القاهرة تتأهب لاستقبال بطولة إفريقيا الكروية

شوبير يواصل الهجوم على اللجنة المنظمة ويتهم أبو ريدة علناً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم حالة القلق التي تسيطر على جماهير الكرة المصرية إزاء قدرة فريقها الوطني على انجاز بطولة الأمم الإفريقية، إلا أن عجلات التنظيم تدور بسرعة لتوفير كل عناصر النجاح، وتشهد بطاقات الدخول إقبالاً واضحاً من الجماهير، خاصة مجموعة القاهرة «أ» التي تضم منتخبات مصر وكوت ديفوار والمغرب وليبيا.

وبسبب إغلاق مكاتب البريد خلال عطلة العيد أقبل الجمهور على شراء البطاقات من ثلاثة أماكن هي مقر اتحاد الكرة والأهلي والزمالك، وأشار مصدر مسؤول إلى أن بطاقات مباراة الافتتاح التي تجمع بينها خمسة آلاف وخمسمئة تذكرة للمشجعين الليبيين والذين حجزوا أماكن في كل مباراة بالعدد نفسه ودفعوا قيمتها مقدماً.

وتتكاتف أجهزة الدولة من أجل حل كل المعوقات بتوجيهات من القيادة السياسية، ولهذا قرر وزير الطيران تخصيص المطار رقم «4» لاستقبال الطائرات الخاصة التي تحمل الفرق الإفريقية وضيوف البطولة، وتشكيل فريق عمل لإنهاء إجراءات الوصول في أسرع وقت.

كما تم تخصيص المطار رقم «3» لاستقبال المشجعين المتوقع وصولهم في أفواج سياحية منظمة. وبالنسبة للجماهير المحلية تقرر استخدام أسلوب الألوان لإرشادهم إلى بوابات ومسارات الدخول إلى الملاعب، والجديد أيضاً تخصيص حافلات لنقل الجماهير من أربعة مواقع وسط القاهرة إلى الملاعب وتحمل هذه الحافلات ألوان التذاكر نفسها، فالدرجة الثالثة لونها رمادي، والدرجة الثانية بني، بحيث تتجه الحافلات إلى الأبواب لتحمل ذات اللون لتسهيل الدخول.

ويتخوف الاتحاد الإفريقي من زحام القاهرة وتكدس السيارات في شوارعها مما قد يتسبب في تعطيل وصول الفرق والضيوف إلى الملاعب والفنادق، ولهذا أعلنت وزارة الداخلية حالة من الطوارئ لإخلاء الطرق المؤدية إلى استاد القاهرة واستاد الكلية الحربية قبل وبعد المباريات، وتوفير مواكب الدراجات النارية لتسهيل مرور الضيوف.

والغريب أن معرض القاهرة الدولي رقم 36 للكتاب سوف يفتتح يوم الأحد المقبل ويقع بالقرب من استاد القاهرة وترتاده أعداد غفيرة من المثقفين الذين ينتظرونه من عام لآخر، وهناك مخاوف من تكدس الزائرين مع جماهير البطولة الإفريقية، ومن أجل هذه المشكلة تقرر رفع كفاءة أنفاق عبور المشاة في طريق صلاح سالم الحيوي لاستخدام جمهور معرض الكتاب وعدم تعطيل سير السيارات والحافلات.

البث.. فرنسي

وتسلم فريق من التلفزيون الفرنسي مهمة العمل ونقل كل مباريات البطولة بأحدث المعدات ووسائل البث بالتعاون مع التلفزيون المصري، ومعدلات المشاهدة المتوقعة تبلغ 6 مليارات مشاهد عبر ستة آلاف ساعة من البث المباشر.

وقبل أيام معدودات من انطلاق البطولة واصل أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد كرة القدم انتقاداته العلنية لأداء اللجنة المنظمة مما أثار ضجة في توقيت غير مناسب خاصة أن هاني أبو ريدة رئيسها قام بالدفاع عن اللجنة وسط دهشة الجميع مما يحدث.

شوبير بادر بالهجوم في جلسة لجنة الشباب التابعة لمجلس الشعب، ثم كرر الحملة بتوجيه العديد من الملاحظات ومن بينها أن مصر الدولة الوحيدة التي لن تحقق أرباحاً من البطولة. وفي تصريح خاص لـ «البيان الرياضي» قال: للأسف طموحاتنا أكبر من التنظيم، وكنا نتوقع الفوز بعائد مادي معقول، لكن يبدو أن الخسارة مؤكدة، فالأرقام المعلنة للموازنة تبلغ 22 مليون جنيه مقابل استضافة الفرق وأعضاء الاتحاد الإفريقي والضيوف والحكام، ولا يدخل ضمن الحسبة ما تكبدته الدولة لتجهيز استاد القاهرة والملاعب.

وأضاف شوبير: اللجنة المنظمة تحدثت مطولاً عن دخول الجماهير إلى استاد القاهرة والبوابات الحديثة، ولكن قبل مباراتي أوغندا والسنغال حدث تجمهر وازدحام كاد يتحول إلى كارثة، وهو ما يشير إلى وجود خلل أخشى أن يؤدي إلى مشكلات في مباراة الافتتاح.

ولم تتوقف الملاحظات، بل أشار شوبير إلى سوء حال أرضية ملعب استاد القاهرة والتي شكا منها اللاعبون، كما لاحظ الأعطال التي لحقت بالشاشة الإلكترونية الجديدة المعلقة وتوقفها لأربع دقائق خلال المباراة الأخيرة. ولم يعلق شوبير على مستوى منتخب مصر واختيار حسن شحاتة للاعبين، مفضلاً الاحتفاظ بملاحظاته دون الإفصاح عنها.

