مجالِ

ولوحدةِ الأوطانِ كرَّس وقته

قاد المراكبة واثقاً بجلالِ

هذي ثمار جهودِهِ قد أثمرت

صرحاً عظيماً عالي الأوصالِ

صارت دُبي عزيزةً في عَصرِهِ

وعلت بيارقُ عِزَّها بالعالي

أرسى قواعد صرح مجدٍ شامخٍ

يعلو ويغدو مضربَ الأمثالِ

قد خطَّ في لوحِ الكرامِ روائعاً

ومواقفاً للطيب خير مِثالِ

شهد الجميع له بكل تواضعٍ

شيخٌ كريمٌ جُودُه متتالي

قد كان للشعب الجريح مُؤيِّداً

ومساعِد البؤساءِ بالأموالِ

طفل الحجارة نال منه عطاءَهُ

يرثيه أهلُ القدسِ والأشبالِ

من قدس مسرى المصطفى يدعو له

الأهل في صلواتهم بلياليِ

مني ومن شعبي إليه دُعاؤنا

رُحماك ربي للفقيد الغالي

الطيبُ ينعي للعروبةِ رمزَهُ

شيخاً أبيّاً مجده متوالي

حُبُّ العروبةِ كان يَعْمُرُ قَلبَه

أعطى وجادَ بخيره بتوالي

إن مات مكتوم ما ماتت مكارِمُه

الكل يرثي صانع الأجيالِ

وعزاؤنا يا إخوتي بمحمَّدٍ

الفارس المقدام في الأهوالِ

فبعزمه تعلو دُبي بمجدها

حتى غدت نبراس عِزٍّ عالي

وبفكرهِ تبدو رجاحةُ عقلِهِ

وبرشدِهِ بالقولِ والأفعالِ

هذا بوراشد لا يكلُّ وينثني

رمزُ الرجولة صادقُ الأقوالِ

هو رائد ومعلّمٌ بل قائدٌ

كالصخرة الشمَّاءِ فوق جبالِ

أنقى من الدرِّ الأصيل كلامُهُ

أدباً وعلماً للجميع مِثالِ

هو صاحب الرأي السديدَ بفكرهِ

وبقوله صدقاً بكل مقالِ

رمز الشجاعةِ والأصالةِ والوفا

هو قدوة الفرسانِ والأبطالِ

يرثي أبو راشد مكتوم الذي

ضَحَّى لخير الأرضِ والأجيالِ

مكتوم يا نبع الشهامة والوفا

أخلصت يا شيخي بكل مَجالِ

حزني على زايد منارة أمتي

يُذكيهِ فقدي للشقيق الغالي

عهداً وفياً للكرام قطعته

عملاً دؤوباً في الضحى وليالِ

أن تستمر رعايتي ومسيرتي

أسعى لمجد بلادنا بتوالي

يا ربِّ هب رجل التواضع رحمة

يا قادراً أنت الرحيم الوالي

يا قاهر الأنامِ أنتَ وليُّهُ

طيب ثراه إلهنا بالعالي

وبحوض طه المصطفى خير الورى

أسكنه ربي جَنَّة المتعالي

Email