ما غبت يا مكتوم

شعر: بوجمعة المخطوبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنعى بحورُ الشعرِ رمزَ وفاءٍ

قد نكسّت أعلامها لرثائي

تبكيكَ يا مكتومُ بدرَ زمانهِ

تنعاكَ يا مكتوم بحرَ عطاءٍ

يا راعيَّ الخيلِ الأصيلةِ من لها

الخيلُ تصِهلُ: من يُجيبُ ندائي؟

ويُسائلُ الفرسانُ عن حامي الحمى

ودبيهم كلمى فأيُ رجاءِ

وندى إماراتِ العروبة مقفرٌ

حُمَّ القضاءُ بها وأيُ عزاء؟

بالأمسِ أودعت الثَرى كرمَ الورى

واليومَ تودعُ ثانيّ الكرماءِ

ما غابَ يا مكتومُ من آثارهُ

وَشّتْ دبيُ بها جبينَ سماءِ

ما غابَ يا مكتومُ من آلاؤه

النخلُ منها باسقٌ في الماءِ

هذي مسيرتكمْ أيادي فضلها

بيضُ السجايا، فتنةٌ للرائي

جالت خُطى الضعفاء في عَرَصاتِها

من لاجئينَ، وفاقدي الآباءِ

وتقاسمَ البؤساءُ فوحَ زهورها

وسلواْ بطيب ورودها الفيحاءِ

هذي مسيرتكم شموخٌ سرمدٌ

فاقت دبيُ به ذرى الجوّزاءِ

هلَّت على دنيا الخليجِ منارةً

أعظم بطالعِ يُمنها المعطاءِ

تختالُ في أفقِ الزمانِ وتعتلي

كالبدرِ عند الليلةِ الظلماءِ

فتنيرُ بالآلاءِ كلَ بليةٍ

وتُجيرُ في الضراء كلَّ نداءِ

هذي مسيرتكم على عهدِ الوفا

سارت بحكمة قادةٍ نُجباءِ

سارت كأنكَ خالدٌ في ركبها

لمّا محمدُ قادها بوفاءِ

فكأنما هوَ حاتمٌ فاسأل بهِ

في حِلمهِ، في الجود في الحوباءِ

في آلِ مكتوم المناقبُ جُمَّعٌ

جلّت معالمها عن الإحصاءِ

والجودُ منهم فوقَ كيوانَ استوى

الشمسُ دونَ سِراجِهِ الوضاءِ

من فارسُ الدُنيا أليسَ محمدٌ

ـ ذاك ابن راشد ـ مُلهمُ الشعراءِ

فوقَ السحابِ يَسيرُ أيُ تواضعٍ

ـ في المجد ـ عن كبرٍ وعن خُيّلاءِ

فليهنَ في عرشِ القلوبِ لأمةٍ

قد بايعت فيهِ سبيلَ رجاءِ

Email