رسالة رئيس الوزراء.. مفاجأة

رداً على هذه الانتقادات كشف أبو ريدة عن مفاجأة تتمثل في تلقيه رسالة من رئيس مجلس الوزراء يطلب فيها ترشيد الإنفاق والالتزام بذلك إلى أقصى حد، وقال أبو ريدة إن ظلال فشل ملف مصر لاستضافة مونديال 2010 يطارد الدولة والتي تكبدت 37 مليون جنيه من أجل حملة فاشلة، وهذا بالضبط السبب وراء التقصير التنظيمي لبطولة إفريقيا.

واعترف رئيس اللجنة المنظمة بأن أرضية ملعب استاد القاهرة سيئة وأنها تحتاج إلى ثلاثة ملايين جنيه لإصلاحها، لكن القيود الحكومية لم تساعد على المضي لإصلاح الملعب، وألمح إلى أن الملعب خضع لإصلاحات منذ عام مضى بواسطة شركة أجنبية حصلت على 2,1 مليون جنيه لكن تجارب حفل الافتتاح أفسدته.

وعن الموازنة، قال: الدولة رصدت 22 مليون جنيه للاستضافة والإعاشة والانتقالات، وتحملت الدولة 152 مليون جنيه لتحديث استاد القاهرة، وسوف يشاهد الجميع تطويراً هائلاً يشمل المدرجات والمقاعد وبوابات الدخول والغرف الملحقة والمقصورة والمركز الإعلامي.

وأضاف: ان العوائد المالية مرتبطة بالحقوق الإعلانية التي يملكها الاتحاد الإفريقي وحده، وان مصر لها حق عائد تذاكر المباريات ونسبة من الدعاية المحلية والبث التلفزيوني، وقد حرصنا على عدم المغالاة في أسعار بطاقات الدخول مما قلل من الأرباح.

زاهر يدافع

وبسبب دقة الموقف وحرج وضع اتحاد الكرة الذي لا يقوم بأي أدوار أو مهام في البطولة، تدخّل سمير زاهر مؤكداً أن شوبير يطرح وجهة نظره ولا يجوز تفسير ذلك بأنه يسعى للهدم، ومن حقه أن ينتقد أوضاع المنتخب واختيارات المدرب لبعض اللاعبين أمثال حسام حسن، ومن واجب المدرب أن يسمع كل الآراء.

وقال زاهر: شوبير ليس مشجعاً أو صحافياً، بل نائب رئيس اتحاد الكرة ويهمه نجاح المنتخب والبطولة، وكشف زاهر عن واقعة غريبة حدثت خلال زيارة قام بها لمعسكر المنتخب وفي الوقت نفسه الذي كان ميدو يشارك توتنهام في إحدى المباريات، فوجد الجهاز الفني لا يهتم ولا يشاهد المباراة فطلبت متابعة المباراة وأن يؤدي كل مدرب عمله، فمن حق أعضاء اتحاد الكرة توجيه المدرب ومساعديه دون التدخل في الأمور الفنية.

وكرر زاهر الانتقادات التي وجهها شوبير إلى اللجنة المنظمة، مشيراً إلى أن البطولة اقتربت ومازال حفل الافتتاح مجهولاً والتذاكر لا تلقى إقبالاً بسبب توزيعها عبر مكاتب البريد التي تغلق أبوابها بعد الدوام الرسمي.

وشنّ رئيس الاتحاد هجوماً شديداً على هاني أبو ريدة رئيس اللجنة المنظمة بأنه يتعمد عدم التنسيق مع اتحاد اللعبة رغم أن الاتحاد الإفريقي يتعامل مع الاتحاد الوطني، ويتصور اننا نمسك بخيوط التنظيم في حين أن الحقيقة غير ذلك.

وقال زاهر صراحة: أبو ريدة هو المسؤول عن هذه الفجوة ويتعامل مع البطولة وكأنها من الأسرار، وأنا أتحدث عن الحقوق المالية لاتحاد الكرة من تنظيم البطولة سواء نسبة الإعلانات أو بيع التذاكر، وللأسف تغيير وزير الشباب من أهم أسباب هذه الفجوة.

وشدد زاهر على أمله بنجاح البطولة وأن يوفق المنتخب المصري، وأن اتحاد الكرة غير مسؤول عن التنظيم بفعل فاعل.

حسام حسن للتكريم

وفي تصريح مثير، أعلن شوقي غريب مساعد مدرب المنتخب أن اللاعبين في القائمة الرسمية للمنتخب تم اختيارهم وفق قواعد موضوعية وفنية حسب احتياجات المراكز وتوفير البدلاء، إلا أنه استثنى النجم حسام حسن الذي اختير لأسباب أخرى وصفها بأنه «قائد للفريق يستحق التكريم»!! ولم يدخل على حساب أي لاعب آخر.

وعلمت من مصادر خاصة أن حسن شحاتة غضب بشدة من تصريحات المساعد وحدثت أزمة بينهما لم تنته حتى الآن، وكنا في «البيان الرياضي» أول من أعلن عن نية شحاتة في اختيار حسام حسن لاقتناعه بقدراته وخبراته وفق ضوابط وشروط يلتزم بها حسام والذي وافق ورحّب بذلك.

القاهرة ـ علاء إسماعيل:

Email